المحتوى الرئيسى

لماذا تكثر حالات انهيار العقارات بالإسكندرية؟

10/30 16:37

تطالعنا طوال الوقت حالات لانهيار عقارات بالإسكندرية، ما بين تداعي تام لكل الأدوار أو حالات انهيار حزئي، كان أشهرها عقار الأزاريطة الذي مال على العقار المواقع في الجهة المقابلة له، الأمر الذي يفرض على الأذهان سؤال يلح عليهم باستمرار، لماذا تنهار عقارات إسكندرية، لماذا تكثر فيها بالتحديد حالات تداعي المباني.

طبقًا للتقرير الصادر عن عام 2016، فإن مصر شهدت 661 حادث انهيار لعقارات في 26 محافظة، وكان لمحافظة الإسكندرية نصيب الأسد، فمن 2014 إلى 2016، تم تسجيل 184 حادثًا، أي ما يزيد على ربع حوادث انهيار العقارات كان من نصيب المحافظة.

في تصريحات صحفية تقول سمر شلبي نقيب المهندسين بالإسكندرية، إن هناك عدة أسباب وراء انهيار عقارات الإسكندرية، أهمها أن المحافظة هي الأعلى في نسبة مخالفات البناء لأنها شريطية محدودة المساحة وليس لها امتداد عمراني في العمق، وهو ما يتسبب في التوسع الرأسي المخالف بالمحافظة، كما أن الإسكندرية ذات طبيعية خاصة في التربة، فالمدينة مبنية على أنقاض مدينة قديمة، بالإضافة إلى أن أغلب المناطق فيها ذات تربة صخرية، ما قد يتسبب في وجود كهوف تحت التربة ولا يتم عمل مجسات للتربة، وبالتالي يتم البناء ومع أقل هزة أرضية أو حركة ينهار الكهف فينهار المبني الوجود فوقه.

تورد نقيب المهندسين بالإسكندرية، سببًا آخر حول انهيار العقارات، وهو اتباع سياسة التصالح مع العقارات المخالفة منذ عهد محافظ الإسكندرية الأسبق عبدالسلام المحجوب، ما جعل المخالفين يتوسعون في البناء لأنهم يعرفون أنهم يمكنهم التصالح، وهو المبدأ الذي تسبب في بناء كثير من العقارات المخالفة، خاصة مع الأخبار المتداولة كل فترة حول قانون للتصالح في مخالفات البناء الذي يدفع المقاولين للتوحش في بناء العقارات المخالفة على أمل التصالح قريبًا، حيث تولي منصب محافظ الإسكندرية في الفترة من 1997 حتى 2006، وهي الفترة التي شهت إقرار التصالح.

يتم هذا الأمر من خلال التحايل وبطرق عدة، فتقول شلبي إن هناك عدة طرق للتحايل في مخالفات البناء بالإسكندرية، منها ظاهرة "الكاحول" وهو استخدام بيانات وهمية في ترخيص البناء سواء بمعرفة صاحب البيانات كحالة عقار الأزاريطة أو دون معرفته، بالإضافة إلى ما يعرف بشهادة التحلل، حيث يقوم المهندس باستخراج الترخيص واستصدار شهادة تحلل من الإشراف على البناء بعد وصول المبني لعدد الأدوار المرخص له بها، كما أن هناك عددا من المقاولين غير مسجلين في الغرفة التجارية أو سجل المقاولين، وبالتالي لا يمكن محاسبتهم.

أما الدكتور السيد سالم أستاذ علم الزلازل ورئيس قسم الجيوفيزياء بهيئة الثروة المعدنية، فيرى أن إهمال المهندسين الجزء الجيولوجي في عملهم، كان سببًا في تكرار انهيارات العقارات بالإسكندرية لأن المحافظة مقامة على مدينة قديمة، خاصة منطقة الأزاريطة القريبة من الميناء، حيث إنها مقامة على أنقاض مدينة قديمة غرقت بفعل الزلازل، وبالتالي فإن إهمال الجانب الجيولوجي يهدد بانهيار المباني.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل