المحتوى الرئيسى

أصحاب "محلات الأزهر".. محاولات لتفادي الكوارث بـ"صيانة الكهرباء"

11/13 10:01

رغم تعرض شارع الأزهر التجارى المشهور فى قلب القاهرة، لحرائق كارثية خلال الفترة الماضية، إلا أن معدلات الأمان الصناعى به ما زالت كما هى، كأن حرائق لم تندلع وتسبب خسائر كبيرة لأصحاب المحلات التى نشبت فيها، واقتصرت الاجتهادات البدائية لبعضهم على إجراء صيانة دورية للكهرباء فى المحلات، وفصلها قبل الغلق، والاكتفاء بطفاية الحريق، التى قد لا تفيد حال حدوث حرائق كبرى، فضلاً عن وجود مخازن مهملة غير خاضعة للصيانة مطلقاً، وعلى هذا الحال، يعيش أصحاب المحلات والسكان فى حالة ذعر، ترقباً لكارثة جديدة، قد تعصف بالمنطقة كلها، طالما ظل «الأمان الصناعى» شبه غائب عن المنطقة التاريخية، المكتظة بالأهالى والباعة وأصحاب المحلات والمارة، وكذلك بالبضاعة التى تشمل أقمشة ومفروشات وأجهزة كهربائية، وسلعاً أخرى، بخلاف التصاق شارع الأزهر بمنطقة العتبة الشهيرة، المزدحمة ليلاً ونهاراً.

«كل شهر بنغير أسلاك الكهرباء اللى فى المحل كله، عشان ما نكونش سبب فى حريق لمحلنا أو لمحل حد تانى».. بهذه الكلمات بدأ محمد بخيت، ٤7 عاماً، صاحب أحد المحلات لبيع الستائر والأقمشة بشارع الأزهر، عند حديثه عن الاحتياطات التى يقومون بها داخل محلهم، لكى يواجهوا الحرائق التى تحدث من حين لآخر بالمنطقة، فيقول: «المحلات هنا كلها جنب بعض، يعنى لو حصل مشكلة فى محل، فى نفس الدقيقة بتوصل لآخر محل فى الشارع»، مضيفاً أنه حرص على وجود طفاية حريق داخل محله، كوسيلة أمان يستخدمها لحين وصول المطافى: «طفاية الحريق الوسيلة الوحيدة اللى ممكن نستخدمها من غير تدريب أو حد يعلمنا نستخدمها إزاى»، وانتهى «بخيت» من حديثه، قائلاً: «بنحاول نعمل كل اللى نقدر عليه عشان نقلل الحرايق، لإننا مش ناقصين وقف حال».

ويقول عصام على، صاحب محل لبيع الأقمشة: «لما بيحصل حريق، بنبلغ المطافى فوراً، لكن طبعاً الدنيا هنا زحمة والطريق طول الوقت واقف بسبب العربيات، لأننا نعتبر على طريق رئيسى، وعلى ما تيجى المطافى بيكون الحريق زاد، وما بنلحقش نطلع بحاجة سليمة»، مضيفاً أن آخر حريق نشب فى المنطقة كان من أشهر قليلة، بسبب ماس كهربائى: «لما الحريق حصل، ما حدش فينا عرف يتعامل معاه، وطلبنا المطافى وهى جت قامت بالدور»، وأشار «عصام» إلى خوفه من أن ينصرف الزبائن عن المنطقة، بسبب كثرة الحرائق: «كل ما الناس هتسمع إن الحرايق هنا بتزيد، كل ما هيبطلوا ييجوا يشتروا مننا، ويشوفوا مكان تانى أمان، يعنى فى كل الأحوال وقف حال لينا».

بملامح يكسوها الشيب، جلس الستينى، محمود عبدالله، داخل محله الخاص ببيع الأقمشة والستائر، يقول: «بقالى 40 سنة فى المنطقة، وما سمعناش عن تكرار الحرايق غير من كام سنة فاتوا»، وأشار «عبدالله» إلى أن محله يحوى بضاعة بمبالغ ثمينة، ويخشى أن يحدث حريق بجانبه: «معظم الحرايق بتحصل فى نص الليل، كلنا بنكون نايمين فى بيوتنا، وعلى ما نيجى بتكون الدنيا خربت زيادة»، وأنهى «عبدالله» حديثه، بقوله: «أنا مأمن محلى بطفاية حريق، بس لسه ما استخدمتهاش ولا مرة، مش عارف هى كفاية للأمان ولا لأ».

وأمام محله الصغير الذى تتراص فى مدخله لفات القماش الكبيرة، وقف محسن السيد، يقول: «كل الحرايق اللى بتحصل هنا سببها مشاكل فى الكهرباء، وده لأن ما حدش بيعمل صيانة على كهربة المنطقة باستمرار»، وأضاف «السيد» أنه مع كل حادث حريق، يحلم الباعة بالمنطقة بحل جذرى لهذة الأزمة لمنع تكرارها، خاصة أن السبب واحد فى جميع الحرائق، لكن الوضع يبقى كما هو، مضيفاً أنه بعد تكرار حادث الحرائق بسبب الكهرباء، اعتاد فى نهاية يومه على فصل كهرباء المحل بالكامل، للحفاظ عليه فى حالة حدوث ماس كهربائى بمحل مجاور له: «بنزل مفاتيح الكهرباء بنفسى كل يوم قبل ما أروح، مع إنى كنت متعود أسيب الراديو على محطة القرآن فى المحل لحد لما آجى الصبح، لكن مضطر أفصل الكهربا عشان أنا مش حمل خسارة»، وأنهى «السيد» حديثه، بقوله: «محتاجين حد يفهمنا نعمل إيه عشان نتجنب حدوث حرايق، وطريقة التعامل فى الحوادث بتكون إزاى، لأن ده الحل الوحيد لمنع التكرار».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل