المحتوى الرئيسى

محمود الورواري لـ صدى البلد: المشهد الإعلامي يشبه مستشفى كبيرًا يعمل فيه كل طبيب في غير تخصصه.. وأعارض عودة منصب وزير الإعلام.. ويجب الوصول لسياسة إعلامية تناسب مصر ونسف القديم .. فيديو وصور

11/21 20:15

الإعلامي محمود الورواري في ضيافة صدى البلد :

الإعلام دخل في صراعات لإسقاط دول واستغلال الاعلاميين لاغراض سياسية مرفوض

ميثاق شرف الإعلام بات مصطلحا مستهلكا واعارض فكرة عودة وزير الإعلام

كان يجب أن يكون لمصر أذرع في الإعلام الخارجي بكل أشكاله

استضاف موقع صدى البلد الإخباري، الإعلامي محمود الورواري المذيع بقناة العربية، في ندوة هامة، تحدث خلالها عن مفهوم الأمن القومي الإعلامي العربي، وكيف يمكن أن يستعيد الإعلام المصري عافيته و تأثيره كما أدلى بتصريحات هامة حول المشهد الإعلامي نستعرضها من خلال التقرير التالي ..

مفهوم الأمن القومي الإعلامي العربي : 

أوضح الإعلامي محمود الورواري مفهوم الأمن القومي الإعلامي العربي، مشيرا إلى أن بداية مفهوم الأمن القومي عموما تعود إلى الأمريكيين الذين حولوه إلى مصطلح وتشريع .

وأضاف :" فكرة الأمن القومي معناها في الأساس حماية الدولة من أخطار الداخل والدفاع عن مصالحها أمام أخطار وتهديدات الخارج".

وأشار إلى أن مفهوم الأمن القومي لم يبق في غرف التنظير فقط، وإنما خرج إلى المؤسساتية حين أنشأ الأمريكيون مجلس الأمن القومي الأمريكي وخرج أيضًا إلى الشرعنة، حين أصدر الكونجرس الأمريكي قانون الأمن القومي الأمريكي العام عام 1947، وأصبح جزءًا أساسيًا من السلطة التنفيذية حين تم تعيين مستشار للأمن القومي.

وقال الورواري اننا اكتشفنا في عام 1994 أن الذي يدير العالم أو الولايات المتحدة ليست مؤسسة الرئاسة ولكن هي مؤسسة الأمن القومي الأمريكي ثم هناك جهات منفذه وهي مؤسسات الدولة الأمريكية الشيوخ والنواب والمؤسسة العسكرية والمؤسسة الرئاسية كما وجد الأمريكان أن القوة الناعمة المتمثلة في الإعلام تحدث تأثير أكثر من السياسات العسكرية أو غيرها.

وتابع :"و خرج مصطلح الأمن القومي العربي للنور في عهد الرئيس جمال عبد الناصر باعتبار أن معناه مواجهة الدول العربية لتهديد مسلح يستوجب دفاع مسلح.. ثم بدأ المصطلح ينفذ على جميع المستويات وأصبح هناك أمن قومي مائي وامن قومي زراعي وبيئي وهكذا ..".

ولفت إلى أنه منذ 2011 حتى الآن وجدنا أن اكبر تهديد ليس الأمن القومي ولكن هو الأمن الإعلامي حيث أن هناك دولا بعد 2011 وجدت نفسها تتعرض لتدمير أنظمتها عن طريق الإعلام مما جعلها تبدي اهتماما كبيرا به وبعض الدول اختارت أن تحتويه بينما أسكتته دول أخرى .

وخلال حديثه نبه الورواري إلى أن الأهم من الأمن القومي الإعلامي العربي هو وجود عقيدة لدى الإعلامي نفسه،مشيرا إلى أن هذا ليس موجودا لأن الإعلامي أو الصحفي يمارس مهنته من منظور المؤسسة التابع لها .

وقال الورواري إنه منذ 2011 حتى الآن انكشف الغطاء عن مشاكل كثيرة في الإعلام كما تورط الإعلام في أشياء ليس له علاقة بها وأصبح الإعلام يدخل في صراعات لإسقاط دول وهدم أنظمة بسبب حالة التخبط واختفاء عقيدة الإعلامي.

هناك ثوابت يجب أن تتبعها المؤسسات الإعلامية :

وأكد الورواري على وجود ثوابت محددة يجب أن تتبعها المؤسسات الإعلامية.

وأوضح أن أهمها ألا يستدرج الإعلام ليصبح طرفا في صراعات سياسية موضحا أن هناك قنوات أسست لأسباب طائفية في لبنان والعراق وهو ما يعتبر توريط للإعلام والإعلاميين في خلافات طائفية ليس لهم علاقة بها .

‏كما أشار إلى أن من أهم الثوابت التي يجب أن يلتزم بها الصحفي هو ألا يكون وسيلة ترويج لنفوذ دول غير عربية في بلد عربية مثل الترويج للدخول الإيراني في العراق أو في لبنان و سوريا .

وطالب الورواري أن لا يتم استغلال الإعلاميين في أغراض سياسية موضحا أن لأي مهنة أخلاقياتها وأن مهنة الصحفي قريبة الشبه بمهنة طبيب القلب أو المخ .

كما طالب أن يتم اتباع محاذير معينة في قضايا الإرهاب أساسها الوعي بتأثير المادة المنشورة على الجمهور و عدم الانسياق إلى السبق وإجراء حوارات مع أشخاص لديهم خلفيات إرهابية للتسويق للجماعات التابعين لها.

وعبر الورواري عن أمله في أن يتمتع الصحفيون و الإعلاميون خلال الــ 10 سنوات القادمة ‏بوعي كامل بما هو حولهم بالإضافة إلى استيعابهم بما يدور في بلادهم وخارجها .

وعن وضع ميثاق شرف للإعلام، قال الورواري انه يرى هذا المصطلح مستهلكا موضحا أنه أمر غير مقبول لأن من يضع ميثاق الشرف الإعلامي هي الحكومات وهذا لا يناسب الإعلامي أو الصحفي لكن يجب أن تقوم المؤسسات والفرد ذاته على تنمية العقيدة و الثوابت .

ومن جهة أخرى تحدث الورواري عن حالة الإعلام المصري مشبها إياه بمستشفى كبير كل شخص بها يعمل في غير مجاله مثل طبيب القلب الذي يعمل دكتور عيون، موضحا أن هذا سبب تراجع مستوى الإعلام حاليا .

وأضاف الورواري أن مصطلح إعلامي هو مصطلح مصري وأنه لا توجد وظيفة اسمها إعلام أو إعلامي إلا في مصر ولكن المسمى الوظيفي الصحيح هو صحفي .

وأوضح الإعلامي محمود الورواري أنه ضد فكرة عودة وزير الإعلام، موضحا أنه توجد دول متقدمة ليس لديها وزير إعلام أو وزارة الإعلام وأن الأمر يحتاج في النهاية إلى سياسية إعلامية رشيدة لمواجهة ما تتعرض له مصر من تحديات.

في سياق متصل قال الورواري إنه منذ بداية التسعينيات شهد العالم العربي مستجدات إعلامية مهمة ، موضحا: كانت التسعينيات حقبة ميلاد التجربة الفضائية العربية، ففي ديسمبر عام 1990 انطلقت أول قناة فضائية عربية، وهي الفضائية المصرية، وبعدها بتسعة أشهر تحديدا في سبتمبر 1991 انطلقت قناة "mbc" وهو اختصار لمركز تلفزيون الشرق الأوسط".

ولفت الورواري إلى أن المدرسة الإعلامية المصرية رائدة الإعلام الداخلي، مضيفا :" الدولة استثمرت كثيرا من الأموال منذ 30 عاما في الإعلام الداخلي فقط لأن الإعلام الداخلي هو إعلام موجه داخل حدود الدولة الواحدة والدليل انطلاق كثير من القنوات الفضائية جميعها موجهه للشعب المصري ".

وأشار إلى أن توجه مصر للتركيز على الإعلام الداخلي ربما لأن القاعدة الإعلامية تقول، إن الدول التي تستثمر طاقاتها كاملة في الإعلام الداخلي فقط أي الموجه لشعبها دون الاهتمام بمن هم خارج حدودها، من المفترض أن تكون نسبة حدوث احتجاجات أو ثورات قليلة جدا؛ والقاعدة أيضا تقول أن الإعلام الداخلي إعلام أنظمة حتى لو كان خاصا.

وتابع : " من خلال تقييمي لنتائج سياسة إعلامية في مرحلة معينة، أستطيع أن أقول أن محصلة التجربة من ديسمبر 1990 وحتى يناير 2011 على مدار 21 سنة كانت ضعيفة أو تقترب من الصفر، مؤكدا أنه ليس مع هذا النوع من الإعلام أو ضده ، شارحا أن التجربة السعودية في الإعلام على العكس اتجهت نحو الانطلاق بمجموعة قنوات موجهة إلى العالم الخارجي".

واستدل على حديثه بالدليل أنه عندما تعرضت مصر للازمات منذ 2011 لجأت إلى القنوات الإخبارية السعودية لبث الرسالة المصرية في حين أن لدينا جميع الإمكانيات لإطلاق قنوات تخاطب العالم الخارجي .

وأكد الورواري أن حل المشكلة يتحقق من خلال إعادة ترتيب سياسات وتغيير فكر لأن البناء موجود والأزمة ليست في الموارد مالية ولكنها في نقص الفكر والوعي .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل