المحتوى الرئيسى

هل اقترب سقوط حكم المرشد؟ .. احتجاجات العراق ولبنان تتصاعد ضد الملالي .. والبنزين يشعل غضب 100 مدينة إيرانية

11/19 21:59

السلطات الإيرانية توعدت بتصعيد إجراءاتها الأمنية ارتفاع قتلى احتجاجات إيران.. وتحذيرات دولية متظاهرو لبنان ينجحون في تأجيل جلسة البرلمان حكومة العراق تحاول إخماد نار الاحتجاجات.. وسياسيون يمهلونها 45 يومًا لتنفيذ الإصلاحات

في أول أكتوبر الماضي، اندلعت مظاهرات في العراق طالبت بإنهاء سلطة نظام طهران واحتجت على الفساد وعلى تراجع الخدمات، وبعدها في نفس الشهر اندلعت مظاهرات في لبنان طالبت بإنهاء الولاية الإيرانية على لبنان من خلال وكيلها حزب الله واحتجت على الفساد وتراجع الخدمات، وفي الشهر الحالي ومنذ الخميس الماضي والمظاهرات تضرب المدن الإيرانية في عقر بيت النظام نفسه، احتجاجًا على ممارساته وسياسات إفقاره للشعب ورفعه لأسعار البنزين.

تبعث الاحتجاجات رسائل مختلفة تشترك في أهداف واحدة تنادي بضرورة وضع حد لممارسات النظام الإيراني ضد شعبه وضد الشعوب العربية، من خلال فكرة السيطرة الذي يملأ كيان النظام الإيراني وعقله.

عمد النظام الإيراني منذ سنوات أربعين في بلاده وفي الدول العربية المجاورة إلى الإستفادة اقتصاديًا وسياسيًا بتطويع مقدرات هذه البلاد لصالحه وصالح أعضائه، مهملين بذلك رغبات الناس وضرورات حياتهم، وهو ما أدى إلى حالة غليان تسري في أوصال البلاد الثلاثة، في شكل مظاهرات واضرابات واعتصامات مازالت مستمرة إلى الآن.

لكن أمام هذه المظاهرات تسعى إيران إلى المواجهة، ففي مدنها هددت الإيرانيين بإنزال الحرس الثوري لقمعهم، وفي العراق عمدت إلى مليشياتها بقمع المتظاهرين، ما تسبب وفق تقارير إلى مقتل مايزيد عن 320 ضحية، وفي لبنان يحاول حزب الله إنهاء التظاهرات، والتقليل من شأن المحتجين، وعرقلة مطالب المتظاهرين، في حكومة تكنوقراط بعيدة عن الرغبات الحزبية، لكن الأحداث والمحاولات مازالت تراوح مكانها.

فقد أفاد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بأن لديه تقارير تؤكد أن عدد القتلى في مظاهرات إيران "بالعشرات"، ووصف المتحدث الوضع في إيران بـ"المقلق"، داعيا السلطات الإيرانية لإعادة الإنترنت، واحترام حق المتظاهرين في حرية التعبير، وفق ما نقلت "رويترز". وأبدى المتحدث قلقه من استخدام قوات الأمن الإيرانية للذخيرة الحية، ومن أنباء عن "انتهاكات للقانون الدولي".

ودعت زعيمة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، مريم رجوي، في رسالة جميع الشباب إلى الانضمام إلى صفوف المحتجين، مؤكدة أن هذا هو الطريق الوحيد للخلاص من الغلاء والفقر والتضخم والكوارث التي جلبها نظام طهران الذيي يقف على رأسه المرشد علي خامنئي بحماية وتوجيه الحرس الثوري.

وانتشرت الاحتجاجات في مختلف أنحاء إيران، واتخذت منحى سياسيا مع مطالبة المحتجين بتنحي كبار رجال الدين، الذين يقودون البلاد، وتجلى ذلك في حرق صور المرشد في سابقة لم تشاهد كثيرًا ونادرة، في إشارة إلى أن احتجاجات هذه المرة قد تتواصل وتكون أكثر تهديدًا لنظام المرشد، فلا يزال نطاق الاحتجاجات، التي أشعلها الإعلان عن توزيع البنزين بالحصص وزيادة سعره بنسبة 50 بالمائة على الأقل غير واضح، حيث تفرض السلطات قيودا على الإنترنت لمنع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تنظيم المظاهرات ونشر مقاطع الفيديو، وفق ما ذهبت إليه شبكة ايه بي سي الأمريكية.

وحتى يتبين المحتجون طريقهم بعدما قتل ما يتجاوز الـ150 محتجًا واعتقل الآلاف وأحرق 100 بنك على الأقل وعشرات المباني والسيارات، فما كان من سلطات إيران إلا أن توعدت المحتجين بإجراءات أمنية، وتنفيذ عقوبة الإعدام بحق المحتجين.. وقال الحرس الثوري "إذا تطلب الأمر فسنتخذ إجراء حاسما وثوريا ضد أي تحركات مستمرة لزعزعة السلام والأمن".

وبينما لم ينجح محتجو إيران في إجبار الحكومة الإيرانية على الإستقالة، فقد نجح المتظاهرون اللبنانيون، اليوم الثلاثاء، في منع النواب اللبنانيين من الوصول إلى البرلمان، رغم الانتشار الأمني الكثيف في الشوارع المحيطة بمقر البرلمان، الأمر الذي أدى إلى إرجاء الجلسة إلى موعد لاحق، إضافة إلى إجبارهم الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري إلى الاستقالة الشهر الماضي.

وأعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إرجاء الجلسة التشريعية لعدم اكتمال النصاب القانوني، على أن يصار إلى تحديدها لاحقا. وقال الأمين العام لهيئة مكتب مجلس النواب، عدنان ضاهر، في بيان تلاه أمام صحفيين في البرلمان، عدم اكتمال النصاب المطلوب نظرا إلى "الظروف الاستثنائية الحاضرة لا سيما الأمنية منها"، مضيفا "أرجئت الجلسة إلى موعد يحدد في ما بعد".

وكانت قوات الأمن اللبنانية انتشرت، بكثافة وسط العاصمة اللبنانية بيروت قبيل الجلسة البرلمانية المقررة منذ الأسبوع الماضي، والتي تعهد آلاف المحتجين بمنع انعقادها، بينما يستمر الاحتجاج ضد النخبة الحاكمة. وشهدت مداخل مجلس النواب اللبناني عمليات كر وفر بين المتظاهرين والقوى الأمنية، قبل أن يتمكن المتظاهرون من قطع كل الطرق المؤدية إلى البرلمان ومنع انعقاد الجلسة. 

واشتبكت قوات الأمن قرب البرلمان مع مجموعة من المحتجين كانوا يحاولون إزالة حاجز من الأسلاك الشائكة يسد طريقا، كما اندلعت مواجهات بين القوى الأمنية اللبنانية ومتظاهرين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، وفقا لـ"رويترز". وسمع دوي أعيرة نارية مع إجبار مجموعة من المحتجين سيارتي دفع رباعي تحملان أرقاما رسمية وزجاجهما داكن على الرجوع لدى اقترابهما من البرلمان.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من الفيديوهات لمواجهات بين متظاهرين لبنانيين ونواب، كانوا في طريقهم لجلسة مجلس النواب، اليوم الثلاثاء. ونجح المتظاهرون اللبنانيون، بقطع كل الطرق المؤدية إلى مجلس النواب في وسط العاصمة اللبنانية لمنع انعقاد جلسة اليوم.

وكانت الاحتجاجات اللبنانية قد دخلت الأحد الماضي شهرها الثاني، وسط استمرار الأزمة السياسية مع تأخر الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديد بعد استقالة سعد الحريري في 29 أكتوبر الماضي استجابة لمطالب المحتجين.

أما في العراق أولى محركات الإحتجاجات ضد إيران فالأوضاع بها أشد تأزمًا وتذبذبًا، فقد سقط 320 قتيلًا ولم تستقيل حكومة رئيس الوزراء المدعوم من إيران عادل عبدالمهدي، برغم مطالبات زعماء سياسيين ودينيين كمقتدى الصدر والسيستاني بإستقالته، إلا أن الحكومة تحاول تخفيض حدة الاحتجاجات بتنفيذ بعض مطالبها دون أن تستقيل الحكومة بكاملها، وسط حالة من الغضب والتظاهر مستمرة أغلق فيها المتظاهرون ميناء جنوب البلاد.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل