المحتوى الرئيسى

شعب طيب.. وحكومة خبيثة! | المصري اليوم

11/01 06:18

الشعب الإثيوبى- في الغالب- من الشعوب شديدة التدين.. وقد رأيتهم يخرجون إلى الكنائس، حتى لو كانت في عمق الجبال، في صفوف تتحرك بهدوء لافت للنظر.. يرتدون جلابيب بيضاء، وأغطية رأس بيضاء كذلك.. صفوف وراء صفوف ينتعلون نوعًا من الصنادل المصنوعة من جلود الحيوانات، والقلة منهم تمسك مظلات «شماسى» تحميهم من أشعة الشمس.. أما السيدات فيحرصن على وضع غطاء أبيض للرأس، وبعض هذه الصفوف تشدو بتراتيل مسيحية بصوت رخيم يذكرنى بنداءات المسلمين التي يشدون بها قبل صلاة العيد.

ورأيتهم يبنون بعض كنائسهم محفورة داخل كهوف الجبال، ويدخلونها عبر ممرات ضيقة، تحميهم ممن يفكر في الاعتداء عليهم أيام الاضطهاد الدينى.. وهى كنائس «مخفية» لا تُرى من السماء لأنها جيدة التمويه.. وحتى تلك الكنائس التاريخية، التي يعود عُمر بعضها إلى مئات كثيرة من السنين.. وهى مخفية في جزر تكاد لا تراها العيون وسط بحيرة تانا التي ينبع من شطها الجنوبى نهر أباى الكبير، الذي هو النيل الأزرق، وذلك بالقرب من مدينة أو قرية بحر دار.. وذهبت ورأيت تلك الكنائس المبنية من الأخشاب وأغصان الأشجار، ولا يسمح لك بدخولها إلا بعد خلع الأحذية.. لأنها مقدسة.. وهذه الكنائس- وسط بحيرة تانا- هي السبب في فشل فكرة استخدام بحيرة تانا كبحيرة تخزين لمياه النيل تسحب منها مصر بديلًا لأى مشروعات أخرى لتخزين المياه.. إلى أن حسم المهندس عثمان محرم، وزير الأشغال الوفدى، الأمر، وصمم أن يكون خزان مصر للمياه ليس في إثيوبيا حيث المنابع، وليس حتى في شمال شرق السودان، بل يجب أن يكون هذا الخزان داخل الأرض المصرية.. تحسبًا للظروف السياسية.. والآن تأكدنا من حسن ظن عثمان محرم باشا.

** وإذا كانت أغلبية قبائل أورومو المسلمة تعيش في الجزء الشمالى الشرقى من إثيوبيا، وهم ثانى أكبر كتلة سكانية في إثيوبيا «35٪» بعد أول تكتل مسيحى هم من قبائل أمهرة «38٪»، ومن أمهرة جاءت معظم الطبقة الحاكمة، إلا في السنوات الأخيرة عندما وصل مسلم هو آبى أحمد «إلى رئاسة الحكومة».

وقد زرت إثيوبيا مرتين.. تعمقت في معظم مناطقها جوًا وأرضًا وإثيوبيا تحت حكم قبائل أمهرة.. ورأيت الرعاية الكاملة للكنائس المسيحية.. ورأيت في نفس الوقت «التجاهل» والإهمال للمساجد وأيضًا للمدارس الإسلامية، على قلتها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل