المحتوى الرئيسى

قصة على بن أبى طالب والدرع واليهودى والقاضى شريح.. باطلة لم تثبت وهنقولك ليه - فالصو

10/22 06:02

من القصص الشهيرة التى تربينا عليها وسمعناها كثيرا كلما ذكرنا العدل مع غير المسلمين، وأنه يتساوى فى الإسلام الأمير مع عوام الشعب حتى ولو كان يهوديًا ومن عوام الناس يتساوى بينه وبين الأمير المسلم ولو كان له حق أخذه من الأمير، بالفعل ذلك حكم الله تعالى وشرعه الحكيم، لكن هذه القصة باطلة رغم أن الإسلام- بالفعل يأمر بالتساوى بين البشر جميعًا فى المعاملات، وأنهم جميعا متساوون فى الحقوق والواجبات.

روى أبو نعيم – رحمه الله – فى الحلية، أن على  بن أبى طالب رضى الله عنه وجد درعًا له عند يهودى التقطها، فعرفها – أى على – فقال: درعى سقطت عن جمل لى أورق، فقال اليهودى درعى وفى يدى، ثم قال له اليهودى: بينى وبينك قاضى المسلمين، فأتوا شريحًا، فلما رأى عليًا قد أقبل تحرف عن موضعه، وجلس على فيه ثم قال على: لو كان خصمى من المسلمين لساويته فى المجلس، ولكنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تساووهم فى المجلس، وألجئوهم إلى أضيق الطرق، فإن سبوكم فاضربوهم، وإن ضربوكم فاقتلوهم.

ثم قال شريح: ما تشاء يا أمير المؤمنين؟ قال: درعى سقطت عن جمل لى أورق والتقطها هذا اليهودي، فقال شريح: ما تقول يا يهودى؟ قال: درعى وفى يدي، فقال شريح: صدقت، والله يا أمير المؤمنين، إنها لدرعك، ولكن لا بد من شاهدين فدعا قنبرًا مولاه والحسن بن علي، وشهدا أنها لدرعه، فقال شريح: أما شهادة مولاك فقد أجزناها، وأما شهادة ابنك لك فلا نجيزها، فقال على: ثكلتك أمك، أما سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة . قال: اللهم نعم، قال: أفلا تجيز شهادة سيد شباب أهل الجنة  والله لأوجهنك إلى بانفيا – ناحية من الكوفة – تقضى بين أهلها أربعين يومًا، ثم قال لليهودى: خذ الدرع، فقال اليهودى: أمير المؤمنين جاء معى إلى قاضى المسلمين، فقضى عليه ورضي، صدقت والله يا أمير المؤمنين، إنها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطها، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فوهبها له علي، وأجازه بتسعمائة، وقتل معه يوم صفين .

أما السند الثانى: فهى أنه لما توجه على إلى حرب معاوية افتقد درعًا له، فلما انقضت الحرب ورجع إلى الكوفة أصاب الدرع فى يد يهودى يبيعها فى السوق، فقال له على: يا يهودي، هذه الدرع درعي، لم أبع ولم أهب، فقال اليهودى: درعى وفى يدي، فقال على: نصير إلى القاضي، فتقدما إلى شريح، فجلس على إلى جانب شريح، وجلس اليهودى بين يديه فقال على: لولا أن خصمى ذمى لاستويت معه فى المجلس، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صغروا بهم كما صغر الله بهم.

 فقال شريح: قل يا أمير المؤمنين، فقال: نعم، إن هذه الدرع التى فى يد اليهودى درعي، ولم أبع ولم أهب، فقال شريح: ما تقول يا يهودى؟ فقال: درعى وفى يدى فقال شريح: يا أمير المؤمنين بينه، قال: نعم، قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي، قال: شهادة الابن لا تجوز للأب، فقال: رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.. فقال اليهودى: أمير المؤمنين قدمنى إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن الدرع درعك، كنت راكبًا على جملك الأورق، وأنت متوجه إلى صفين، فوقعت منك ليلًا فأخذتها، وخرج يقاتل مع على الشراة بالنهروان فقتل .

هذه القصة فى سبل السلام للصنعاني، فى كتاب القضاء باب تسوية القاضى بين الخصوم فى المجلس، عازيًا لها إلى الحلية، وهى تشد القارئ لما اشتملت عليه من العدل والإنصاف من أمير المؤمنين على رضى الله عنه؛ وقاضيه شريح بن الحارث الكندى رحمه الله، ذكرها كتاب الأباطيل للجوزقاني، فإذا هو يذكر القصة فى الأباطيل والقصة لا تصح.

وقد ذكر القصة الذهبى فى الميزان فى ترجمة أبى سُمير حكيم بن خِذام.. وذكر الحافظ الذهبى أن أبا حاتم قال: إنه متروك الحديث وقال البخارى منكر الحديث يرى القدر .. فعلم بذلك أن القصة ضعيفة جدًا من طريق سمير هذا .

والجوزقانى رحمه الله ذكرها فى الأباطيل وقال: هذا حديث باطل تفرد به أبو سمير، وهو منكر الحديث إلى آخر ما ذكره .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل