المحتوى الرئيسى

واشنطن: فرار أكثر من 100 أسير داعشي في سوريا

10/23 22:38

شنّت تركيا، الأربعاء قبل الماضي، عدوانا عسكريا على الشمال السوري، ضد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، التي أبدت خشيتها من أن يُؤدي ذلك في عودة تنظيم داعش الإرهابي، الذي تحتجز قوات سوريا الديموقراطية الآلاف من مقاتليه وأفراد عائلاتهم في سجون ومخيمات مكتظة، ومنذ الساعات الأولى للعدوان ، رصد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارا من العدوان التركي على المنطقة، بينما أعلنت سلطات الادارة الذاتية الكردية ان 5 إرهابين من "داعش" الإررهابي فروا من سجن قرب القامشلي بعد الغارات التركية.

من جاتبه، قال مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية في سوريا جيمس جيفري، اليوم، إن أكثر من 100 من أسرى تنظيم "داعش" الإرهابي فروا في سوريا عقب الفوضى التي تسبب بها العدوان التركي في شمالي البلاد، مضيفا -امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ردا على سؤال حول الأسرى- "نستطيع أن نقول إن العدد الآن يزيد على 100. لا نعرف أين هم". وأوضح جيفري، أن المقاتلين الأكراد ما زالوا يحرسون اسرى التنظيم الإرهابي، مؤكدا: "لا تزال جميع السجون تقريبا التي كانت تحرسها قوات سوريا الديموقراطية مؤمنة. ولا يزال عناصر تلك القوات موجزدين هناك"، واشار المبعوث الامريكي، إلى أن "نحن نراقب الوضع قدر ما نستطيع. ولا يزال لدينا عناصر في سوريا يعملون مع قوات سوريا الديموقراطية وإحدى أولوياتهم هؤلاء الأسرى".

وهناك حوالى 12 ألف مقاتل من "داعش"،  معتقلون في السجون الكردية بينهم سوريون وعراقيون لكن أيضا 2500 الى 3 الاف اجنبي يتحدرون من 54 دولة بحسب مصادر كردية.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية "المعروفة اختصارا باسم "قسد"، انسحب الاحد الماضي، بشكل كامل من مدينة "رأس العين"، وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، مقره العاصمة البريطانية "لندن"، الاحد الماضي، أن "قسد"، انسحبت بشكل كامل من مدينة رأس العين، حيث خرجت عشرات الآليات العسكرية برفقة القافلة الطبية التي دخلت المدينة، لإخلاء الجرحى ونقل الجثث.

الرئيس الأمريكي: يشيد بنجاح وقف إطلاق النار على الحدود التركية السورية

بدوره، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات التي فرضتها على تركيا، مشيدا بنجاح وقف إطلاق النار على الحدود التركية السورية، وقال في كلمة تليفزيونية، في وقت سابق من صباح اليوم، أبلغت الحكومة التركية الإدارة الأمريكية بأنها ستوقف العدوان في سوريا ما يجعل وقف إطلاق النار دائما لذا، أمرت وزير الخزانة برفع جميع العقوبات التي فرضت على أنقرة في 14 أكتوبر.

وكانت تركيا وافقت الخميس الماضي، على تعليق عدوانها في شمال شرق سوريا وإنهائه إذا انسحبت القوات الكردية من هذه المنطقة خلال خمسة أيام، وذلك بموجب اتفاق انتزعه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في أنقرة. وجاء إعلان ترامب بعد اتفاق تم التوصل إليه أمس الثلاثاء في "سوتشي" الروسية، ستعمل روسيا وسوريا بموجبه "على تسهيل" إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود. وقال ترامب إن بعض الجنود سيبقون في حقول النفط السورية رغم الانسحاب الأوسع من البلاد، مضيفا "اننا نضمن أمن النفط. وبالتالي، سيبقى عدد محدود من الجنود الأميركيين في المنطقة حيث النفط"، وحذر الرئيس الامريكي، من أن العقوبات "القاسية" يمكن إعادة فرضها إذا فشلت تركيا في الوفاء بالتزامها بحماية الأقليات الدينية والعرقية.وبعد ساعات على إعلان واشنطن اتفاقا لوقف إطلاق النار، الخميس الماضي، شنّ الطيران التركي غارة جوية أسفرت عن مقتل مدنيين في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرقي سوريا مع استمرار الاشتباكات المتقطعة في مدينة حدودي.

برلين تدعو لحل دولي أوسع للنزاع

من جانبها، انتقدت ألمانيا، اليوم، الاتفاق الذي أبرمته روسيا وتركيا لإخراج المقاتلين الأكراد من الحدود "السورية التركية"، ودعت إلى حل دولي أوسع للنزاع، وقال ستيفن سيبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للصحفيين: "من المهم ألا يقتصر العمل الدولي لحل هذه الأزمة على تركيا وروسيا"، مضيفا: "على أوروبا التعامل مع الأحداث التي تجري حالياً على حدود قارتنا، لأنها قضايا تؤثر بشكل مباشر على العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".

وكانت روسيا وتركيا، اتفقتا أمس الثلاثاء، على ضمان انسحاب القوات الكردية من مناطق سورية محاذية لتركيا اضافة الى البدء بتسيير دوريات مشتركة فيها في اتفاق أشاد به الرئيس التركي رجب طيب اردوغان معتبراً إياه "تاريخياً". وبموجب الاتفاق، تسهّل موسكو انسحاب وحدات "حماية الشعب" الكردية من مساحات تمتد بين نهر الفرات والحدود العراقية، كما تحتفظ تركيا بمنطقة اخرى في شمال شرقي سوريا ينتشر فيها جيشها بين بلدتي راس العين وتل أبيض وطولها 120 كلم سيطرت عليها خلال عدوانها الذي شنته في 9 اكتوبر الجاري ضد وحدات حماية الشعب الكردية، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس".

وشنت تركيا عدوانا عسكريا، بدأ الأربعاء قبل الماضي، على الشمال السوري؛ مما أسفر عن حملة إدانات دولية واسعة للعدوان التركي، وتهديدات أمريكية بضرب الاقتصاد التركي، فيما حذرت عدة دول من أن العدوان على شمال شرق سوريا قد يحيي خطر تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، كما أعلنت دول أوربية تعليق صادرات السلاح إلى تركيا على خلفية هذا العدوان.

وزيرة ألمانية: تركيا ضمت أرضاً في انتهاك للقانون الدولي

ورحبت وزيرة الدفاع الألمانية أنجريت كرامب-كارنباور باستمرار وقف إطلاق النار في سياق الاتفاق، ولكنها رفضت الاتفاق بشكل عام ووصفته بأنه غير كاف، وقالت المسؤولة الألمانية: "لا تزال الحقيقة أن تركيا ضمت أرضاً في انتهاك للقانون الدولي. وقد نزح الناس ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي".وأشارت كارنباور، إلى أنها ستثير مخاوفها واقتراحها المثير للجدل بنشر قوات دولية لإنشاء منطقة أمنية في شمال شرقي سوريا، خلال اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي يبدأ غدا الخميس في بروكسل. وقوبلت المبادرة التي طرحتها الوزيرة الألمانية بدعم من ميركل، باعتراض مسؤولين كبار في "الحزب الاشتراكي الديموقراطي"، الشريك الأصغر في الائتلاف اليميني اليساري الحاكم في ألمانيا، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس". وبدوره، اوضح وزير الخارجية هايكو ماس للصحفيين، أمس الثلاثاء أن الفكرة أثارت "درجة معينة من الغضب" بين حلفاء ألمانيا في الاطلسي.

وفي سياق متصل، اشادت السفيرة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، كاي بايلي هاتشيسون، اليوم، بالفكرة التي طرحتها ألمانيا لمشاركة أوروبا بما يسمى "منطقة آمنة" داخل سوريا، إلا أن الدول الاخرى في الحلف أعربت عن تحفظاتها حيال ذلك. ومن المتوقع أن يهيمن العدوان التركي، العضو في الحلف، في شمالي سوريا على اجتماع وزراء دفاع الاطلسي في بروكسل غدا الخميس وبعد غد الجمعة. وقالت السفيرة الأمريكية،إن بلادها أشادت بالفكرة التي أطلقتها وزيرة الدفاع الألماني حول انتشار قوات دولية في منطقة امنة في شمال شرقي سوريا، واضافت هاتشيسون إن فكرة "تشكيل مجموعة أوروبية تكون ضمن قوات حفظ السلام إيجابية بالتأكيد".

وأمس الاول الاثنين صرحت كارنباور لإذاعة "دويتشه فيله" الالمانية، أن إقامة "منطقة آمنة" يمكن أن يسمح لقوات دولية وضمنها قوات أوروبية باستئناف القتال ضد الإرهاب وضد "داعش" الإرهابي وتحقق كذلك استقرار المنطقة حتى تصبح عودة الحياة المدنية أمراً ممكناً مرة أخرى. وأشارت السفيرة الأمريكية، إلى "إذا طلب الأتراك المزيد من المساعدة من المجتمع الدولي، فأعتقد أن الأوروبيين يمكنهم أن يقدموها، وأعتقد أن الوزيرة الألمانية إلى جانب فرنسا والمملكة المتحدة يمكن أن يستجيبوا لهذه الدعوة وسيكون ذلك أمراً إيجابياً".

دبلوماسيون في "الناتو":انقرة معزولة داخل الحلف

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل