المحتوى الرئيسى

في ذكرى توليه الخلافة.. هل كانت وفاة هارون الرشيد طبيعية أم مؤامرة؟

11/11 18:29

في الكوفة رأى الخليفة هارون الرشيد رؤيا تذكر موته، وهي أن رأى كفًا فيها تربة حمراء خرجت من تحت سريره وقائلًا يقول: هذه تربة هارون. حكى هارون تلك الرؤية لطبيبه وصديقه جبريل بن بختيشوع لكنه لم يكترث لها وهون أمرها عند الخليفة، وحين سار هارون الرشيد إلى خرسان عام 193هـ مر بطوس وأصابه مرض موته بها، وذكر رؤياه هناك، وقال لطبيبه بختشيوع يذكره بها، فأرسل خادمه ليأتي بتربة من هذه الأرض، فإذا هي حمراء، فلما رآها قال: والله هذه الكف التي رأيت والتربة التي كانت فيها.

وبالفعل توفى هارون بعدها بثلاثة أيام، وأمر بحفر قبره قبل موته في الدار التي كان فيها، وهي دار حميد بن أبي غائم الطائي. وكان ذلك في ليلة السبت في الرابع من جمادي الآخرة سنة 193هـ.

لكن يذكر شوقي أبو خليل في كتابه "هارون الرشيد: أمير الخلفاء وأجل ملوك الدنيا" تساؤلات وشكوك حول وفاة الرشيد هل هي ثأر أم مؤامرة أم غلطة من طبيبه ابن بختيشوع؟ ويعرض عدة روايات عن وفاته تظهر كيف كانت وفاة غير طبيعية على الإطلاق، فأول هذه الروايات: أنه قد تكون هناك مؤامرة من جعفر البرمكي وجبريل بن بختيشوع الطبيب قبل أن ينفذ فيه حكم الرشيد بالقتل، وهي رواية في وفيات الأعيان. وثانيها: أن الرشيد كان يشك في أن مسرور رقيب عليه من المأمون وجبريل بن بختيشوع رقيب من الأمين، وأن كلا ابناءه كان يعد أنفاسه وينتظر موته. ولكن المؤلف رفض هذه الرواية اذ كانت تثبت أن الرشيد كان مريضًا حين قدم إلى طوس وكانوا يعطوه ما يزيد علته ولا يداوي مرضه. وهي رواية في تاريخ الخلفاء ولكن ردها المؤلف لعدم منطقية خروج الرشيد وهو عليل، وأنه لم يرد في كل المصادر الموثوقة أخبار تشير إلى تآمر الأمين أو المأمون على أبيهما، وأنه أقوى من أن يعامل بمثل المعاملة غير اللائقة المذكورة في الرواية.

أما الرواية الثالثة: هي أن بختيشوع اخطأ في علاج الرشيد. وهي ما ورد في تاريخ الطبري. والأخيرة هي أن الرشيد كان قد هم بقتل بختيشوع ويشك أن بختيشوع هو من تآمر على قتله. وهو ما ورد في البداية والنهاية. والخامسة: هي أن الرشيد أمر بقصاب فأمر به ففصل أعضاءه. وهي في الكامل في التاريخ، وعند ابن خلدون أيضًا.

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل