المحتوى الرئيسى

وزير الأوقاف في السيدة نفيسة: للإسلام معنيين عام وخاص

10/23 17:45

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنه في إطار الحملة العالمية (هذا هو الإسلام) التي أطلقتها وزارة الأوقاف بعشرين لغة، وبمشاركة واسعة من الباحثين وبحضور وزراء ومفتين من مختلف دول العالم، وتحت هذا المفهوم الواسع تأتي هذه الندوة حول موضوع في غاية الأهمية وهو الصحة، وبصفة أخص عن موضوع: "رفع الوصمة عن المريض النفسي بصفة خاصة وعن المريض بصفة عامة، وذكر أن للإسلام معنيين: معنى خاص وهو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت، وله معنى عام أعمق وأوسع: وهو ما بينه النبي (صلى الله عليه وسلم ) في قوله: الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناس مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ".

وأضاف جمعة خلال كلمته بالندوة التي نظمتها وزارة الأوقاف بمسجد السيدة نفيسة أن المسلم الحقيقي لا يمكن إلا أن يكون سلمًا مع نفسه، ومع أهله ومع زملائه، سلمًا للحجر والشجر وللكون كله، وهذا مقياس صحة الإسلام، فإن كان الإنسان يكف أذاه عن الناس فهو مسلم صحيح الإسلام، فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتتصدق إلا أنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لا خير فيها، هي من أهل النار".

وأكد جمعة، أن من يتسم في مظهره بشكل يتصور منه أنه شكل الإسلام ليظهر بمظهر المتدين، وأخلاقه لا تتسق مع أخلاق الإسلام، فهو يصد عن سبيل الله، إذ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، لافتا إلى أن الأذى الذي يتوجه للغير إما أن يكون بالقول أو الفعل، والقول من خلال اللسان، لذا لما سأل سيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه ) سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وإنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فقالَ: "ثَكِلَتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم أو على مَناخرِهِم إلَّا حَصائدُ ألسنتِهِم" فشطحات اللسان من أخطر الأمور على العبد، وأما الفعل فاليد رمز له، فكل من لم يسلم الناس من لسانه ويده فليس بمسلم صحيح الإسلام، ولا بكامل الإسلام بل يكون صادًا عن سبيل الله.

ولفت وزير الأوقاف إلى أن الصحة نعمة عظيمة من نعم الله على الإنسان، وهي تاج على رؤوس الأصحاء لا يعلم حقيقتها إلا من افتقدها، ولهذا إذا أصيب الإنسان بأذى في عينه قال: كل شىء يهون إلا أذى العيون، وكذا إذ أصيب في سمعه يقول إلا السمع، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم ): (نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغُ) والنعمة تزيد بالشكر وتزول بالجحود والكفران، قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ، وقد علم النبي الأمة كيفية شكر النعمة فقال (صلى الله عليه وسلم ): يصْبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صَدَقةٌ: فكُلُّ تَسْبِيحةٍ صدقَةٌ، وكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكْبِيرةٍ صدقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنكَرِ صدقَةٌ. وَيُجْزِيءُ مِنْ ذلكَ ركْعتَانِ يَرْكَعُهُما منَ الضُّحَى، وشكر النعمة ينبغي أن يكون من جنس النعمة، فشكر المال بالإنفاق، وشكر العلم أن تنشره للمحتاجين، وشكر نعمة الصحة أن تعاون الضعيف، وأن تسير مع المحتاج بقوة ساقيك، وترفع معه بقوة ذراعيك، والضعيف ينبغي أن يدعو له، وعلى الأقل الدعاء بالمعافاة، وقديمًا قالوا: لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك وصحيح اليوم قد يكون مريض الغد، والأيام متقلبة، ومريض اليوم قد يكون صحيح الغد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل