بعد وفاة شهد.. هل يسبب الوسواس القهري الموت؟ أطباء يجيبون

كتب- أحمد كُريّم - أحمد سلطان:

أثارت وفاة الطالبة شهد حسين العديد من الشكوك حول مسؤولية مرض الوسواس القهري عن وفاتها خاصة بعد إعلان والدها إصابتها بالمرض.

وعلى الرغم من استمرار التحقيقات حول الحادث و عدم الجزم أو إعلان السبب الحقيقي للوفاة، يبقى التساؤل هل يدفع مرض الوسواس القهري صاحبه للوفاة؟

وللإجابة عن هذا السؤال، يقول الدكتور محمد الشامي استشاري الطب النفسي بكلية طب جامعة القاهرة إن الوسواس القهري هو اضطراب نفسي ونوع من أنواع القلق، يحدث نتيجة الأفكار المتزايدة غير المنطقية حول مشكلة أو فكرة معينة، فيستجيب لها المصاب بها وتقهره مما تؤدي إلى تكراره بعض التصرفات إجباريًا (قهريا)، وقد تعيقه عن أداء مهامه اليومية وإهدار الكثير من الوقت.

ويضيف: الوسواس القهري في الغالب ليس من الأمراض التي تؤدي إلى الانتحار، وإمكانية تسببه في الانتحار نادرة جدًا، بعكس الاكتئاب الذي يعد السبب الأول في الانتحار.

ويوضح أن الوسواس القهري يتمثل في عدة سلوكيات وأشكال منها:

- وسواس النظافة مثل الشعور بعدم نظافة الأيدي رغم تكرار الغسيل، وكذلك الوضوء والاستحمام أكثر من مرة.

- وسواس التأكيد على الأشياء مثل غلق الأبواب وغاز البوتاجاز أكثر من مرة وعد الأموال لمرات.

- الامتناع عن مصافحة الآخرين أو ملامسة مقبض الباب.

- التشديد على ترتيب وتنظيم الأغراض الشخصية بشكل دائم، وبصورة ثابتة.

- تكرار كلمات، أو مصطلحات.

- تجميع والاحتفاظ بأغراض ليس لها أية قيمة ظاهرة للعيان.

- الخوف من الاتساخ أو التلوث.

- الخوف من الإصابة بالأمراض.

- الخوف من التسبب بالضرر لنفسه وللآخرين.

- الخوف من الإحراج أو من الفشل والتورط بسلوك غير لائق على الملأ.

- الخوف من الأفكار السيئة أو الشعور بالخطيئة.

- تناول مجموعة معينة وثابتة من الأغذية، ووفق ترتيب ثابت.

ويوضح أن علاج الوسواس القهري يتمثل في نوعين من العلاج هما:

- الدوائي، من خلال اللجوء إلى استخدام الأدوية في الحالات المتقدمة، وغالبًا تبدأ بمضادات الاكتئاب، ومع تقدم الحالة يتم اللجوء إلى المهدئات ومعالجة آثار القلق، مع مراعاة عدم توقف الأدوية إلا باستشارة الطبيب.

- العلاج النفسي في الحالات غير الشديدة، ويتم استخدام الإرشادات النفسية والعلاج المعرفي والإدراك السلوكي عن طريق جعل المريض يواجه مثيرات الوساوس ومنعه من إصلاحها

ويرجع سبب المرض إلى أسباب بيولوجية مثل وجود مشكلات وراثية متعلقة بجينات الدماغ، أو تأنيب الضمير فيما يعرف بـ"الأنا العالية" أو النفس اللوامة، حيث يكون الشخص أكثر عرضة للوم نفس على أي فعل أو قول نتيجة قيمه ومبادئه.

ويوضح أن طرق الوقاية من مرض الوسواس القهري تتمثل في:

- عدم الاستجابة للأفكار المتكررة منذ بدايتها.

- محاولة تشتيت النفس عن الانشغال بهذه الأفكار من خلال الحديث مع شخص مقرب، أو اللجوء إلى الكتابة.

- قضاء وقت أطول مع العائلة والأصدقاء؛ لتوطيد العلاقة معهم ومن ثم الشعور بالراحة عند الحديث عن الأفكار الوسواسية مما يخفف شدتها.

- الحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم؛ لتزويد الجسم بالقوة الكافية للتعامل مع صعوبات الحياة.

- الحرص على تناول الغذاء الصحي والمحافظة على مستوى السكر في الدم والذي يتحكم في المزاج وطاقة الجسم.

- ممارسة الرياضة بانتظام، وممارسة تمارين الاسترخاء.

ويلفت الشامي إلى أن هناك عدة أسباب للانتحار أولها الاكتئاب وهو السبب الرئيسي للانتحار، سواء انتحار اندفاعي أو انتحار غير مقصود ناتج عن شئ لا إرادي، والسبب الثاني الإدمان، أما السبب الثالث مرض الفصام بسماع أصوات في دماغ المريض قد تدفعه للانتحار.

وفي نفس السياق، يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي إن الوسواس القهري قد يدفع المصاب به إلى الانتحار، مضيفًا أنه عبارة عن أفكار تؤدي بصاحبها لسلوكيات قهرية وقد تدفعه لإيذاء نفسه أو التفكير في إيذاء غيره.

ويضيف فرويز أن عدم الشفاء من الوسواس القهري، قد يؤدي إلى دخول المصاب في حالة من الاكتئاب المزمن التي تتطور لما يعرف بالاكتئاب السوداوي الذي قد يصل بصاحبه إلى الانتحار.