المحتوى الرئيسى

نظرية "الدومينو".. كيف يعيد المشهد البوليفى كابوس "الرئيس الانتقالى" فى فنزويلا من جديد؟.. مادورو يخشى سيناريو "الربيع العربى" بأمريكا اللاتينية بعد سقوط موراليس.. والجيش الفنزويلى رهان المعارضة رغم د - برلمانى

11/14 00:36

"ندين بشدة الإنقلاب على شقيقنا الرئيس".. هكذا قال الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، فى أعقاب استقالة رئيس بوليفيا إيفو موراليس، وهو ما يعكس التوجهات المشتركة بين الرجلين، خاصة فيما يتعلق بمناوئة الولايات المتحدة، بالإضافة إلى العلاقات القوية فيما بينهما، بالإضافة كذلك إلى التشابه فى سبب اندلاع التظاهرات، والذى يدور حول الشكوك فى نتائج الانتخابات التى منحت الرجلين فترة رئاسية جديدة، إلا أن التصريح على ما يبدو يحمل فى طياته العديد من الجوانب الأخرى، وعلى رأسها مخاوفه الشخصية على عرشه، خاصة وأن الأوضاع فى بلاده ربما ليست أفضل من نظيرتها فى بوليفيا، مع تزايد حدة المعارضة ضد نظامه، منذ بداية العام، والتى دفعت رئيس البرلمان خوان جوايدو، إلى إعلان نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد، ليحظى باعتراف من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائها من دول الغرب الأوروبى. إلا أن التشابهات بين الموقفين الفنزويلى والبوليفى شهدت نقاطا جديدة إضافية، بعدما أعلنت النائب الأول لرئيس البرلمان فى بوليفيا جانين آنيز، نفسها رئيسا انتقاليا للبلاد، وذلك رغم فشلها فى الحصول على النصاب القانونى المطلوب لتعيينها من قبل البرلمان، ليصبح القرار فى النهاية بيد المحكمة الدستورية، ليجد مادورو نفسه أمام ما يمكننا تسميته بـ"كابوس" الرئاسة الانتقالية، بعدما توارى خطر جوايدو فى الأشهر الماضية فى ظل خفوت الأزمة الفنزويلية، مع التدخل الروسى على خط الأزمة تارة، والانشغال الأمريكى بمعارك الداخل وأزماتها الأخرى، سواء مع الحلفاء الأوروبيين أو فى الشرق الأوسط، تارة أخرى، وبالتالى فإن التطورات فى سوكرى، ربما تلهم المعارضة فى الداخل بكاراكاس لزيادة الضغط على مادورو، من جانب، وكذلك للقوى الدولية المناوئة لنظام الحكم الفنزويلى، خاصة فى المعسكر الغربى، لإسقاط خصمهم اللاتينى، والذى تشكل علاقته مع موسكو تهديدا مباشرا للولايات المتحدة. البيئة مهيأة.. الغرب يعيد سيناريوهات الماضى فى أمريكا اللاتينية ولعل استخدام النشطاء لإسقاط الأنظمة المناهضة، ليس بالأمر الجديد تماما على دول الغرب، حيث سبق لهم استخدام الورقة نفسها فى العديد من مناطق العالم، سواء فى الشرق الأوسط، عبر ما يسمى بـ"الربيع العربى"، أو أوروبا الشرقية، على غرار ما شهدته أوكرانيا فى 2014، عبر دعم المتظاهرين لإسقاط نظام الرئيس الأسبق فيكتور يانكوفيتش، المعروف بمولاته لموسكو، ليأتى بعده الرئيس السابق بترو بورشينكو، والموالى لواشنطن، فى محاولة لمزاحمة النفوذ الروسى فى فضائها الإقليمى، وهو الأمر الذى دفع روسيا إلى ضم شبه جزيرة القرم بالقوة العسكرية، إلى أراضيها، مما أثار استياء الولايات المتحدة وحلفائها فى أوروبا منذ ذلك الحين. البيئة تبدو مهيأة إلى حد كبير إلى إشعال الثورات من جديد فى فنزويلا، فى ظل انتشارها فى كافة دول أمريكا اللاتينية فى المرحلة الراهنة، لتمتد من بوليفيا إلى تشيلى، وحتى بيرو، بالإضافة إلى دولا أخرى تبدو فيها موجة الثورة أكثر هدوءَ، كالإكوادور والأرجنتين، وبالتالى فإن إعادة المشهد الفنزويلى إلى الواجهة من جديد يبدو أسهل نسبيا، سواء عن طريق نشر الشائعات باستخدام الإعلام التقليدى، أو مواقع التواصل الاجتماعى، ليجد مادورو نفسه أمام خطر أكبر من الخطر السابق، فى ظل رغبة الولايات المتحدة الجامحة فى إنهاء النفوذ الروسى فى محيطها الإقليمى، وهو ما بدا فى الزيارة التى قام بها الرئيس الفنزويلى إلى موسكو فى سبتمبر الماضى، والتى تمثل انعكاسا صريحا لعلاقته القوية مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين. رسالة ضمنية.. الجيش ليس بعيدا عن رهانات جوايدو يبدو أن الضغوط المحتملة على النظام الحاكم فى فنزويلا لن تقتصر على مؤسسة الرئاسة، وإنما قد تمتد إلى مؤسسات أخرى، أعربت عن دعمها لمادورو فى الأشهر الماضية، وعلى رأسها الجيش، والقضاء، وهو ما يمكن استلهامه كذلك من التجربة البوليفية، حيث أن استقالة موراليس جاءت بعدما أعلنت المؤسسة العسكرية حيادها، وذلك بعد دعمها له فى بداية الأزمة، كما أن تعيين خليفته جاء على يد المحكمة الدستورية، وهى أعلى منصة قضائية بالبلاد، بعدما فشل البرلمان فى التوافق عليها، وهو ما يفسر إصرار مادورو على استخدام لفظ "الانقلاب" فى إدانته للتطورات التى شهدتها بوليفيا مؤخرا فى انعكاس صريح لمخاوف كبيرة لدى الرئيس الفنزويلى جراء احتمالات تكرار السيناريو فى كاراكاس فى المستقبل القريب. وهنا يمكننا القول بأن إدانة مادورو للتطورات فى بوليفيا كانت تحمل رسالة ضمنية إلى المؤسسات الفنزويلية، وعلى رأسها الجيش والقضاء، أكثر منه رثاءَ لصديقه المستقيل، خاصة وأن الرئيس الفنزويلى بدا حريصا أثناء الأزمة على الظهور مع قيادات الجيش تارة وكذلك زيارة المحكمة العليا، والتى اتخذت عدة قرارات للإعراب عن دعمها للنظام الحاكم فى كاراكاس، من بينها تجميد أرصدة زعيم المعارضة خوان جوايدو، وكذلك منعه من السفر. شبح "الدومينو".. المشهد البوليفى يعيد "الربيع العربى" للأذهان المشهد البوليفى يثير شبح المخاوف لدى مادورو بصورة كبيرة، خاصة وأن المؤسسة العسكرية التى راهن عليها منذ بداية الأزمة، كانت فى الوقت نفسه رهانا لغريمه خوان جوايدو، من خلال مغازلة قيادات الجيش تارة، والدعوة لحشد مؤيديه فى الشوارع والميادين من أجل الضغط على الجيش لتغيير موقفه، وهى الدعوات التى ربما يجددها جوايدو فى الوقت الراهن استلهاما للتجربة البوليفية، حيث سيجد الجيش نفسه فى هذه الحالة فى مواجهة مع المواطنين، وبالتالى فقد يضطر إلى التخلى عن مادورو لصالح زعيم المعارضة، والذى أعلن أنه رئيسا انتقاليا للبلاد. وهنا تبدو مخاوف مادورو منطقية، فى ظل عدوى التظاهرات، التى تشهدها المنطقة بأسرها، بالإضافة كذلك إلى دروس الماضى القريب، والتى تأتى من مناطق بعيدة، فى ضوء ما سبق وأن شهدته منطقة الشرق الأوسط، عندما بدأت المظاهرات تدريجيا، ليصبح سقوط النظام التونسى السابق بمثابة الشرارة التى أشعلت الفوضى فى كافة دولها، فيما يسمى بـ"نظرية الدومينو"، والتى ربما تبدو الظروف مهيأة إلى حد كبيرة لتطبيقها فى أمريكا اللاتينية فى ظل رخاوة الأوضاع الأمنية والاقتصادية فى المرحلة الراهنة، وهو ما يثير غضب المواطنين، ويطلق العنان أمام الاحتجاجات التى قد تدفع بلدانها نحو الفوضى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل