لكل اسم حكاية.. جزيرة الفنتين في أسوان سفينة الأسرار والآثار

لكل اسم حكاية.. جزيرة الفنتين في أسوان سفينة الأسرار والآثار

منذ 4 سنوات

لكل اسم حكاية.. جزيرة الفنتين في أسوان سفينة الأسرار والآثار

يواصل "صدى البلد" سلسلة حلقات "لكل اسم حكاية"، ونلقى الضوء على إحدى المناطق الأثرية التاريخية بمحافظة أسوان عاصمة الشباب الأفريقى، وهى جزيرة الفنتين الواقعة غرب النيل بمدينة أسوان وتضم العديد من المعابد.\nويطلق عليها سفينة أسرار وآثار تسبح فى قلب نهر النيل، وأيضًا يسميها علماء الآثار بـ "جوهرة الجنوب" لما تحويه من آثار وأسرار عن حضارات تعاقبت على مصر لم يكشف بعضها إلى الآن.\nويستعرض "صدى البلد" فى السطور التالية تاريخ هذه الجزيرة وسبب تسميتها، وكانت تسمى الجزيرة "أبو" ويعنى "فيل أو عاج"، نسبة إلى "سن الفيل" الذى كان أكبر السلع جذبا للمشترين في الجنوب ، ويصل إرتفاع الجزيرة إلى 12 مترًا ، وكان الجزء الجنوبي من الجزيرة في العصر العتيق نحو عام "3000 ق.م" عبارة عن عدد من الصخور الجرانيتية لم يكن يظهر منها وقت الفيضان فى الصيف. \nوترجع إلى أقدم تجمعات سكنية إلى عصور ما قبل التاريخ عصر "نقادة الوسيط" عام (3500 ق.م) ، وتتبع معابد الآلهة ساتت منذ عصر نقادة المتأخر عام (2300 عام ق.م) عندما كان المعبد لا يزال كوخًا بسيطًا من اللبن يقع بين 3 صخور جرانيتية عالية ، وكانت تمثل قديمًا مركزًا تجاريًا يشرف على تجارة الجنوب لموقعها المميز. \nومع توحيد القطرين على يد الملك مينا وقيام الدولة الموحدة عام 3000 ق.م أضيفت إلى أهميتها أنها مركز جلب الأحجار الصلبة "الجرانيت" ليتم إرساله إلى جميع أنحاء مصر ، وقد أقيم بها في نهاية الأسرة الثالثة عام (2600 عام 2450 ق.م) هرم مدرج وكان الهرم يمثل التواجد الرمزي للملك ، وفى أواخر الأسرة الرابعة عام (2600 ق.م إلى عام 2450) أقيمت مكانها ورش الحرفيين وفى الأسرة الخامسة عام (2450 ق.م- إلى عام 2300 ق.م). \nوتوجد نقوش على الصخور الجرانيتية تسجل زيارة ملوك الأسرة السادسة للفنتين ومعبدها ، ومع انهيار الدولة القديمة عام 2150 ق.م إلى عام 2040 ق.م قلت أهمية الفنتين لاتجاه معظم الملوك إلى الصعيد "طيبة " ، ومع بداية الدولة الوسطى الأسرة 12 (بين عامي 1990- 1785ق.م) وإعادة توحيد البلاد على يد منتوحتب الثانى وتوغل سنوسرت الأول حتى الجندل الثامن فقدت الفنتين دورها كمدينة حدودية لعدة قرون .\nفيما قام سنوسرت الأول ببناء المعبد القديم وتم بناء معبد جديد من الحجر الجيرى ويلحق بالمعبد فناء احتفالات ليحتفل أهل المدينة بقدوم الفيضان في نفس الوقت حصل اله الجنادل خنوم على معبد مستقل في وسط المدينة ، وبنى في الجزيرة معبد فريد يرجع للأسرة 11 أقيم غربى معبد ساتت أقيم لتبجيل أحد الحكام المسمى حقائب مع انهيار الدول الوسطى عام (1650 ، عام 1550 ق.م) وإعادة فتح النوبة والوصول إلى الجندل الرابع ، وتم التوسع في منطقة الفنتين من فترة (حتشبسوت وتحتمس الثالث بين عامي 1490-1440 ق.م) ، وأنشئت معابد جديدة لكل من ساتت وخنوم في الأسرتين 19؛20 (بين عامي 2020 و1300ق م) .\nكما قام أمنحتب الثالث (بين عامي 1400_- 1365 ق.م) بإقامة أستراحة لمواكب الآلهة الذي يمتد من المرسى إلى معابد المدينة وبصفة عامة تشغل المعابد ثلث المساحة المتبقية من المدينة .\nومع بداية الأسرة 26 بين عامي (664-525 ق.م) بدأ التجديد في معابد المدينة حيث أقيم مقياس النيل ، وأثناء عصر الاحتلال الفارسى الذى يعد سيطرة أجنبية بين (عامي 525-404ق.م) بدأت تأخذ الفنتين طابع القلعة ليس لمواجهة الأخطار بل السيطرة على المصريين. \nوتاريخ هذه الجزيرة حيث تحتوي جزيرة إلفنتين الواقعة قبالة مدينة أسوان على العديد من الآثار الثمينة من أبرزها القلعة التى اتخذت كنقطة حراسة للإشراف على حدود مصر الجنوبية وبدأت الحفريات الأثرية فيها بواسطة بعثة ألمانية بين عامى 1906 و 1908، ومنذ ذلك التاريخ إلى الآن يقوم فريق أثرى من المعهدين الألمانى والسويسرى فى القاهرة بحفريات علمية منظمة تهدف إلى إعادة إكتشاف آثار الجزيرة وكتابة تاريخها الثرى عبر ما يزيد عن 3 آلاف عام.\nوفى هذا السياق قال عنها الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية إن آثار جزيرة ألفنتين بأسوان تمثل عرضًا رائعًا للحضارة المصرية منذ أقدم العصور وحتى العصر الإسلامى.\nوأضاف أن البعثات الأثرية المصرية والأجنبية قد وجدت الآلاف من القطع الفخارية المكتوب عليها باللغة العربية وذلك فى عدة مواقع فى شمال وجنوب مصر، ومن أهم تلك المواقع هو موقع جزيرة الفنتين بأسوان حيث أن المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة يقوم بإجراء حفائر أثرية فى جزيرة الفنتين بأسوان وذلك بالاشتراك مع المعهد السويسرى للأبحاث المعمارية والأثرية لمصر القديمة وذلك منذ عام 1969 وحتى الآن فى مواسم عمل سنوية تمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر.\nوأشار إلى أنه تم الكشف عن وجود معاملات تجارية كبيرة بين تجار مسلمين ومسيحيين مما يدل على طبيعة العلاقات الطيبة بين مختلف فئات المجتمع المصرى رغم إختلاف العقائد الدينية، وأنه كان يتم أحيانًا بعض المعاملات بالآجل أو بالتقسيط لتيسير التعامل أى يتبقى جزء من ثمن البضاعة ويتم كتابة إيصال بباقى الديون المستحقة ضمانًا لحق الطرف الدائن في التسديد له من الشخص المدين .\nوتابع أنه تم الكشف أيضا عن أن جزيرة الفنتين كانت المركز الرئيسي فى استيراد الحيوانات الحية من السودان مثل الأبقار والجاموس والتى كان يتم الاستفادة من لحومها وجلودها ، وهذه التجارة ساعدت على ازدهار الصناعات الغذائية من منتجات الألبان ، وأيضًا صناعة الجلود الى جانب الكشف عن طريقة نادرة جدًا من التوقيعات استخدمها بعض التجار على بعض القطع فى شكل فورمة مثل توقيعات البنوك حاليًا ، وهذه الطريقة من التوقيعات نادرة جدًا .\nكما أن جزيرة الفنتين يوجد بها مقبرة خنوم المقدسة وهي أقدم مخطوطة صخرية ( خوفو أنخ) تعود للأسرة الرابعة بها مقياس للنيل اكتشف عام ١٨٢٢ واستعمل على يد الفلكي المصري محمود بك وبه مقياس جديد من المرمر وبه متحف إنشاء عام ١٩١٧ وكانت تضم كل أثار النوبة المكتشفة قبل بناء الخزان ، والمتحف كان مقر للسير وليم ولكوكس كبير مهندسي خزان أسوان و تم بناء متحف ملحق عام١٩٨٩ تم تنفيذه من قبل البعثة الألمانية والتى تضم أثار تعود إلى ما قبل الأسرات .

الخبر من المصدر