المحتوى الرئيسى

رياضيون مغاربة فضلوا "الحرقة" على البقاء في بلدهم

11/11 00:04

انتشر على مواقع التواصل المغربية فيديو للرياضي المغربي المعروف أنور بوخرسة، الذي أحرز عددا من البطولات برياضة التايكواندو. الرياضي الشاب يظهر في الفيديو وهو يرمي إحدى الميداليات التي أحرزها في بطولة سابقة في المغرب.

أنور بوخرسة، اشتهر في بلاده واصبح معروفا بعد إحرازه عددا من البطولات برياضة التايكواندو، لكن رغم ذلك حزم أمتعته واختار ركوب البحر والهجرة على البقاء في المغرب.

الرياضي الشاب، (27 عاما)، نشر فيديو لنفسه في 22 تشرين الأول/أكتوبر وهو على متن القارب الذي كان يتوجه به إلى جزر الكناري، وهو يرمي إحدى الميداليات التي فاز بها خلال بطولة محلية مغربية.

وعقب انتشار الفيديو، اتصل مهاجر نيوز ببوخرسة، الذي أوضح أن قراره بالهجرة جاء بعد تلقيه خيبات أمل كثيرة، "ألقيت بثلاث ميداليات في البحر. لا أريدها. اكتشفت في المغرب أنه لا يهم عدد البطولات والميداليات التي أحرزها، في النهاية سأتعرض للإهمال والنكران والشعور بعدم الجدوى".

في 19 تشرين الأول/أكتوبر، انطلق بوخرسة مع مجموعة من المهاجرين الآخرين من منطقة قريبة لمدينة الصويرة، المجاورة لمسقط رأسه آسفي على المحيط الأطلسي. خلال حديثه مع مهاجر نيوز، أكد الرياضي الشاب أن الرحلة استغرقت "أربعة أيام للوصول إلى جزر الكناري". وبالنسبة له، تلك كانت الوجهة الأمثل، إذ أن هدفه كان "الوصول إلى إسبانيا، وبحكم موقع مدينتي، كانت جزيرة لانزروت، الأرخبيل الإسباني في جزر الكناري، هي الطريق الأمثل".

وبوخرسة ليس الرياضي المغربي الوحيد الذي فضل الهجرة على البقاء في بلاده. هشام كلوش، لاعب كرة قدم محترف، كانت "الحرقة" خياره هو أيضا.

كلوش قام بتصوير نفسه أيضا، كما بوخرسة، خلال رحلته التي أخذته إلى جزيرة لانزروت، حيث قام بنشره لاحقا على حساباته على وسائل التواصل.

وكان مهاجر نيوز قد نشر في آب/أغسطس 2018 قصة لاعبة المنتخب المغربي لكرة القدم، مريم بوحيد، التي آثرت البقاء في إسبانيا بعد مشاركتها في إحدى البطولات هناك مع فريقها أولمبيك آسفي. وتبع مريم بعد شهر واحد اللاعب الشاب علي حبابة، 20 عاما، والذي كان أيضا عضوا في نفس الفريق. واختار حبابة "الحرقة" عبر البحر للوصول إلى الشاطئ الإسباني.

القائمة لم تنته هنا، خاصة إذا ما استذكرنا الصدمة التي خيمت على جمهور رياضة الملاكمة المغربي، مع الإعلان في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 عن العثور على جثة بطل الملاكمة أيوب مبروك على أحد الشواطئ الإسبانية.

وحسب السلطات المغربية، فقد ارتفع عدد محاولات الهجرة الفاشلة من المغرب بشكل غير منتظم، حيث كانت تبلغ حوالي 32 ألف محاولة بين عامي 2003 و2015، لترتفع إلى حوالي 65 ألفا منذ عام 2016، أي أكثر من الضعف.

وأصبح جنوب المملكة المغربية، ولا سيما منطقة تزنيت جنوب آسفي، نقطة انطلاق رئيسية للقوارب المتجهة إلى  الكناري.

ووفقا للأرقام التي نشرتها الداخلية الإسبانية، فقد وصل منذ بداية 2019 وحتى منتصف أيلول/سبتمبر 831 مهاجرا غير شرعي إلى شواطئ جزر الكناري، ما شكل زيادة بنسبة 37 بالمئة عن العام السابق.

أحلام المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى تنهار مجرد وصولهم إلى المغرب. فالحدود المغربية الإسبانية، ومعبر سبتة ومليلية، تحول دون بلوغهم "الجنة": أوروبا.

بعد صدمة الواقع المرير، يجد المهاجرون أنفسهم بعيدين عن الفردوس الأوربي وبدون منازل تأويهم. فيتجهون نحو الجبال والغابات في المغرب، ليصنعوا لأنفسهم مأوى في انتظار الفرج. ويعتبر جبل "غوروغو" بالناظور/ شمال المغرب، واحداً من الأمكنة التي يقطن فيها المهاجرون الأفارقة نظراً لقربه الجغرافي من مليلية.

الكثير من الشباب المهاجر يعلق بالمغرب والقليل جداً يفلح في الوصول بطريقة ما إلى أوروبا. معظم الشباب يعاني من بطالة وفقر مدقع. ويزيد الوضع سوءاً عدم أخذ ذلك بالحسبان؛ إذ قد يبقى البعض عالقاً في المغرب لمدة قد تتجاوز السنة بلا نقود.

معظم النساء المهاجرات لا يأتين وحيدات. بل برفقة أطفالهن وأحياناً كثيرة يرافقن أزواجهن. هن الأخريات يعانين من غياب مأوى يقيهن شر البرد والتحرش والتعنيف.

تأمين الأكل والشرب للأطفال هو الشغل الشاغل للمهاجرات من الأمهات. فبعد أن تأكدن من صعوبة العبور إلى وجهتهن الأولى يبقين في مصارعة مع ظروف الحياة الصعبة والحرمان من أبسط شروط العيش.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل