المحتوى الرئيسى

هل ستكون إيران المستفيد الأكبر من تغير موازين القوى في المنطقة؟

10/22 08:32

انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من شمالي سوريا عسكريا، لكنها لا تزال حاضرة دبلوماسيا. فبعد محادثات مع مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه مستعد لهدنة  في شمال سوريا مدتها خمسة أيام. ومن غير المعروف فيما إذا كان البيت الأبيض ينظر إلى مهمة بنس كبداية لالتزام جديد أم العكس كآخر تحرك لها هناك. لكن المؤكد هو أن الولايات المتحدة قللت من التزاماتها بشكل جلب معه سلسلة من ردود الفعل والتغييرات تمثلت في قيام تحالفات ومراكز قوى سياسية جديدة. وليست هناك دولة في المنطقة مثل إيران تستغل هذه الفرصة وتوظفها لخدمة مصالحها.

بدون تفكير وبدون تخطيط أواستراتيجية أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا ليتسبب في امتعاض داخل حزبه الجمهوري أيضا. فما يهم ترامب هو إعادة انتخابه فقط، كما جاء في تعليق أوليفر ساليت. (09.10.2019)

يهدد الهجوم العسكري الذي تشنه تركيا على شمال شرق سوريا بقلب الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط رأسا على عقب. وهو أمر يطال إسرائيل ويضعها أمام تحديات جديدة نتيجة أخطاء كبيرة على اكثر من صعيد. (17.10.2019)

وبعدما ضربت صواريخ في الـ 14 من سبتمبر/ أيلول منشآت آرامكو اتهمت السعودية والولايات المتحدة، ايران بالوقوف وراء الهجوم. والتي بدورها نفت الاتهامات، لكنها لم تتمكن من تبديد شكوك منتقديها. وأفادت صحيفة "هآريتس" الإسرائيلية أنه إذا أمرت الحكومة في طهران بتنفيذ الهجوم، فإن ذلك نابع من شعور زائد بالثقة بالنفس" "إيران هاجمت العربية السعودية ليس لأنها نتتنهج سياسة جديدة أو لديها أسلحة جديدة، وإنما لأنه يبدو أن ترامب لا يقدم مساندة حقيقية لحليفه".

وهذا التراخي في التحالف العسكري السعودي الأمريكي ظهر منذ مدة طويلة. وأن يبقى الأسطول الأمريكي في منطقة الخليج هادئا، فهذا تنبأت به على ما يبدو طهران، التي لاحظت تماما أن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وكذلك الحرب في اليمن،، قد أثرت بشكل كبير على التعاطف مع السعودية في الكونغرس الأمريكي.

استطاعت إيران تحقيق هدفها الأساسي في سوريا، وهو بقاء حليفها الأسد في السلطة

وبنظرة ثاقبة تتبع ايران أيضا مواطن الضعف الأمريكية في سوريا. ويبدو الوضع واضحا بالنسبة إلى طهران التي ترى أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لها مشروع واضح المعالم في سوريا. ففي عهد الرئيس باراك أوباما أرادت الولايات المتحدة إسقاط نظام الأسد، وفي نفس الوقت أرادت الانتصار على تنظيم "داعش" الإرهابي ومجموعات جهادية أخرى. وكهدف بعيد كانت واشنطن تتطلع إلى إقامة سوريا ديمقراطية.

لكن اليبت الأبيض غفل أن عددا كبيرا من هؤلاء الجهاديين كانوا يقبعون في سجون نظام الأسد. وعندما بدا أن الانتفاضة تزداد قوة وزخما عام 2011، فتح الرئيس السوري أبواب تلك المعتقلات ودفع بالولايات المتحدة إلى التركيز على محاربة هؤلاء الجهاديين.

لكن سلوك إيران كان مختلفا تماما، فقد كان لها مع روسيا ومنذ البداية هدفا واضحا محددا قابلا للتنفيذ وهو بقاء الأسد في السلطة. وتحديد هذا الهدف كان معقولا، لأن الأسد لا يزال في السلطة. ولا يمكن استبعاد روسيا وايران وهما موجودتان في سوريا حتى كفاعلين سياسيين متخفيين في القصر الرئاسي بدمشق حيث لهما الكلمة في اتخاذ القرارات التي يمكن أن تكون لها انعكاسات كبيرة حتى على أوروبا.

فكيف يتعامل الأسد مع السوريين؟ وكيف سيكون سلوكه تجاه الأكراد الذين طلبوا المساعدة منه لمواجهة تركيا؟ هل سيكون متفهما لموقفهم أم سيتركهم يشعرون بالقسوة بعدما سيطروا لسنوات على مناطق في شمالي البلاد؟

وقد يكون الترحيب بإيران كقوة حامية في سوريا، إلا انها تبقى هي القوة المحركة لشيطنة اسرائيل، حملة قد ينضم إليها الأسد من جديد. فالكراهية ضد إسرائيل التي يروج لها النظام في إيران ظهرت طوال عقود كوسيلة ناجعة لرص الصفوف.

وعلى أساس هذه القوة العسكرية يمكن أن يكون سلوك إيران إيجابي مع جيرانها في المنطقة. وقال مؤخرا وزير النفط الإيراني لوكالة أنباء شانا الإيرانية "نريد أن نكون أصدقاء مع جميع بلدان المنطقة"، وأضاف "إن عدونا اللدود موجود خارج الشرق الأوسط".

أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.

أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".

في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.

أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.

أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.

نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل