المحتوى الرئيسى

هند تطلب الطلاق: زوجي طردني في نص الليل عشان معملتش محشي

11/21 02:01

جلست على كرسي خشبي متهالك يقع في ركن منزوٍ هادئ بإحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة، متكئة برأسها على راحة يدها، تضم طفلتها الرضيعة "مكة"، التي لا يتعدى عمرها العام بين ذراعيها، تغمض عينيها المحاطتين بهالات سوداء، بدت تائهة وكأنها تهرب من شيء ما، ربما من ذكريات مؤلمة عصفت بذهنها، وربما من الخوف من المستقبل المجهول الذي يطاردها هي وابنتها التي تركها والدها دون سند يحميها أو مال يكفيها شر العوز، إنها "هند" ذات الـ23 ربيعًا.

"طردني في منتصف الليل عشان معملتش محشي".. بهذه الكلمات الحزينة وبوجه ترتسم على ملامحه معالم الحزن والاستنكار وبصوت يتلون نبراته بالبكاء بدأت "هند" رواية معاناتها لـ"الوفد" قائلة: "تمنيت أن أجد الاستقرار الذي لطالما فقدته في بيت أهلي، فأبي أزاحنا عن عاتقه وأنا طفلة في المرحلة الابتدائية، أفلت يده منا وأطاح بنا لنواجه أنا وأمي وإخوتي مصيرنا المعتم، تزوّج مرتين، وأنجب منهما أطفالًا، وبات يتنقل بين زوجتيه وتناسى والدتي وإخواتي، عشت أبشع مراحل التفكك الأسري، قبلت بأول شخص طرق بابي لخطبتي وأنا لا أزال في الثامنة عشر من عمري، فكان ابن خالتي، ويكبرني بـ4 أعوام، ففي عُرف أهلي هو عريس لُقطة، تتمناه أي فتاة، وأقرت أسرتي بذلك حين كنا صغارًا نلهو ونلعب "هند لابن خالتها"، وذلك على خلفية أنه من دمي ولحمي فسوف يصونني ويحافظ عليَّ ويكرمني كما كانوا يظنون".

"زواج الأقارب عقارب، وخالتي هي سبب شقائي".. بهذه العبارات المتحفظة تابعت الزوجة الشابة حكايتها بألم وحزن: "وبعد إتمام مراسم الزواج شعرت معه بوحشة وغربة مرعبة كانت تعتصر قلبي كل يوم، بالرغم من أنني أسكن في بيت عائلة وسط خالتي وأبناء خالتي، ظننت أنني سأجد في هذا البيت

تداعب الأم شعيرات طفلتها وهي تكمل روايتها: "بعد مرور السنة الأولى في الزواج أصيب زوجي بالوسواس القهري، وتنتابه النوبات بين الحين والآخر، وبعد أن يفيق منها ينهال عليَّ بالضرب، ويوجِّه اللكمات والصفعات إلى وجهي أمام العالمين، ويقذفني بسيل من الشتائم، وما من حماتي التي هي للأسف خالتي إلا أن تتولى مهمة شحن زوجي، دائمًا ما تلقي على مسامعه عبارة "مراتك مش أصيلة ومش واقفة جمبك"، وتعبث بتلابيب عقله، كانت تحرِّكه كالدمية، وهو يفعل ما تأمره به دون تفكير ولا معارضة، اضربها فيضربني حتى أسقط مغشيًا عليَّ وتختفي ملامح وجهي من الزرقة، تحملت مرضه النفسي، وساعدته في العمل، وقفت إلى جواره رغم إهاناته، كنت دائمًا أغفر له ذلاته، لأني أحبه، وهذا الحب هو السبب في عودتي إليه صاغرة كلما تركت البيت".

تلتفت الزوجة الشابَّة ناحية الشباك وهي تواصل روايتها في محاولة منها للسيطرة على دموعها المتحجرة بمقلتيها قائلة : "حملت في أحشائي طفلًا منه لكن الله لم يكتب له الكمال، ثلاث مرات على التوالي يموت الجنين في أحشائي، وحين وضعت طفلتي بعد إجهاض ثلاث سنوات توفيت عقب شهر من ولادتها، لأ أدري حكمة الله في ذلك، ولكني دائمًا على يقين بأن ما كتبه الله لي خيرًا كله، وعلى قدر مصيبتي أؤجر، أسأل الله دائمًا أن يجعلني من الصابرين، ومن كرم الله -عز وجل- عليَّ بعد تعب وعناء رُزقت ب-"مكة"، جاءت لي عوضًا عن كل ما رأيته وتحملته طيلة زواج دام خمس سنوات، عشت فيهم حياة تعيسة زائفة".

تتسارع أنفاس الزوجة العشرينية وهي تسرد تفاصيل الليلة التي قصمت ظهر زواجها الذي دام لخمس سنوات: "وفي آخر مرة لنا معًا كانت "وجبة محشي" سبب خلاف بيننا، حيث عاد زوجي مبكرًا من العمل، وفي ذلك اليوم كنت على موعد مع دكتور الأطفال، لكي يفحص ابنتي، فوجد والدته تأكل "محشي" فطلب منها أن يتناول طبقًا، فصرخت في وجهه متبجحة "قول لمراتك تعملك ولا هي عاملة هانم"، فإذا به يدخل عليَّ ثرثارًا والغضب يسكن قسمات وجهه "اعملي محشي دلوقت".. فأجبته "عندي معاد للدكتور البنت تعبانة"، فإذا به يثور عليَّ، ويضربني ضربًا مبرحًا، ولولا تدخل الجيران لبِت تلك الليلة في قبري، وبعدها طردني منتصف الليل".

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل