كيف يمكن تحقيق الأرباح من استخدام ثاني أوكسيد الكربون؟

كيف يمكن تحقيق الأرباح من استخدام ثاني أوكسيد الكربون؟

منذ 4 سنوات

كيف يمكن تحقيق الأرباح من استخدام ثاني أوكسيد الكربون؟

عشرة ليترات. هذه الكمية من الوقود يمكن لرونالد ديتماير وزملاؤه إنتهاجها إلى حد الآن في اليوم الواحد. عشرة ليترات. وعلى الرغم من ذلك فإنها ثورة صغيرة، لأن علماء معهد كارلسروه للتكنولوجيا وشركاؤه يحصلون على الوقود باستخدام الطاقةf="/tags/54337-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%81%D8%A9">الطاقة النظيفة المكونة من الماء والهواء.\nوالهواء يتضمن كمادة طبيعية ثاني أوكسيد الكربون المتوفر حاليا بكثرة. وتحديد سخونة الأرض على مستوى درجتين مائويتين وتقليل محتوى ثاني أوكسيد الكربون في الجو تقرر في 2015 في باريس. لكن في الواقع انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تزداد عالميا باستمرار ودول مجموعة العشرين لن تحقق أهداف البيئة وألمانيا ستفشل في تحقيق هدفها المتمثل في توفير 40 في المائة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون حتى عام 2020. وبهذا يتحول ثاني أوكسيد الكربون إلى إشكالية مستمرة.\nتحول الطاقة في ألمانيا ماض على قدم وساق رغم أن انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون لم تنخفض منذ سبع سنوات. فهل هناك ركود في حماية المناخ؟ وهل تجارة الانبعاثات في أوروبا غير ناجحة؟ (05.11.2017)\nالطاقة النظيفة تجعل ذلك ممكنا\nوفي هذه الأوقات القاتمة تبدو تكنولوجيا تقتلع ثاني أوكسيد الكربون من الهواء وتحوله إلى وقود مثل حلم. وهذا ما تحقق لتوه في كارلسروه. فلأول مرة عمل شركاء على تحقيق خطوات العملية الأربع الضرورية لإنتاج الوقود من غاز ثاني أوكسيد الكربون والماء والطاقة النظيفة. وإلى حد الان تصل الكمية اليومية إلى عشرة ليترات، وحتى سنتين أو ثلاث سنوات يُراد توظيف المعلومات المستنتجة من المختبر لبناء منشأة أكبر تنتج يوميا 200 حتى 300 ليتر، كما يقول رولاند ديتماير، منسق الأبحاث في معهد كارلسروه. "بهذه الكمية يمكن القيام بتصنيفات أدق وأشمل حتى القيام بتحليق تجريبي". ومن المبرمج اعتماد منشأة كنموذج تنتج يوميا 1500 حتى 2000 ليتر يمكن تحميلها في حاويات متنقلة. وميزة هذا المشروع غير المركزي هي أن المفاعلات الحيوية تعمل بمرونة حسب توفر الطاقة النظيفة.\nالوقود من حاوية في معهد كارلسروه للتكنولوجيا\nمكان الاستعمال: الطائرة والوزن الثقيل\n"واضح تماما ما هي نوعية النظرة: في المستقبل سيكون لنا كهرباء من طاقات متجددة. وحين أقدر مباشرة على استخدامه، فهذا هو الأمثل"، كما يقول رولاند ديتماير. ودرجة مفعول هذه التكنولوجيا يقدرها بـ 60 في المائة " يعني أنه من كمية الكهرباء التي نستخدمها في النهاية تصل 60 في المائة إلى الوقود الكيميائي". لكن يوجد مجالات نقل لا تعمل جيدا باستخدام البطاريات أو الهيدروجين ـ وهي تقنيات ذات مفعول مرتفع "مثلا عند الطائرات أو آلات الوزن الثقيل حيث لا تكفي كتافة الطاقة".\nوفي النهاية تكون نماذج تجارية حاسمة في تسعير ثاني أوكسيد الكربون أو إدراج نسبة خليطة، بما أن تكاليف الإنتاج أعلى من أسعار السوق  للوقود الأحفوري. "وهذا لن يتغير ببساطة في السنوات المقبلة. يعني أنه يجب العمل على أن يكون دخول السوق ممكنا". وتحت ظروف مواتية يعني باعتماد سعر كهرباء منخفض يساوي وقود كارلسروه 1.50 يورو للتر الواحد، ضعف وقود النفاثات المعفي من الضرائب. وبهذه المنشأة يساهم معهد كارلسروه في سلسلة من الأساليب الجديدة تدمج ثاني أوكسيد الكربون من الهواء وحرق الوقود أو عمليات صناعية لإنتاج مواد عالية الجودة أو تخزنها باستمرار تحت الأرض. وإسمها هو Carbon Capture Utilization and Storage باختصار CCUS.\nوحسب وكالة الطاقة الدولية فإن هذا النظام يمثل الحلول النادرة التي تقلص من انبعاثات طاقة الفحم والغاز أو صناعات تحويلية مثل الصلب والاسمنت أو الكيمياء ـ وهي صناعات ستظل حجر الأساس للمجتمعات الحديثة. فإذا كانت هناك نية لبلوغ أهداف حماية البيئة، فيجب حتى عام 2040 تقليل 7 في المائة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون: عوض 32 في الحاضر أي قريبا 2300 طن في السنة.\nوهذا ليس له طارئ بيئي فقط، بل حاجة اقتصادية هائلة. بـ 90 مليار دولار تقدر شركة المشورة Boston Consulting Group قيمة النظام المذكور في السنوات العشر المقبلة. وبالرغم من أن نماذج نظام CCUS  موجودة منذ 40 عاما، فإن هذه التكنولوجيا ظلت لأسباب فنية واقتصادية بلا اهتمام. وهذا قد يتغير قريبا. ففي تقييمها تميز الشركة الاستشارية بين المجالات الرخيصة (توفير الغاز وإنتاج الأمونيوم والإيتانول) صناعات يصعب التخلي عنها (الاسمنت والنفط) وإنتاج الطاقة من الفحم والغاز.\nوقود خالي من ثاني أوكسيد الكاربون\nإريكا بيلمان من منظمة حماية البيئة WWF أقل تفاؤلا. بالنسبة إلى الحركة الفردية لا ترى مزايا في نظام CCU، لأن التسيير المباشر بالكهرباء أو الدفع بالهدروجين تبقى أفضل. وتفيد إريكا بيلمان بأن نماذج عمل نظام CCU تستهلك كثيرا الكهرباء. فسيارة تسير ببنزين CCU تستهلك على الأقل خمس مرات كمية الكهرباء مثل سيارة إلكترونية. وتحقق بعض التقدم فعلا في التحول في استخدام الطاقة، إلا أن الثلث فقط من الكهرباء يأتي من الأنظمة المتجددة.\nفي الجلسة الافتتاحية قال فرانك باينيماراما رئيس وزراء جزر فيجي، وهي الدولة المنظمة للمؤتمر، "علينا أن نُبحر معاً ونعمل جميعنا يداً بيد كي نُحقق كل أهدافنا". ولعل هذا الزورق التقليدي لجزر فيجي يُذكر الوفود بالمشاعر التي تجمعهم معاً.\nتعني التالانوا: عملية الحوار الشامل التشاركي الشفاف الذي يهدف إلى خلق شكل من أشكال التعاطف للتوصل إلى تبني قرار من أجل الصالح العام. وقد قال رئيس وزراء جزر فيجي: "نود أن نُجري حواراً تسوده روح التفاهم والإحترام". تميز جناح جزر فيجي بالأثاث والنباتات التقليدية لجزر فيجي لتشجيع الزوار على الإحساس بشعور سكان الجزر التي تقع في المحيط الهادي.\nالدول النامية هي الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، ويأمل المشاركون في المؤتمر الذبين يمثلون مختلف دول العالم أن يتوصلوا إلى وضع قواعد تهدف إلى حماية كوكب الأرض من العواقب المدمرة للإحترار الذي يتعرض له كوكب الأرض. هذه الخيمة التقليدية التي نُصبت في حديقة ريناو في مكان إنعقاد المؤتمر، وقد حيكت من مئات القطع التي قام بنسجها مئات الاشخاص الذين ينتمون إلى مختلف بلدان العالم.\nمصير مُحْزِن للدببة القطبية، فالحيوانات أيضا تُعاني من ظاهرة التغير المناخي. الجفاف والفيضانات والعواصف تدمر البيئة الطبيعية للحيوانات أيضاً، والمثال الأكثر تعبيراً على ذلك كله هو المصير المُحْزِن للدببة القطبية نتيجة لظاهرة الإحترار العالمي وذوبان الجليد الذي يُشكل البيئة الطبيعية للدببة القطبية. مُجسم لدب قطبي يُعْرض ضمن فعاليات المؤتمر\nللغابات أهمية كبيرة في المحافظة على النظام البيئي وإمتصاص ملايين الأطنان المترية المكعبة من غاز ثاني أوكسي الكربون من الغلاف الجوي. وقد جلب النشطاء من جمعية حماية الغابات الألمانية هذا العمل الفني إلى مكان إنعقاد المؤتمر في مدينة بون.\nيهدف إتفاق باريس للتغير المناخي إلى المحافظة على مستوى الإحترار العالمي بمقدار درجتين مئويتين، وبالفعل يعاني العالم حالياً من من عواقب وآثار وظواهر التغير المناخي مثل الجفاف والفيضانات، وبإستطاعة زوار المؤتمر في مدينة بون الإطلاع على كيفية تأثير التغير المناخي على مجريات حياتهم اليومية. وقد أعدت وزارة التنمية الألمانية مشروعاً بإرتفاع عشرين متراً يُمَثل التغير المناخي في العالم.\nمن المفترض على المدى الطويل أن يحلَ إستخدام الطاقة المتجددة محل الوقود الإحفوري. بعد الصين والولايات المتحدة تأتي الهند في مرتبة أكبر ثالث دولة في العالم تتسبب بتلويث البيئة وفي الوقت الذي تُعلن فيه الولايات المتحدة الأمريكية إنسحابها من إتفاق باريس للتغير المناخي تُعلن الصين والهند مضاعفة جهودهما للحد من الإنبعاثات الحرارية، وتعبر الهند عن طموحها ضمن هذا التوجه عن طريق جناحها في المعرض الوطني.\nناشد نشطاء المناخ والبيئة قبل وأثناء إنعقاد المؤتمر التخلي السريع عن إستخدام الفحم. وقد كان الكثير منهم يحتجون قبل وأثناء إنعقاد مؤتمر التغير المناخي ويطالبون بوضع حد للإعتماد على الوقود الإحفوري. وقد تظاهر عدد كبير من النشطاء وساروا في شوارع مدينة بون وحملوا اللافتات التي تعبر عن سخطهم وإحتجاجهم .\nفي إحدى مظاهرات الإحتجاج التي سبقت إنعقاد مؤتمر التغير المناخي إرتدى المتظاهرون ملابس الدمى والأقنعة في محاولة لتجسيد شخصية دونالد ترامب، رئيس الدولة الوحيدة التي خرجت من إتفاق باريس للتغير المناخي، ومن المتوقع أن يُضرَ هذه القرار بالدببة القطبية الحقيقة وليس من يرتدون هذه الأزياء. باتريك غروسه/ غالية داغستاني

الخبر من المصدر