المحتوى الرئيسى

موراليس المستقيل: أول رئيس بوليفي من السكان الأصليين منذ خمسة قرون

11/14 00:25

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

بعد 14 عاما في الحكم اضطر أول رئيس من سكان بوليفيا الأصليين إلى ترك بلاده وطلب اللجوء إلى المكسيك.

وتعيش البلاد احتجاجات واضطرابات منذ أن ألغت المحكمة الدستورية المادة الدستورية التي تقيد عدد الفترات التي يمكن للرئيس أن يبقى في منصبه وخاض موراليس في أعقاب قرار المحكمة الانتخابات وفاز بفترة رابعة الشهر الماضي.

لكن منافسه كارلوس ميسا رفض نتائج الانتخابات فاندلعت احتجاجات واسعة. وطالب المراقبون الدوليون للانتخابات بإلغائها. وفي العاشر من الشهر الجاري ظهر موراليس على شاشة التلفزيون الوطني وأعلن استقالته من منصب الرئيس.

ولد موراليس في اقليم أورو الواقع غربي البلاد لأسرة تنتمي إلى شعب ايمارا، إحدى قوميات السكان الأصليين لبوليفيا.

جانين آنييز تعلن نفسها رئيسة لبوليفيا

وبدأ مسيرة عمله السياسي عندما تولى نقابة مزارعي نبات الكوكا الذي يعتبر المادة الأولية لإنتاج مخدر الكوكائين.

ويستخدم السكان الأصليون لجبال الأنديز نبات الكوكا منذ آلاف السنين للأغراض الطبية مثل معالجة الدوار المرتبط بالعيش في المناطق العالية وكذلك كمنشط وفي الطقوس الدينية.

خاض موراليس تجرية الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى عام 2002 لكنه فشل فيها. خلال حملته الانتخابية تعهد باتباع سياسة أكثر عدالة وإنصافا للسكان الاصليين الذين تعرضوا للتهميش عبر قرون منذ الغزو الأوروبي للقارة الأمريكية.

نجح موراليس في انتخابات عام 2005 وشرع فورا في صياغة دستور جديد ينص على التعددية القومية في البلاد وعلمانية الدولة.

كما ثابر على الدفاع عن حقوق مزارعي الكوكا والابقاء على شرعية زراعتها. وتبنى مجموعة من الإجراءات لتنظيم هذه الزراعة وتسويقها، متحديا الضغوطات من قبل الولايات المتحدة للقضاء على هذه الزراعة بشكل تام.

اتهمته الولايات المتحدة بالتقاعس في محاربة إنتاج الكوكائين وتهريبه. رفض موراليس هذه التهم وقال إن بلاده تسمح بزراعة كمية قليلة من نبات الكوكا لاستخدامها لأغراض دينية وثقافية.

ظلت علاقات بوليفيا متوترة مع الولايات المتحدة بسبب السياسات الاشتراكية لإيفو موراليس ووقوفه الى جانب القضايا العادلة مثل الاعتراف بدولة فلسطين عام 2010.

عام 2008 طرد السفير الأمريكي في بوليفيا فيليب غولدبيرغ واتهمته الحكومة البوليفية بالتآمر للإطاحة بحكومة موراليس كما اوقفت بوليفيا نشاط ادارة مكافحة المخدرات الامريكية في البلاد.

وفي عام 2013 أوقفت الحكومة نشاط هيئة المعونة الامريكية واتهمتها بدعم قوى المعارضة.

رئيس بوليفيا يستقيل بعد ضغط الشارع وتخلي الجيش عنه

جاء وصول موراليس إلى الحكم بالطرق الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع ضمن موجة التحول السياسي نحو اليسار في أمريكا الوسطى والجنوبية مع بداية الألفية الحالية ومن أبرز رموز تلك المرحلة الزعيم الفنزويلي الراحل هوغو شافير، والرئيس البرازيلي دا سيلفا لولا.

ومع وصول موراليس إلى القصر قرر تخفيض راتبه ورواتب الوزراء في حكومته وبعدها شرع في عملية تأميم صناعة النفط والغاز في البلاد ورفع نسبة الضرائب على الأرباح وهو ما أثار غضب الشركات المتعددة الجنسيات التي كانت تتحكم في هذا القطاع.

وقد ساعدت تلك الاجراءات الحكومة في زيادة الاستثمارات في القطاع الحكومي وزيادة احتياطي البلاد من العملات الصعبة.

الرئيس البوليفي ايفو موراليس يعترف بالهزيمة في استفتاء تعديل الدستور

وزادت حكومة موراليس من حجم الأموال المخصصة لمشاريع القطاع العام والخدمات والبرامج الاجتماعية ومنذ وصوله الى الحكم تراجعت نسبة الفقر المدقع من 38 في المئة عام 2006 إلى 17 في المئة عام 2018. لكن معارضيه يقولون إن النسبة عادت لتزيد منذ عامين.

ورغم معارضة بعض أبناء الطبقات الوسطى لسياسات موراليس اليسارية لكنه فاز في كل الانتخابات التي خاضها ضد المعارضة التي تمثل طبقة رجال الاعمال وطبقة الاقطاع والاثرياء والاقلية الأوروبية اليمينية المحافظة والتي تتمركز في الاقليم الثري سانتا كروز الواقع شرقي البلاد الذي يمثل مركز القوة الاقتصادية للبلاد.

ورغم أن موراليس نظيف اليد لكن البعض يتحدث عن تساهله في محاربة الفساد خلال الأعوام الأخيرة و كان ذلك الموضوع الأساسي خلال الحملة الانتخابية للرئاسة الشهر الماضي.

وكان من بين الاخفاقات البارزة لموراليس فشله في ضمان وصول بلاده إلى البحر، إذ أن بوليفيا لا تمتلك أي نافذة بحرية في الوقت الراهن وهي في نزاع مستمر مع دولة تشيلي المجاورة منذ عام 1884 حين خاض البلدان حربا خسرت فيها بوليفيا إطلالتها على المحيط الهادئ وهو أمر يمس الكرامة الوطنية للعديد من أبناء بوليفيا.

وقد أصدرت محكمة العدل الدولية عام 2018 حكماً في النزاع بين البلدين جاء لصالح دولة تشيلي، بينما كان موراليس يؤكد لأبناء بلده أن النصر بات قاب قوسين.

الرئيس البوليفي ايفو موراليس يفوز بالانتخابات الرئاسية

ولطالما تحدث موراليس في المؤتمرات الدولية عن المناخ والتغير المناخي داعيا إلى الحفاظ على "أمنا كوكب الارض" والتعامل معها باحترام أكثر، لكنه فشل في بعض الأحيان في الحفاظ على التوازن بين حماية البيئة والتنمية.

ومن بين أبرز القضايا المثيرة للجدل خلال فترة حكمه كان قراره إنشاء طريق سريع في قلب غابات الأمازون في بلاده رغم معارضة السكان الأصليين في المنطقة. فقد رأى هؤلاء أن الطريق سيفسح المجال أمام عمليات قطع الاشجار لأغراض تجارية والاستيلاء على أراضي السكان الاصليين.

فاندلعت احتجاجات واسعة ضد المشروع ووقعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين مما أرغم الحكومة على التراجع عن المشروع عام 2011.

لكن موراليس عاد وأطلق المشروع وباشر بها عام 2017 رغم المعارضة القوية على المستوى العالمي، واصفا القلق العالمي حول الأثر البيئي المدمر للمشروع بأنه مقاربة استعمارية بحجة حماية البيئة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل