المحتوى الرئيسى

الاتحاد - الإمارات: مفاجآت قمة «الويب» العالمية

11/15 21:53

نشرت صحيفة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب محمد عارف وجاء فيه:

«الويب»، وتعنى بالعربية «الشبكة»، هى «الإنترنت»، لكنها غيرها. فشبكة «الإنترنت» التى نشأت قبل نصف قرن عن اتصال ملايين أجهزة الكومبيوتر حول العالم، هى الهياكل الارتكازية التى يبدع «الويب» فى استخدامها لإنشاء شبكات «جبارة» لإنتاج وتبادل المعلومات. والأجيال الحالية من البشر محظوظة بأن تكون شهود عيان على ميلاد هذه الشبكات، واستخدامها فى أدق شئون حياتها اليومية والعامة، من التراسل وتبادل المعلومات حتى التجارة، وتسيير الأعمال، والطبابة.

وقمة «الويب» العالمية التى اختتمت مؤتمرها السنوى نهاية الشهر الماضى فى العاصمة البرتغالية لشبونة، فرصة ثمينة للتعرف على أعمال وأفكار رؤساء وخبراء المؤسسات التى تستخدم «الويب» ليس فقط فى تكوين ثروات بمليارات الدولارات، بل إعادة صياغة العالم. وبين المتحدثين فى قمة «الويب» رؤساء «مايكروسوفت» و«جوجل» و«ويكيبيديا» و«هواوى». وهذه الأخيرة من أكبر شركات صناعة تكنولوجيا الاتصالات العالمية، وقد تحدث رئيسها المناوب «جو بينج» عن استثمار مليار ونصف المليار دولار فى إنشاء مؤسسة لشبكة الإنترنت تُمكن مُطورى التطبيقات والبرمجيات من الإبداع دون حدود. وذكر أن تطبيقات 5G+X كطاقة الكهرباء فى القرن الماضى بمثابة نقطة تحول فى تكنولوجيا الاتصالات. وعلى الرغم من أن «هواوى» موضع خلاف رئيسى مع واشنطن التى تتهمها بالتجسس، فإن رئيسها يبدو متفائلا بمستقبل العلاقات الصينية الأمريكية.

ومن مفاجآت قمة «الويب» حديث الجاسوس الأمريكى السابق «جون سنودن» عبر الهاتف من موسكو، حيث لجأ عند هروبه عام 2013 إثر كشفه أسرار عمل «وكالة الأمن القومى» الأمريكية التى كان موظفا فيها. وتحدث «سنودن» بإسهاب عن استخدام «الويب» للتجسس، وتساءل عما يمكن عمله إذا كانت أقوى مؤسسات المجتمع أقلها عرضة للمحاسبة. وقال: «ليست المعطيات هى التى تُضطهدُ، بل الناس هم الذين يُضطهدون». وأكد أن «جميع مجهزى أدوات التصفح والخدمات مؤسسات السلطة التى يجدر بالناس ألا يثقوا بها».

ووصول العرب متأخرين إلى عالم «الويب» يعطيهم «امتياز التأخر» الذى ذكره الفيلسوف الوجودى سارتر، وهو الامتياز الذى استثمرته الصين فى القفز من حافة المجاعة والفقر عند تأسيس «جمهورية الصين الشعبية» عام 1949 إلى أن تصبح أكبر دولة مصدرة للسلع فى العالم، ويتجاوز حجمها حاليا أربعة تريليونات دولار. وليس على الأقطار العربية التى تتعامل مع «الويب» أن تعيد اختراع العجلة، بل تدخل مباشرة القرن الـ21.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل