المحتوى الرئيسى

د. فتحي حسين يكتب: الحرب الإعلامية !

11/06 17:54

وتعتبر الحرب النفسية اليوم من الأركان الأساسية للعمل السياسى والعسكرى فى جميع الدول المتقدمة وتعود سعة انتشارها فى الواقع إلى التقدم الكبير الذى أحرزته العلوم النفسية والإجتماعية والسياسية والاتصالية فى معرفة العوامل التى تؤثر على السلوك الإنسانى سواء كان فرداً أو جماعة أو تيار أو دولة أو مجموعة دول ! 

وخلال السنوات القليلة الماضية، أصبحت الحرب النفسية واحدة من أهم الوسائل التى يلجأ إليها أعداء الوطن للتشكيك فى مقدرات الدولة السياسية والاقتصادية والعسكرية، ورأيناها فى نشر الشائعات مع وقوع حوادث متفرقة في البلاد، وما نتج عنها من نشر حالة للإحباط بين المصريين ونشر وبث أخبار كاذبة وهو ما يثبت عدم صحته بعد ذلك !

وتقوم الحرب النفسية والإعلامية على استخدام وسائل الإعلام الحديثة من نشر وترويج للأفكار والمعتقدات والأخبار التي تود نشرها وترويجها بغرض التأثير في نفسية الأفراد وخلق اتجاهات معينة لديهم. والدعاية كأحد أساليب الحرب النفسية تأخذ أشكالا متنوعة طبقا للأهداف وطبقا لنوع الأفراد والجماعات الموجهة إليها فالدعاية تستهدف الاقتناع بالنصر وإقناع العدو بهزيمته وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والروحية وبذر بذور الشك في نفوس أفراده في شرعية قضيتهم والإيمان بها ولعل هذا ما نشاهده يوميا خلال القنوات الفضائية الارهابية في قطر او تركيا والتي تبث يوميا سموم الهدف منها بث الإحباط والمشاعر الانهزامية لدي الشعب المصري .

وتستهدف الدعاية – والتي تعد ابرز اساليب الحرب النفسية بين الدول - في المقام الأول بث الفرقة وعدم الوئام بين صفوف الخصم ووحداته المقاتلة، فهي تسعي للتفريق بين الخصم وحلفائه وبين الحكومة والشعب وبين القادة والجنود وبين الطوائف والأحزاب المختلفة وبين الأقلية والأغلبية وتقصد من وراء ذلك كله تفتيت الوحدة وتفريق الصفوف ليسهل لها النصر.

وتعتبر الشائعة ايضا من ابرز الاساليب الحرب النفسية التي تستغلها الدول أو الجماعات المعادية للنيل من الطرف الاخر وتقوم علي معلومة مقدمة للتصديق تتناقل من شخص لآخر مستخدمة في هذا وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك او اليوتيوب وبعض القنوات الفضائية المعادية وصحافة الفيديو وبعض المواقع الالكترونية.. وهي تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع او خلق أخبار لا أساس لها من الصحة , كل ذلك بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقا لاهداف سياسية او اقتصادية او عسكرية. وتستخدم الشائعة وتنتشر في وقت الأزمات الاجتماعية والوطنية ولذلك فان زمن الحرب هو انسب وقت لتلك الإشاعات ونشرها حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسي لتصديق كثير من الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظرا لحالة التوتر النفسي الذي يعيشونه ولذلك فان كثيرا من الدول أدركت ذلك أخذت تستخدم الشائعات كأحد وسائل الحرب النفسية المهمة.

وتعتمد الشائعات التي تستخدم في الحرب على نوعين إشاعات الخوف وإشاعات الرغبة . وإشاعات الخوف بما تنطوي علية من إنذار بالخطر تهدف إلى الكف من ثقة الشخص بالنهاية المظفرة لمجهوداته الحربية ، فهي إذا كانت تولد قلقا لا لزوم له كانت أحيانا تؤدى إلى نظرة انهزامية..!

شائعات الرغبة من ناحية أخرى تحتوى على تفاؤل ساذج. إذ تؤدى إلى القناعة والرضي عن الحال والخنوع وقبول أي حال ممكن..! وهنا اقول لابد من عرض الحقائق للجمهور أهم من تكذيب الشائعة لان في تكذيبها تكرار لها مما يؤدي الي تصديقها احيانا !

افتعال الأزمات وحبك المؤامرات كما تتجه بعض القنوات الإعلامية المعادية من خلال استغلال حادث او حوادث معينة قد تكون بسيطة ولكن يتم استغلالها لها بنجاح من اجل خلق أزمة تؤثر في نفسية العدو وتستفيد منها الدولة المستخدمة لهذا الأسلوب .

ومن الأساليب ايضا: إشارة الرعب والفوضي من خلال استغلال عاطفة الخوف لإرهاب الشعوب وإخضاعها من خلال استخدام الوسائل المختلفة لخلق حالة من الزعر والفوضى يسهل علي طريقها السيطرة والتغلب عليها.!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل