المحتوى الرئيسى

عودة «طارق»: خالد يعثر على أخيه بعد 35 عاما - المصري لايت

11/13 01:01

«مش عارف طارق يعرف إن عنده أخ ولا لا، إن كان في نصيب.. هنتقابل»، بهذه الكلمات ختم خالد طلعت شحاتة حديثه لـ«المصري لايت»، حينما روى تفاصيل بحثه عن أخيه على مدار 35عامًا، وهي الأمنية التي تحققت مؤخرًا بعد صبر طويل.

ويكشف الشاب محمود خالد، نجل خالد طلعت، تفاصيل استمرار البحث عن عمه «طارق»، موضحًا أنه منذ شهر ونصف بدأ اليأس يتسلل لوالده، إلا أنه لم يفقد الأمل، فدله أحد المحاسبين على التوجه إلى هيئة الأحوال المدنية في العباسية، وهو ما سعى إليه منذ أسبوعين رفقة أحد زملائه.

بالفعل، توجه «محمود» وصديقه إلى هيئة الأحوال المدنية بالعباسية، هناك قضى ساعة ونصف الساعة بحثًا عن الموظف المخول بأداء هذه الخدمة، إلى أن وجد ضالته في أحد ضباط الشرطة، والذي بعد أن استمع لتفاصيل القصة طلب منه الانتظار.

بعد ساعتين بالتمام والكمال طلب الضابط من «محمود» الذهاب معه إلى مكتب مدير الهيئة، وفي الداخل سألوه عن معلومات عمه كافة، من اسمه واسم والدته، مع طلب رؤية شهادتي ميلاد والده وعمه، وهنا ظهرت صورة «طارق» لأول مرة على شاشة الكمبيوتر.

«لقيت فجأة حلم أبويا بيتحقق قدامي»، بهذه الكلمات عبّر «محمود» عن سعادته البالغة مع عرض صورة «طارق» عليه، حينها أخبره الضابط بأن العم مقيم في حدائق القبة، وهو ما استنكره الشاب مبلغًا إياه بأن والده توجه إلى هناك ولم يجده.

طلب «محمود» من الضابط الحصول على أي معلومة جديدة توصله بعمه، ليخبره الأخير أن «طارق» له ابنتان تقيمان في منطقة عين شمس، وعلى الفور خرج الشاب من هيئة الأحوال المدنية متوجهًا إلى العنوان المطلوب.

وصل «محمود» وصديقه إلى العقار المنشود، حينها وقفا لدقائق في حرج من طرق جميع الأبواب لعدم علمهما برقم الشقة، ولحسن الحظ قابلا شخصًا ينزل على دركات السلم، ليوقفه الثنائي ويسألاه عن ابنتي «طارق»، وكان رد الآخر مفاجئًا: «هما ابنتي خالتي، ووالدهما على قيد الحياة، هو الآن في عمله، ومقيم هو وزوجته معهما».

اطلع ابن خالة البنتين على أوراق «محمود»، وفور تأكده من صحة القصة اتصل بالشقيقتين، واللتين أخبرتا والدهما بما حدث، والذي بدوره سمح لهما بالنزول للقاء الشاب.

قابل «محمود» ابنتي عمه عند مدخل العقار، حينها أخرج كافة الأوراق التي تثبت صحة ادعائه، في حين اتصلت الشابتان بوالدهما لتخبره بما حدث، وأرسلت إليه صور تتضمن الملفات التي يحملها الشاب.

حينها اتصل «محمود» بوالده ليبشره بالعثور على أخيه بعد طول انتظار، إلا أن الأخير لم يصدقه قائلًا: «عمك مين؟ إنت بتتكلم بجد؟»، قبل أن يتحدث بنفسه إلى ابنتي أخيه، وهنا أجهش بالبكاء.

بعد الحديث إلى ابنة أخيه حصل «خالد» على رقم محمول «طارق»، وعلى الفور اتصل به وتعرفا على بعضهما البعض، واتفق الأخير على التوجه رفقة بنتيه وزوجته إلى مسقط رأسه بالشرقية.

قبل وصول «طارق» إلى مسقط صباحًا، لم يذق «خالد» طعم النوم لقلقه البالغ من تلك اللحظات، وما أن استقبل «محمود» عمه وزوجته وأولاده قادهم إلى منزل والده، وهنا كان اللقاء الأول بين أخوين فرق بينهما القدر قبل نصف قرن.

بوصول الأخ تقدم «خالد» لمصافحة أولاده وزوجته أولًا، ومن ثم توجه إلى «طارق»، ليحضنه بقوة وتنهمر دموعه، في حين كان الآخر متماسكًا إلى حد ما، فكل ما يعرفه أن أبيه كان متزوج من امرأة في الشرقية، وهو ما أخبرته به والدته وقت وفاتها منذ 16 عامًا.

«اليوم كإنه فرح، وقعدنا واتكلمنا وقرايبنا الكبار جم واتكلموا عن طفولة عمي طارق»، هكذا نقل «محمود» أجواء السعادة في الزياة الأولى لعمه، والذي خرج من الشرقية وهو ابن عامين فقط، وما قطع الشك باليقين أن كلاهما يمتلكان نفس صورة والدهما طلعت شحاتة.

هنا استلم «خالد» طرف الحديث، قائلًا إنه لا يستطيع استرجاع الشعور الذي انتابه حينها تجاه «طارق»، رغم عدم تحدثه إليه مكتفيًا باحتضانه، وكانت الجملة الأولى التي صدرت منه: «يااا.. بعد 35 سنة أخيرًا جيت!».

على الجانب الآخر، يوضح «طارق» أنه لم يصدق ما أبلغته به ابنته، رغم علمه في وقت سابق بأن له إخوة، لكن دون أي معلومة عنهم: «كانت مفاجأة، بين يوم وليلة يظهر أخ بعد 57 عامًا، مكنتش أعرف اسمه، إلا أن محمود طلع زكي ولماح».

وتعود قصة تفرق الأخوين، حسب ما نشره «المصري لايت» سابقًا، إلى مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، حينما وُلد الطفل خالد طلعت شحاتة، لأب متزوج من سيدة أخرى، وبعد وفاة الوالد تنقل الصغير مع والدته رفقة شقيقيه الصغيرين.

اعتقد «خالد» حسب روايته السابقة أنه أصبح وحيدًا في هذه اللحظات، فما كان منه إلا أن قدم طلبًا، وهو ابن 20 عامًا، للهجرة من البلاد، وبعد إنهاء إجراءات القيد العائلي فوجئ بأن له أخ من والده يُدعى «طارق»، وهي المفاجأة التي صدمته آنذاك مضيعة عليه حلم السفر.

أكمل «خالد» حياته بشكل عادي منهيًا دراسته، ثم بدأ في أواخر عام 1984 البحث عن أخيه، حينما فاجأه عمه باحتفاظه بصورة «طارق»، ومدون عليها اسم أمه: «أبلغني عمي بالقصة في أواخر أيامه، مخبرًا إياي بأن عائلة أم طارق تعيش في الإسكندرية».

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل