ملوثات "سماد طلخا" صداع في رأس البيئة .. وخطط توفيق أوضاع لم تنفذ

انبعاثات النشادر الخانقة التي تنطلق  في سماء مدينتي "المنصورة وطلخا" من مصنع سماد طلخا" شركة الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية، وترصدها وزارة البيئة بوحدات القياس المنتشرة في المصنع، وداخل استراحة محافظ الدقهلية، جعلت وزير البيئة تقرر عمل زيارة مفاجئة للمصنع  لتدارك الأمر وتحثهم على الإسراع في خطة توفيق الأوضاع.

وأكد مصدر مسؤول على أن انبعاثات وحدة غاز النيتريك بالمصنع التي تهدد البيئة تتخطى المعايير القانونية، حيث ينبعث من الوحدة من 2500 إلى 3000 وحدة في المليون في الجو، بينما ينص القانون أن الحد الأقصى 400 وحدة في المليون فقط.

وبدأت إدارة المصنع منذ عام 2015 خطة توفيق أوضاعها البيئية تستغرق 30 شهر بتكلفة 120 مليون دولار، وجزء منها تمويل ذاتي، وقرض من إدارة التلوث الصناعي بوزارة البيئة بقيمة 15 مليون يورو، منهم 10% منحة  إلا أن المدة انتهت في 2018 ولم يجري تنفيذ سوى جزء صغير من خطة توفيق الأوضاع، ووضع جدول زمني لصيانة وحدات اليوريا و النشادر، وكذلك وقف وحدة حمض النيتريك وطلبت إدارة الشركة مد المهلة مرتين انتهت في شهر مايو 2019 ثم مهلة ثالثة لمدة 3 شهور انتهت في أغسطس الماضي ولا تزال الخطة لم تنتهي.

وأصدر جهاز شئون البيئة القرار رقم 625 لسنة 2018 في 28/5/2018 بإغلاق وحدتي النيتريك رقم 2 و4 بالمصنع لمدة شهرين مع إلزام الشركة، خلال تلك المدة بإصلاح الصمامات الخاصة بالوحدتين والسيطرة على انبعاثات غاز الأمونيا الصادرة من تلك الوحدات، مع السماح بتشغيل الوحدة رقم 3 والتي تم تجديدها حديثا.

كما أصدر الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية الأسبق القرار رقم 308 لسنة 2018 فى 27/5/2018 بوقف وحدة إنتاج اليوريا بشركة الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية بطلخا، إيقافا كليا دون المساس برواتب العمال تنفيذا لتعليمات رئيس الوزراء وبالتنسيق مع وزير البيئة بعد التأكد من اللجان الفنية خطورة الوضع داخل الوحدة، على أن يتم متابعة عمليات توفيق الأوضاع البيئية للوحدة لوقف انبعاثات غاز الأمونيا الصادرة عنها والتي تجاوزت الحدود المسموح بها قانونا.

وقال مصدر مسؤول في البيئة، إن المصنع بالكامل قائم كله على النشادر وبداية العملية الإنتاجية من النشادر، وذلك بتفاعل بسيط ومغلق من خلال التفاعل مع الغاز، وتبدأ بعدها مشاكل حامض النيتريك، وعملية تكثيف وتحويلها من نشادر إلي يوريا، والأساس الأمونيا وتدخل في جميع الوحدات وتظهر رائحته بسرعة لأن كثافتها  أقل من الهواء.

وطالب تدخل الدولة لحل هذه الأزمة، وليس بجديد أن تحدث مشاكل في المصنع، ومنذ أكثر من عام تم الاتفاق علي تشكيل لجنة دائمة لمتابعة المصنع، وإحضار أجهزة قياس، وتم وضع جهاز "موبايل لاب" وذلك في استراحة المحافظ، وهذا الجهاز مربوط على الشبكة القومية لرصد الملوثات، وتصل لنا منه التقارير كل ساعة، ويتم رصدها وتصلنا تقارير كل ساعة، وكنا قبل استخدامه لا نعرف عن التقارير شيء إلا بعد أسبوع، وعندما وصلتنا تقارير بوجود زيادة في نسبة النشادر في الهواء أخذا متوسط يومي، والقانون المصري حدد 120 ميكروجرام / متر مكعب، ووصلت إلى أكثر من 300 ميكروجرام .