"النار أكلت البشر والزرع".. شهادات جيران "حريق البحيرة"

"النار أكلت البشر والزرع".. شهادات جيران "حريق البحيرة"

منذ 4 سنوات

"النار أكلت البشر والزرع".. شهادات جيران "حريق البحيرة"

كتب- أحمد شعبان وعبدالله عويس:\nظهر أمس، فوجئ "شوقي عبد الفتاح" بتجمع عدد كبير من الأشخاص أسفل منزله بعزبة المواسير، التابعة لمركز إيتاي البارود في محافظة البحيرة، بعدما ملأ البنزين المصرف الصغير الذي يبعد عنه بأقل من مترين. ظنّ الرجل أن المصرف امتلأ بالماء، لكن "لقيت ناس بالمئات وتكاتك أصحابها بيملوا أزايز وناس بتيجي بعربيات تملا البنزين اللي عرفت إنه تسرّب من خط نقل المواد البترولية".\nفي منزل خرساني مكون من ثلاثة طوابق، لم يكتمل طلائه بعد، يقطن الرجل الستيني رفقة 6 من أفراد أسرته، منذ 3 سنوات. هاله مشهد توافد الأهالي لتعبئة البنزين المتسرب، فيما تسرّب إلى قلبه الخوف والقلق "حاولنا نبعد الناس مقدرناش وكان فيه قوة من الشرطة واقفة، لكن إحنا خايفين على بيوتنا".\nكان صاحب الأرض الزراعية التي يسري أسفلها خط البترول أخطر شركة طنطا للبترول بوقوع تسريب في الخط التابع لها، في التاسعة صباحاً، وحضر طاقم فنّي بصحبة مسئولين ورجال الشرطة، صباح أمس لاستطلاع الأمر، بحسب "شوقي"، الذي حاول مراراً إبعاد الناس "خوفاً من حدوث كارثة"، لكن دون جدوى.\nيتابع حسان حمدي، مزارع: "فيه ناس جت تسرق بنزين من المواسير، فتحوا الخط وسابوه ومشيوا"، وذلك في مساء يوم الثلاثاء، على حد ما ذكر الرجل، وهي الرواية التي يتناقلها أصحاب الأراضي والمنازل المجاورة لموقع الحادث.\nاستمر الحال حتى غروب أمس، لتبدأ بعدها النيران في الاشتعال، ارتفعت ألسنة اللهب، وحصدت معها أرواح 7 أشخاص، وخلّفت عشرات المصابين، فيما احتمى شوقي ببيته: "الناس كانت بتفتح البيت عندي ويدخلوا جراكن البنزين اللي كانت مليانة عشان متزيدش الحريق، ونقلت البهائم وحفيدي الصغير مكان تاني".\nمشاهد مُفزعة لحريق البحيرة تُنبئ بها علامات الوجوم التي لا تزال تتلبس وجه زوجته، وقدوم أقاربه للاطمئنان عليهم بعد حادث الأمس الأليم، فيما يحمد الرجل الله "النار وصلت عندي لواجهة البيت الخلفية، وشوية هدوم كانوا منشورين وشفاط زراعي"، دون أن يمسه وذويه أي سوء.\nفي الناحية الجنوبية من الممر الترابي الذي يحده من الناحية الأخرى المصرف الصغير الذي امتلأ بالمواد البترولية، تقع 16 قيراطاً زراعياً، كان يغطيها البرسيم حتى مساء أمس، قبل أن يصير رماداً.\nباتت أرض "محمود محمد" بوراً، كذلك مست النيران جانباً من الأرض الزراعية المجاورة له "إيه ذنبي إن أرضي تولع، ويضيع مصدر رزقي الوحيد"، يقولها الرجل الأربعيني بحُزن بالغ.\nيُدرك "محمد" أن خسارته أقل من غيره، من فقد روحه أو من مسّت النيران جسده "الحريق أكل البشر والزرع"، لكنّه لا يعرف سوى الزراعة، منها يعيش وزوجته وولديه، زرع أرضه قبل شهرين "صرفت فلوس كيماوي وتقاوي وحرث وري". كان يأمل أن يؤجر أرضه لكن باغتته النيران، التي استمرت حتى التاسعة مساءً "الأرض معاها سنة ولا سنتين عشان ينفع تتزرع تاني، خسارتي حوالي 10 آلاف جنيه كنت هأجر بيهم الأرض في السنة"، على ما يقول.\nكان الرجل يتحدث وهو لا يدري ماذا يفعل، ينظر إليه الواقفون بأعين مشدوهة لتفسير مشهد الحريق والرماد الذي ملأ المكان "اثبت قيمة خسارتك وهتاخد تعويض"، خرجت الجملة من فم أحد رجال الشرطة، ليتمتم محمود "ياريت يكون فيه تعويض".\nكان الرجل يتحدث وهو لا يدري ماذا يفعل، ينظر إليه الواقفون بأعين مشدوهة لتفسير مشهد الحريق والرماد الذي ملأ المكان "اثبت قيمة خسارتك وهتاخد تعويض"، خرجت الجملة من فم أحد رجال الشرطة، ليتمتم محمود "ياريت يكون فيه تعويض".

الخبر من المصدر