دفعة 2001 شرطة.. رافد خير لا ينقطع

"ضباط الخير".. لقب أطلق على خريجي كلية الشرطة دفعة 2001م، لم يأت من فراغ، فقد شكله رافد من العطاء امتد على مدار 20 عاما، رحلة من العطاء والوفاء والبذل امتدت على مدار عقدين من الزمن، وفاء لزملائهم الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً لأمن أبناء وطنهم، وعطاء لمجتمعهم الذين هم جزء أصيل وأساسي من نسيجه.

بدأت الحكاية قبل عقدين من الزمن، فور تخرجهم من كلية الشرطة عام 2001، وقتما أقسموا جميعاً على الولاء للوطن وحماية أبنائه وذهب كلٍ منهم في طريقه ووزعوا إلى إدارات وأجهزة الوزارة المختلفة، يؤدون واجبهم بصدق وإخلاص، لكن بعد المسافات بينهم لم يضعف إيمانهم بواجبهم الإنساني والوطني لدعم ومساعدة أبناء وطنهم، وكانت نقطة الانطلاق رمضان 2016، خلال حفل إفطار جماعي لأبناء الدفعة كتقليد سنوي حرصوا عليه لتحقيق الترابط والتلاحم والتواصل وتوطيد أواصر العلاقات الطيبة فيما بينهم.

انطلق قطار "مشوار الخير" بجمع مبلغ من المال من الحضور واستغلوا العدد الكبير يومها وجرى جمع مبلغ مالي كبير تبرعوا به إلى بعض المستشفيات والجمعيات الخيرية، وعقب استشهاد العديد من زملائهم بيد الإرهاب الغادر فكروا في التوسع في العمل الخيري لصالح الشهداء.

وبدأت "دفعة الخير" التواصل مع جميع أبناء الدفعة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى، وجمعوا العديد من التبرعات كصدقة جارية، ولاقت الفكرة قبول وترحاب دفعات شرطة أخرى وأصدقائهم وأقاربهم مساهمة منهم في هذا العمل الخيري، فشكلوا لجنة ضمت عددا من ضباط الدفعة أُطلق عليها "لجنة مشروع الصدقة الجارية" لدراسة وتحرى الدقة في أوجه إنفاق التبرعات التي يتم جمعها وتحديد الجهات المستهدفة.

ومع زيادة حجم المشروع بمرور الوقت، تحملت اللجنة مسؤولية تحديد جهات التبرع ودراستها، وحددت اللجنة هدفها بأن يكون التبرع بأجهزة طبية وإنشاء غرف طبية كاملة التجهيز بالمستشفيات، بشرط أن تكون الخدمة المقدمة مجانية للمرضى الفقراء، مُساهمة منهم في تقديم الخدمة العلاجية للمواطنين غير القادرين، كصدقة جارية باسمهم واسم شهداء دفعتهم الأبطال.

نفذت الدفعة 22 مرحلة من مشروعهم الخيري حتى الآن، تم التبرع فيها بأجهزة طبية لكثير من المستشفيات على مستوى الجمهورية بأكثر من 5 ملايين جنيه، وهو ما جعلها "ملحمة" من التكافل الاجتماعي ضربت به الدفعة أروع الأمثلة في التكاتف والتلاحم في اتجاه الخير.