المحتوى الرئيسى

فيديو وصور.. كيف يعيش أشهر توأم ملتصق في العالم؟

11/16 23:42

يمكن أن تمثل الإعاقة الجسدية عائقاً كبيراً أمام الإنسان، بطريقة قد تمنعه من تحقيق أي من أهدافه في الحياة، أو حتى الحصول على حياة مستقرة وسعيدة، إلا أن الكثير ممن يعانون من إعاقة جسدية أو ذهنية نجحوا في تحدي الصعاب والتغلب عليها، وتعتبر قصة الفتاتين الأمريكيتين "آبي" و"بريتاني"، اللتين ولدتا كتوأم ملتصق، خير مثال على ذلك.

تتمتع الفتاتان بشهرة كبيرة، خاصة بعد إنتاج فيلماً وثائقياً عن حياتهما، بعنوان "متحدتان مدى الحياة"، أو "Joined For Life"، لإلقاء الضوء على المصاعب التي واجهتهما في حياتهما حتى تخرجهما من الجامعة، كما أنهما كان لهما برنامجاً تليفزيونياً خاصاً بهما، تحت اسم "Abby & Brittany"، هذا إلى جانب عشرات المقابلات الصحفية والتليفزيونية مع عدد كبير من الصحف والقنوات والمواقع الإلكترونية.

ولدتا "آبيجيل" و"بريتاني" في السابع من مارس، عام 1990، في ولاية "مينيسوتا" الأمريكية، ومثلت ولادتهما مفاجأة كبيرة للأطباء وللأبوين، الذين كانوا يتوقعون أن تضع الأم فتاة واحدة، حيث أن اختبارات ما قبل الحمل كلها، بما فيها اختبار المسح بالأشعة فوق الصوتية، لم يظهر وجود أي شيء غريب بالجنين الذي تحمله الأم، إلا أنهم فوجئوا بجنين له جسد واحد ورأسين، بحسب ما نشره موقع "Bright Side" الإلكتروني.

حاول الأطباء أن يخفوا الطفلتين الملتصقتين عن الأبوين بعد ولادتهما لأطول فترة ممكنة، إلا أنهم لم يجدوا بداً في النهاية من ترك الأب والأم يلقيان نظرة على الطفلتين، ليفاجئوا برد فعل إيجابي تماماً منهما، حيث تقبل الأبوين الحالة الغريبة لابنتيهما بصدر رحب وحب صادق.

إلا أن تقبل الأبوين للحالة الشاذة لطفلتيهما كان مجرد أول قطرة في غيث من المشاكل، فالمشاكل التي ستواجهها الطفلتين الملتصقين في الحياة قد بدأت فعلياً منذ لحطة الولادة، حيث أن مجرد بقائهما على قيد الحياة يعتبر شيئاً غير مضموناً، بل هو علمياً امراً مستبعداً، فالإحصائيات تظهر أن أكثر من نصف التوائم الملتصقة في العالم تولد ميتة، أو تموت بعد الولادة بدقائق أو ساعات قليلة.

أثبتت الطفلتين، منذ بداية حياتهما، أنهما مصرتان على التمسك بالحياة وتحدي كل مشاكلها، وتغلبتا بالفعل على كل التعقيدات التي واجهتهما بعد الولادة، ونجيا من الموت على الرغم من تشاؤم الأطباء وأشفاقهم، واستمرتا في النمو بشكل طبيعي، وسط حب ودعم كبيرين من أبويهما.

رأسان، عمودان فقريان، قلبان، معدتان، 3 رئات، 3 كليات، زوجاً واحداً من الأيدي والأرجل، كبداً واحداً، جهازاً دورياً واحداً، وأعضاءً تناسلية واحدة.. تلك هي التركيبة الغريبة لجسد "آبيجيل" و"بريتاني" العجيب، الذي عجز الأطباء أنفسهم عن فهم الطريقة التي يعمل بها بشكل كامل.

منذ نمو الطفلتين وتمكنهما من التحرك واللعب والكلام، بدأت تتضح بشكل أكبر الطريقة التي تتحكمان بها بجسدهما المشترك وكيفية استجابتهما للأحاسيس والمثيرات الخارجية المختلفة، حيث اتضح أن كل فتاة يمكنها التحكم في الناحية الموازية لرأسها من الجسد، أي ان رأس "آبي" الذي يقع ناحية اليمين يجعلها قادرة على التحكم باليد اليمنى والرجل اليمنى من الجسد، والعكس صحيح، كما أن كلاً من الفتاتين لا يمكنها الإحساس بالنصف الخاص بشقيقتها، فمصافحة "بريتاني" لأحد الأشخاص لن ينقل الإحساس بالحركة والملمس إلى مخ "آبي".

مشكلة الجسد المقسوم لنصفين لم تمثل عائقاً صعباً للشقيقتين، فقد تعلمتا منذ بداية قدرتهما على الحركة أن ينسقا حركات اليدين والرجلين بشكل متزامن، بحيث تتمكنا من المشي وركوب العجل والسباحة بشكل طبيعي جداًن بل إنهما تعلمتا العزف على آلة البيانو أيضاً، وهو شيء قد يجده العديد من الأصحاء أمراً غاية في الصعوبة.

على الرغم من ترشيح الأطباء لإجراء عملية جراحية لفصل التوأم، كحل نهائي لحالتهما الغريبة، إلا أن كلاً من الفتاتين والأبوين رفضوا الحل الجراحي بشكل كامل، نظراً للاحتمال الكبير لوفاة واحدة من الفتاتين، ولوجود إمكانية كبيرة لحدوث مضاعفات طبية خطيرة لكل من الفتاتين في حالة نجاح الجراحة وبقائهما على قيد الحياة، كما أن الفتاتين أعلنتا أنهما تحبان العيش "سوياً"، وأنهما تفضلان العيش في جسد مشترك، على الرغم من نظرة الناس والمجتمع إليهما.

ليست كل المشاكل قابلة للحل بشكل سهل مثل مشكلة تنسيق حركة الأطراف، فعند بلوغ سن الـ 12، واجهت الشقيقتين مشكلة جديدة أشد صعوبة وخطورة وتعقيداً، حتى بالنسبة للأطباء: النمو غير المتساو للأعضاء الخاصة بكل فتاة، ففي ذلك السن، بدأ العمود الفقاري لـ "آبي" ينمو بشكل أسرع من "بريتاني"، وهو شيء يمكن أن يؤدي لحدوث تمزق لقفصهما الصدري في حالة عدم حله.

إلا أن الأطباء تمكنوا من حل مشكلة النمو، وإن كانت "آبي" مازالت أكثر طولاً من شقيقتها "بريتاني" بحوالي 10 سنتيمتر، وهو ما يستدعي أن تمشي "بريتاني" على أطراف أصابعها، إلا أنها اعتادت هذا الأمر، مثلما اعتادت كلاً من الفتاتين أن تتقبل ظروف جارتها في الجسد، مثل البقاء في السرير لأيام، وأحياناً أسابيع، عند إصابة واحدة فقط منهما بمرض في واحد من أعضائها الخاصة، مثل الالتهاب الرئوي.

من الناحية النفسية والاجتماعية، فإن لكل من الشقيقتين شخصيتها مستقلة ومختلفة تماماً عن شخصية شقيقتها، وهو أمر ظاهر بشدة في حياة الفتاتين، حيث تختلف أذواقهما في المأكل والملبس ونشاطات الحياة، كما تختلف طبيعة شخصياتهما وصفاتهما، فـ "آبي" انطوائية بينما "بريتاني" تميل إلى الخروج ومقابلة الأصدقاء، وقد استمرت الشقيقتين في مواجهة المشاكل المرتبطة باختلافهما بشكل متكرر، إلى حد دخولهما في مشاجرة (بالكلام وبالضرب) في مرحلة الطفولة، إلا أنهما تعلمتا أن يلجئا إلى النقاش والحلول الوسط لتتمكنا من التعايش وتتمكن كلاً منهما أن تستمتع بالأشياء التي تفضلها بدون حرمان الأخرى من أشيائها.

تعمل الفتاتين حالياً كمعلمتين، في نفس المدرسة، بعد تخرجهما من الجامعة بدرجتين علميتين مختلفتين، فـ"آبي" تخصصت في مجال الرياضيات والفيزياء، بينما تخصصت شقيقتها في العلوم الإنسانية، وتتطلع الفتاتين لأن تتزوجا وتكونا عائلة كبيرة، وهو ما أكد الأطباء أنه شيء ممكناً جداً، إلا أن تتبقى مشكلة واحدة، نابعة من وجهة نظر أخلاقية، وهي أن الفتاتين تتمتعان بجسد واحد، مما يلقي بعلامة استفهام كبيرة حول الطريقة التي ستتزوج بها الفتاتين.

لماذا ارتفعت درجات الحرارة اليوم الخميس رغم تحذيرات هيئة الأرصاد وتوقعاتها بانخفاض درجات الحرارة وسقوط أمطار وسيول؟

يستعد طفل عمره 9 سنوات يدعى لوران سيمونز إلى الحصول على بكالوريوس الهندسة من جامعة "أيندهوفن" الهولندية الشهر المقبل.

تستعرض الوطن أبرز أزماتن شيرين بعد تصريحها المثير للغضب في السعودية

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل