المحتوى الرئيسى

احتجاجات العراق: هل تتحول المظاهرات إلى حرب أهلية؟

11/17 22:49

مع استمرار الاحتجاجات في العراق واستمرار آلة القتل التي حصدت في غضون ستة أسابيع أرواح أكثر من 300 شخص، وسط إصرار من المحتجين وأغلبهم في المناطق غير الشيعية على عدم التراجع ومغاردة الشوارع حتى تلبية مطالبهم التي تتمثل بشكل رئيسي في تحسين أوضاعهم المعيشية والقضاء على الفساد المستشري في البلد الغني بالنفط.

في خضم ذلك، عادت إلى الأذهان موجة العنف الطائفي التي اجتاحت العراق في العقد الأول من القرن العشرين، التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من العراقيين وكانت من بين الأسباب الرئيسية لميلاد ما أصبح فيما بعد تنظيم داعش الذي سيطر في يوم من الأيام على ثاني كبرى المدن العراقية فضلا عن عشرات البلدات القرى الأخرى منذ إعلان خلافته في 2014.

غير أن محللين ومراقبين يقولون إن تلك الاحتجاجات تختلف بشكل جذري عن تلك التي أدت إلى العنف الطائفي أو تلك المظاهرات التي جرت في المناطق السنية في العراق والتي استغلها المتطرفون وشقوا طريقهم لتأسيس الخلافة الداعشية المزعومة.

يقول المحلل العراقي ناظم الجبوري إن المحتجين يستهدفون كافة القوى السياسية الحالية بكل طوائفهم، ويعرفون أن الحرب الطائفية التي وقعت في 2006/2007 كانت لتغطية الفشل والتستر على الفساد، مستبعدا وقوع أعمال عنف طائفية على تلك الشاكلة.

وأضاف أن احتجاجات اليوم تأتي من القاعدة الجماهيرية للحكومة التي يقودها الشيعة، ما يمثل ناقوس خطر بالنسبة للنفوذ الإيراني في العراق. وحتى الآن لم تنضم المناطق ذات الكثافة السكانية السنية إلى الموجة الاحتجاجية.

وقال الجبوري إن المحتجين وأغلبهم من الشباب الشيعة وتساندهم القيادات الدينية الشيعية في البلاد، يرون أن الدعم الإيراني للطبقة السياسية الشيعية هو ما أوصل البلاد إلى تلك النقطة، مشيرا إلى استفادة طهران من الفساد المستشري للالتفاف حول العقوبات الأمريكية التي أعجزت الاقتصاد الإيراني.

وما يشير إلى مخاوفها من الحراك وإدراكها أن سهام المحتجين موجهة في جزء كبير منها نحو النفوذ الإيراني في البلاد، علقت طهران زيارات الأضرحة الشيعية في العراق، تلك التي يزورها في العادة نحو ثمانية ملايين إيراني العراق سنويا.

وقال الجبوري إن هناك سيناريوهين: الأول هو استجابة الحكومة لمطالب المحتجين، والثاني هو أن تكون هناك مواجهات شيعية-شيعية.

وأشار إلى أن هناك أكثر من 30 فصيل شيعي مسلح تتقاسم ثروات البلاد، أغلبها تدين بالولاء إلى إيران، وهناك إشارات أن الاحتجاجات أفقدت تلك الجماعات المسلحة القاعدة الجماهيرية التي تستند إليها في مدنها، فضلا عن الاتهامات الموجهة لبعضها بقتل المحتجين.

وقتل أكثر من 320 متظاهر عراقي وأصيب أكثر من 15 ألف أخرين منذ بدء الاحتجاجات في الأول من أكتوبر الماضي، ووجه المحتجون أصابع الاتهام إلى القوات المدعومة من إيران على رأسها الحشد الشعبي، فيما اتهمت وزارة الدفاع العراقية، طرفا ثالثًا من العصابات تستخدم رمانات (قنابل) الدخان لقتل المتظاهرين والقوات الأمنية في ساحات التظاهر.

وقال الجبوري: "كثرة الفصائل المسلحة الشيعية واختلافهم فيما بينهم، ونظرة إيران لهم بأنهم الحل أمام الالتفات حول العقوبات الأمريكية، ينذر بصراع شيعي-شيعي، بين الميليشيات والعناصر التابعة لإيران، والمحتجون الشيعة الذين يرفضون التدخل الإيراني في الشأن العراقي".

وتحدث محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن طهران إلى جانب أنقرة لن تسمحان بأن ينجر العراق مرة أخرى إلى عنف مشابه لما جرى في العقد الثاني من القرن العشرين، حفاظا على مصالح القوتين الإقليميتين في بلاد الرافدين.

وقال أبو النور إن تركيا وإيران سوف تدعمها وبكل قوة توحيد الصف العراقي خوفا من أن يؤدي انجرار البلاد إلى العنف إلى انفصال إقليم كردستان عن الدولة العراقية، ما يشجع الأكراد في تركيا وإيران إلى محاولة الانفصال والانضمام إلى الدولة الوليدة.

وهناك عشرات الملايين من الأكراد يعيشون في إيران وتركيا التي تقاتل تمردا كرديا يقوده حزب العمال الكردستاني من عقود. وفي الأسابيع الأخيرة شنت أنقرة عدوانها على شمال سوريا لمطاردة الأكراد الذين تتهمهم بأن لهم صلات مع العمال الكردستاني.

وأضاف أن الحراك قد يشهد بعض المفاجآت في ظل القمع المستمر، محذرا من مواجهات بين الجيش العراق والمليشيات الشيعية حال زاد القمع وتدخلت المليشيات الشيعية لحماية النظام القائم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل