المحتوى الرئيسى

شقيق ضحية الأمطار يروي تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة مروة

10/24 01:45

الساعة 3 عصرًا يوم 22 أكتوبر، خطت "مروة صادق" ذات التسع سنوات، بقدميها الصغيرتين تكسوها البراءة وسط مياه الأمطار التي انهمرت بغزارة بشوارع حي العاشر من رمضان، وهي برفقة زميلتها بعد إنهائهما من إحدى المجموعات الدراسية للعودة إلى منزلهما، لتكون تلك الخطوات هي الأخيرة في حياتها التي أزهقتها أيادي الإهمال.

بخطوات حذرة تعثرت "مروة" في المياه، فتشبث بأحد أعمدة الكهرباء ذات الأسلاك العارية، ليصعق جسدها الضعيف أمام صديقتها في الدراسة، وقُذفت في الهواء من قوة التيار الذي كان يسري بجسدها لتسقط في المياه وجسدها ينتفض، وسط صراخ زميلتها، التي بدورها هرعت إلى أسرة التلميذة صاحبة القلب الطيب، بحسب وصف شقيقها عبد المجيد صادق لموقع "صدى البلد".

وفور أن أبلغت زميلة "مروة"، أسرتها هرع والد الطفلة ووالدتها نحو مكان الحادث بحي 14 التابع لدائرة قسم ثانٍ العاشر من رمضان، ليجد ابنته تصارع الموت وسط مياه الأمطار، محاولًا إنقاذها ليتم منعه من قبل أحد المتواجدين، الذي أبلغه بأنه في حال نزوله إلى المياه سيلقى مصرعه هو الآخر، بسبب سريان الكهرباء من جسد ابنته في مياه الأمطار، ليقف عاجزا في حالة من الانهيار التام.

لم يمنع ذهول وانهيار الأب من التصرف والاتصال بالشرطة ورجال الإسعاف، لإنقاذ ابنته وانتشالها من المياه متشبثًا بأمل في أن تكون لا تزال على قيد الحياة، إلا أن عربة النجدة أتت متأخرة في حال ورود البلاغ إليها، بينما رجال الحي وصلوا إلى مكان الضحية بعد ساعة من وقوع الحادث، حيث طلب الأهالي بفتح مصارف المياه المغلقة، إلا أن المسئولين عن الحي رفضوا تلبية هذا الأمر، تاركين "مروة" تلفظ أنفاسها الأخير وسط دموع سكان المنطقة وأهل الطفلة.

وبعد فترة من الزمن، انتشل المسئولون عن الحي، جثة "مروة"؛ عبر لودر وسط صراخ وعويل المتواجدين بمكان الواقعة المؤلمة، التي انتفض لها قلوب أهالي المنطقة الذين كان يعشقون الطفلة ويصفونها بالمحبوبة والنجيبة، وفقًا لتعبير "عبدالمجيد صادق" شقيق الضحية.

وحين تمكن اللودر من انتشال جثمان الطالبة الهامد، حملها والدها ورجال النجدة إلى عربة الشرطة، ليهرعوا بها على الفور إلى مستشفى 19 المتواجدة بالقرب من الحي العاشر، ليبلغ الأطباء والد الفتاة الذي يعمل كبير ممرضي بأحد المستشفيات بأنها فارقت الحياة إثر تلقيها شحنة هائلة من الكهرباء.

وفي هذه الأثناء كان عبد المجيد شقيق "مروة" الأكبر البالغ 22 عامًا، خارج المنزل وعندما وصل "عبد المجيد" بحسب روايته لموقع "صدى البلد"، وجد والديه في حالة من الانهيار، وهما يحملان شقيقته الصغرى لنقلها إلى المستشفى، ليجري بعدها عدة اتصالات بأصدقائه ليساعده في هذه المحنة، ويتمكن من إنهاء إجراءات دفن شقيقته ليودعها إلى مثواها الأخير في جنازة مهيبة، وذلك بأن اجرى والده "صادق" محضر صلح بالنيابة، لكي يستطيع دفن ابنته وفقًا الإجراءات القانونية.

البكاء والحسرة هي الحالة التي تسود أسرة "مروة" وأشقاءها الثلاثة وأهالي المنطقة الذين ظلوا يتداولون فيديو انتشال جثمان "مروة" التلميذة المتوفاة من مياه الأمطار في مشهد أثار غضب رواد مواقع في الساعات الماضية وسط مطالب بمحاسبة كل مسؤول متسبب في وفاة التلميذة التي لا تزال تخطو نحو عمرها العاشر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل