المحتوى الرئيسى

شارع "عبدالعزيز" في حماية "مطافئ العتبة": الحرائق لا تأتي إلى هنا

11/13 10:01

كل الأجهزة الكهربائية والإلكترونيات بلا استثناء، تباع هنا، فى شارع عبدالعزيز، بمنطقة العتبة، الذى يعج بعشرات المحال وربما المئات، وآلاف العاملين والزبائن، ورغم هذه الحركة، التى لا تهدأ أغلب ساعات اليوم، تفتقد محال الشارع وسائل الأمن الصناعى، التى تقتصر على «طفايات الحريق» فقط، بزعم أن «مطافئ العتبة» على بُعد أمتار قليلة من الشارع.

جمال أبوالفتوح، فى العقد السادس من عمره، يجلس أمام محله لبيع الأجهزة الكهربائية، يقول: «ورثت هذا المحل عن والدى منذ ٤٠ عاماً، عمرى كله قضيته هنا فى شارع عبدالعزيز، أبويا كان معودنى على الشغل وكان بياخدنى معاه»، كما ورث أبوالفتوح المهنة عن والده، ورثها لأبنائه أيضاً «ولادى شغالين معايا فى المحل، وما عنديش عمال غيرهم، لأنهم أصحاب المال وأكتر ناس هتحافظ عليه».

وعن وسائل الأمن الصناعى بالمنطقة، أشار «أبوالفتوح» إلى وجود مطافئ العتبة على بعد ٢٠ متراً منهم، ما يشعرهم بالأمان، موضحاً «المطافى قريبة مننا، ولو حصل حاجة هتوصل لنا فى دقايق، لأن الشارع هنا واسع على مساحة ٣٠ متر، عكس العتبة شوارعها ضيقة، صعب توصل لها عربيات المطافى»، وأضاف «أبوالفتوح» أنه يحرص على وجود طفاية حريق داخل محله، ويفحصها بين حين وآخر، ليعرف مدى صلاحية استعمالها، حفاظاً على سلامته وسلامه بضاعته، وزبائنه أيضاً: «عندى فى المحل أجهزة بالملايين، ومش حمل أى خساير».

ياسر ناجح، ٣٦ عاماً، أحد بائعى الأجهزة الكهربائية بالمنطقة، يقول «بقالى ١٠ سنين شغال فى شارع عبدالعزيز، لكن الحمد لله ما حصلش حريق قبل كده هنا»، موضحاً «من كتر ما بنسمع عن الحرايق اللى بتحصل حوالينا، بقينا واخدين احتياطاتنا، وبنحاول نأمن نفسنا على قد ما نقدر». وأضاف أنه اشترى طفايتى حريق، ووضع واحدة منهما داخل المحل، إلى جوار مكتبه، والثانية فى المخزن، مؤكداً «اللى قدرت أوفره لنفسى من وسائل الأمان هى طفايات الحريق، وحطيت واحدة فى المحل عشان لو حصل حاجة، والتانية فى المخزن، لأنه مليان بضاعة بمبالغ كبيرة»، وأشار «ناجح» إلى أنه لم تتم توعيتهم بكيفية التعامل مع الحرائق، خاصة التى يكون سببها ماساً كهربائياً «هنا الشارع كله أجهزة كهربائية، ووارد يحصل ماس كهربى، وقتها مش هنعرف نتصرف، وهنتصل بالمطافى، تيجى تشوف شغلها»، موضحاً «بنتمنى يكون فيه تدريبات لينا بخصوص كيفية التعامل مع الحرائق، لأن ده هيفيدنا، وهنقدر نساعد المطافى».

محل صغير يستقر على الجانب الأيمن من الشارع، ويحوى بداخله كميات كبيرة من الورق الأبيض، وأمامه طاولة خشبية، مرصوص عليها بعض الأوراق مختلفة الأحجام، وقف داخله حسام الدين محمد، فى نهاية الأربعينات من العمر، يقول «أنا صاحب المطبعة دى، وشغال هنا فى الشارع من 15 سنة، ومفيش أى حريق حصل فى الشارع ده، لأن كل واحد فينا مأمن محله»، مضيفاً أنه عند شرائه المحل طلبت منه الحماية المدنية بالمنطقة أن يشترى طفاية حريق، ويضعها فيه، لتجنب حدوث الحرائق، وأضاف «اشتريت الطفاية، وكل سنة بغيرها وبدفع رسوم عشان أغيرها»، وأشار «حسام الدين» إلى أن وجود طفاية الحريق لم يكن السبيل الوحيد للأمان داخل الأسواق: «مش كل الناس هتقدر تستعمل الطفاية وقت الحريق، لكن الكل بيتصل بالمطافى، من غير ما يتعامل مع الحريق»، وأنهى «حسام الدين» حديثه، قائلاً: «ربنا يسترها علينا، لإن لو حصل حريق هنا هتكون الخساير المادية كبيرة، لإنه أشهر الشوارع المعروفة ببيع الأجهزة الكهربائية».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل