المحتوى الرئيسى

طلعت القاضي يكتب: نهضة رياضية في صورة 'الإمام'

11/13 19:22

من عشرات السنين وقلوب ابناء القرى في الصعيد عامة ومحافظة سوهاج خاصة تتعلق بكرة القدم ممارسة وحبًا وتشجيعًا حتى برزت في سماء تلك القرى عدة اسماء ساهمت في بناء الوعي الكروي وصناعة البهجة،وهنا نختص بالذكر قرية شطورة وهي اكبر قرى سوهاج ولها من اسمها نصيب من اجيال رياضية ومواهب فذة على مر العقود.

وكان للفريق سابقًا صولات وجولات في دوري القسم الثاني والذي كان ممتدًا ومشتركًا بين اندية محافظتي اسيوط وسوهاج والذي كان يتسم بالقوة والندية بين انديتها، الامر الذي كان يجعل من المشاهدة لمباريات شطورة حفلا كرويا وعرسا رياضيا للقرية .ومن يرجع بالذاكرة يتذكر ملعب القرية القديم، والذي اصبح مكانه الان مدرسة مجمع شطورة الابتدائية .

الملعب الذي يتذكره الجميع والذي كان يجمع بمستطيله البساطة والأصالة معًا . وعند ذكر الأصالة يأتي ذكر رجل اعطى الكثير للرياضة في سوهاج ، وكانت له بصيرة ونظرة مستقبلية لبناء الأندية داخل القرى ، بل كان له حلم خاص لفريق بلدته ومكانتها بين الأندية في تلك الفترة ، بل ولم يبخل عليها بكل مايملك وامدها بالجهد والمال والوقت ، بل وقبل كل ذلك اهداها روحه وانفاسه التي عشقت واخلصت وكانت آخر لحظات عمره داخل الملاعب والذي توفي في أحد التدريبات لفريق شطورة عصرًا في لحظات لا تنسى من العشق بين روحه الطيبة والملاعب وتخليدًا لذكراه ، والذي كانت صورته اعلى الملعب محفور تحتها (ملاعب امام عسكر) عرفانًا بالجميل لعطائه وجهده ومحبته لقريته .

هي لم تكن مجرد صورة لكل من يجاورها ، بل كانت لها الهام خاص وهمة عالية للاعبي الفريق ،بل كان للملعب هيبته بوجودها ،وكانت تشعر كل زائر من اندية وحكام بأن للفريق رمزا رياضيا مخلدا ورائدا نهضة لا يقل عند مشجعي قريته عن عظماء من صنعوا اندية وتبرعوا بأرضهم ومالهم من اساطير بنوا واسسوا اندية استمرت وعظمت حتى اصبح لها كيان رياضي ،هو اللاعب و المدرب (علي ابراهيم إمام عسكر) رحمه الله والذي لعب بداية مشواره حارس مرمى لنادي سوهاج ثم انتقل لنادي طهطا وبعد اعتزاله حول وجهته وكل ما في عقله وقلبه للنهوض بقريته ورفع قيمتها بين اندية الصعيد.

هذا الرجل الذي رسم واسس لشطورة فريقا كان وقتها يمثل الرعب لكل من يأتي بطريقه ، بل وكان قبل كل ذلك رمزًا للكرم والجود على لاعبي الفريق من التبني المادي شبه الكامل من انتقالات ووجبات وغيرها من احتياجات للفريق والذي كان بداخله طموح الإستمرار بالنهضة الرياضية بعد وفاته بل وأوصى بها من بعده ، ولكن تغيرت الخريطة الرياضية الآن واصبحت شطورة تلعب بقسم لا يليق بها في دوري مراكز الشباب ،بل والغريب ان تفوز بصعوبة على مركز شباب شيخ زين الدين مع الإحترام لقدرهم ، والأغرب اننا نتبادل التهاني بهذا النصر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل