المحتوى الرئيسى

ماذا يقول نجوم الفن في لبنان عن الحراك في بلادهم؟

10/23 19:55

لم يقتصر تواجد الفنانين اللبنانين بالشارع اللبناني، الذي يشهد حراكا شعبيا ضخما للمطالبة برحيل الحكومة الحالية، على ترديد بعض أغانيهم الوطنية من طرف المتظاهرين المطالبين بالتغيير، بل يشارك عدد كبير من الفنانيين والشخصيات العامة اللبنانية فعلياً في التظاهرات، كما هو الشأن بالنسبة للمطربين رامي عياش ووائل جسار، بينما اختار فنانون آخرون، مثل المطربة إليسا والمخرجة نادين لبكي، التعبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تأييدهن للمتظاهرين ودعمهن لمطالبهم.  

وتعد المواقف السياسية لعدد من الشخصيات العامة والفنانين أكثر وضوحا مقارنة بمواقف آخرين، فعلى سبيل المثال غردت المطربة نجوى كرم منذ بضعة ساعات مطالبة الجيش اللبناني بعدم التعرض للمتظاهرين، مذكرة بسلمية المظاهرات. ويأتي ذلك بعد تداول متظاهرين لصور ومقاطع فيديو قيل إنها تظهر محاولات أفراد من الجيش لفتح الطرقات، في ظل الحديث عن نية عناصر موالية لحزب الله محاولة فض الاعتصام بالقوة في عدد من المناطق. 

ورفض الإعلامي ونجم البرنامج التليفزيوني  Arab Got Talent على جابر أيضا، عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، أي تحرك من الجيش ضد المتظاهرين حيث تحدث عن أسفه لما وصفه بـ "وضع الجيش بمواجهة الناس".

أما المطربة كارول سماحة فهي ليست فقط من أوائل الفنانات التي عبرن بوضوح عن موقفها الداعم للتظاهرات، بل شاركت صراحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بآراء سياسية قوية، مطالبت بـ "فصل الدين عن السياسة وتكوين مجتمع مدني علماني حر".

كما عبرت سماحة أيضا، في تغريدة اخرى على موقع تويتر، عن دهشتها مما وصفته بـ "تغاضي وصمت بعض الفنانين اللبنانيين" مما تشهده لبنان حاليا من حراك شعبي.

وأخذ تفاعل عدد آخر من المشاهير مع "الحراك" في لبنان شكلا مختلفا. فوفقا لتقارير إعلامية، اقتحم أمس الثلاثاء عدد من الفنانين مقر التلفزيون اللبناني احتجاجاً على التغطية الإعلامية للمظاهرات حيث وصفوها بـ "عدم المهنية والانحياز للطبقة السياسية بعيدا عن مطالب المتظاهرين".

ومع إسراع عدد كبير من الشخصيات العامة والفنانين اللبنانيين للتعبير عن دعمهم لمطالب المتظاهرين، قالت الممثلة نادين نجيم في تصريحات إعلامية لقنوات عربية، "إنها تركز على المطالب والحقوق بغض النظر عن الأشخاص الموجودين بالحكم". وجاء تصريح نجيم بعد سؤالها عن عدم خوفها من تصنيفها على جهة معينة على حساب أخرى.

ورفضت نجيم، وشاركتها في رفضها الممثلة كارمن لبس، اتهامات البعض لهم بـ "عدم شعور المشاهير بالفقراء لكونهم مشاهير"، قائلة: "تركت اولادي وضحيت وشاركت، فأين أنتم"، متحدثة عن من يوجهوا لها الاتهامات ولا يشاركون بأنفسهم في التظاهرات.

عدد آخر من الفنانين، وفي مقدمتهم المطربين وائل كفوري وهيفاء وهبي ونانسي عجرم، اكتفوا تقريبا بالحديث فقط عن "الوحدة" بين طوائف الشعب المختلفة دون الإشارة إلى أي تفاصيل سياسية.

وربما المشاركة الأقوى عاطفيا كانت للممثلة نادين الراسي، والتي ظهرت بمقطع فيديو حاملة إطار سيارة وهي تبكي وتتحدث عن مرورها بأزمة مالية ومعاناتها من الديون وعدم القدرة على استئجار منزل قائلة: "بلدي لا يحميني ولا يحميكم"، لينتهي مقطع الفيديو بقيامها بحرق إطار السيارة. 

وفي مؤتمر صحفي، علق المطرب راغب علامة على الحراك الشعبي في لبنان قائلا: "الفساد السياسي لابد أن يولد انفجار بشري في مكان ما".

إلا أن المطرب اللبناني وزميلته نانسي عجرم، بالإضافة إلى المطربة ماجدة الرومي، أثاروا غضب عدد من المغردين المصريين والسوريين بآرائهم الداعمة للحراك الشعبي في لبنان، حيث أشارو إلى ما اعتبروه "ازدواجية معايير لديهم" لما عبروا عنه مسبقا من دعم لعدد من الحكام العرب.

وحاولت الإعلامية اللبنانية ليليان داوود توضيح مواقف عدد من الفنانيين اللبنانيين من الأنظمة الحاكمة في بعض دول العالم العربي، إذ أشارت إلى قيام راغب علامة وجوليا بطرس وماجدة الرومي ونانسي عجرم من قبل بـ "مدح ديكتاتور عربي"، لكنها استثنت إيليسا من فعل ذلك.

إنها واحدة من أكبر الأزمات التي يواجهها لبنان منذ سنوات. ففي عام 2015 ظهرت على السطح أزمة نفايات كبرى أدت إلى وجود حركة احتجاجات ضخمة تحت اسم "طلعت ريحتكم"، وطالب المحتجون باستقالة الحكومة. وتنتج العاصمة بيروت وحدها يوميا مئات الأطنان من النفايات ينتهي الأمر بمعظمها إلى مكبات نفايات غير قانونية أو يتم إلقاؤها مباشرة في البحر، وما تزال أزمة النفايات لم تحل حتى في عام 2019.

يعاني لبنان من أحد أعلى معدلات الدين العام في العالم بالنسبة لحجم الاقتصاد. وتضرر النمو الاقتصادي بسبب النزاعات وعدم الاستقرار في المنطقة. وبلغ معدل البطالة بين الشباب أقل من 35 عاما 37 بالمئة. كما يشهد البلد منذ عقود، عدداً من المشاكل التي لم تجد لها الحكومة حلاً مستداماً، ومن بينها نقص في تأمين الخدمات الرئيسية وترهل في البنية التحتية.

تصاعدت نقمة الشارع في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي وشيك. الأزمة المالية، التي خرجت للعلن قبل أيام كبدت عدداً من قطاعات الاقتصاد منها محطات الوقود و المطاحن، خسائر كبيرة، ما دفع بها للتهديد بالإضراب.

يعتمد لبنان بشكل رئيسي على الاستيراد لتلبية معظم الحاجات الأساسية للمواطنين كالقمح والوقود؛ ولهذا بدا أثر الأزمة واضحا في الآونة الأخيرة في الاقتصاد الفعلي، حيث عجز المستوردون عن الحصول على دولارات بسعر الصرف المحدد. وبعد تهديد أصحاب محطات الوقود ومستوردي المحروقات بالإضراب، أعلنت نقابة أصحاب الأفران في لبنان عن الإضراب والتوقف عن بيع الخبز، إلى أن تجد الحكومة حلاً لـ"أزمة الدولار".

الأزمات المتتالية على البلد وتفاقمها من دون إيجاد حل مستدام لها من قبل الحكومة، أثار موجة غضب بين اللبنانيين الذين لجأ عدد منهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن سخطهم من الوضع الاقتصادي المتردي للبلد وآثاره التي بات يعاني منها المواطن اللبناني والتي طالت حتى رغيف خبزه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل