راجح يكمل عامه الـ18.. شهر تحول فيه من "الفتى المدلل" لـ "القاتل"

11 نوفمبر 2019، تاريخ أكمل فيه محمد راجح، المتهم مع ثلاثة آخرين في قتل محمود البنا، في القضية المعروفة باسم "شهيد الشهامة، عامه الـ18، وعلى الرغم من أن الشهر الأخير حال بينه وبين الإعدام وحوّل القضية إلى محكمة جنايات الطفل، إلا أن حياته تحولت خلاله 180 درجة من الفتى المدلل إلى مجرم محبوس على ذمة قضية تحولت إلى رأي عام، وأصبح إعدامه مطلبًا للكثيرين.

كان شابا لم يكمل عامه الـ18 بعد، تتوفر له كل سبل الرفاهية والتدليل، حيث الأموال والسيارة والنفوذ في المنطقة، للدرجة التي جعلت له أتباعًا من أقرانه كالفتوة، وأصبح يهدد من يعارضه ويقف في طريقه، كالفتاة التي اعتدى عليها، بل وصل لقتل شاب اعترض على تصرفاته بدمٍ بارد دون أدنى شعور بالندم، لتنقلب حياة الفتى الملل رأسًا على عقب بعد ذلك.

منذ قتل محمد راجح لمحمود البنا يوم 9 أكتوبر الماضي، تغير كل شيء بالنسبة للشاب الصغير، حيث انتفضت مدينة تلا وشيّع المئات من الأهالي، جنازة الطالب محمود البنا، وخرجت الجنازة من مسجد المعرفة بمدينة تلا بمحافظة المنوفية، وسط ترديد عبارات "في الجنة يا شهيد"، "حقك مش هيروح يا شهيد"، وانتشرت كتابات على جدران مدينة تلا تطالب باستعادة حق محمود البنا، والقصاص، وانتشر هاشتاج (#راجح_قاتل) على الحوائط بجميع شوارع المدينة.

وأظهر فيديو تداوله أصدقاء وأقارب الطالب محمود البنا، وجود مشاجرة بين محمد أشرف راجح وإحدى الفتيات، برفقة أحد أصدقائه، وهي تحاول الهرب منه، وهي الواقعة التي أدت إلى مقتل محمود البنا، لتحدد محكمة الاستئناف يوم 20 أكتوبر موعدا لأولى جلسات محاكمة راجح ورفاقه.

ومع ارتفاع وتيرة الحملة ضد راجح والمطالبات المستمرة بالقصاص منه خلال الأيام التالية، ازدادت الأمور سوءً قبل أولى جلسات المحاكمة بساعات قليلة بعد تراجع محاميه عن الحضور معه، حيث قال محمد الحسيني، محامي محمد أشرف عبدالغني راجح، إنه قرر عدم الدفاع عن المتهم في القضية، لافتا إلى أنه لن يحضر بنفسه أي تحقيق مع راجح، إذ كان يحضر أحد المحامين العاملين لديه بالمكتب، وهو لا يذهب للمحكمة كثيرًا بحكم السن.

وفي 20 أكتوبر الماضي، بدأت محكمة جنايات الطفل بالمنوفية محاكمة راجح، وسط التشكيك في عمره ومطالبات عديدة بتحويله لمحكمة الجنايات، وتقديم محامي محمود البنا طلبًا بالتحقق من عمره، لتتأجل القضية للجلسة التالية في 27 أكتوبر.