المحتوى الرئيسى

خالد الشناوي يكتب: انفلات قيمي أم أزمة أخلاق؟

10/21 16:56

لا شك أن غياب وانفلات الأخلاق بات ظاهرة خطيرة تؤثر بالسلب علي تعاملات بني البشر وتهدم حضارات وثقافات وعادات كنا قد تربينا عليها منذ الصبا والطفولة.. وأن مثل تلك الظاهرة هي من الخطورة بمكان حيث تقضي علي تماسك وأمن المجتمع بكافة الأشكال والصور .

وجميعنا قد عاش هذه المشكلة الغريبة منذ سنوات ليست ببعيدة بعد ثورة ٢٥ يناير حيث زادت يومها حدة الانفلات لدي البعض، بل وأصبح كل من له حق ومن ليس له حق يرتدي قميص الثورة ويعتدي علي المال العام والخاص.

ناهيك عن سعيه لترويع المواطنين وتعطيل مصالحهم من خلال قطع الطرق والتعدي علي المرافق العامة أو التعدي علي الأشخاص بالقول أو الفعل!

والأدهى من هذا كله أن انتشرت ظاهرة السب واللعن بألفاظ خادشة للحياء خاصة بين الأوساط الشبابية في الطرق والميادين العامة بلا أدنى رقابة أسرية أو حتى قانونية !

فلماذا لا تشكل الدوريات الأمنية لملاحقة هؤلاء الذين يعيثون في الأرض فسادا ...فتراهم يقتادون الكلاب الضالة لترويع المارة تارة أو يعاكسون الفتيات في الشوارع العامة بألفاظ خادشة للحياء تارة أخرى!

بدأت المصطلحات الغريبة التي تحمل الكثير من المعاني السيئة تلوث الآذان وتجرح مشاعر الناس وتنتشر فيما بينهم!

ولا غرو أن ابتعاد الناس عن منهج الإسلام وعدم اقتدائهم بالرسول الأعظم (عليه الصلاة والسلام) وأخلاقه أدي إلي انحراف أخلاقي مجتمعي واضح وقد نما بشدة حينما أخطأ البعض ورأي الثورة من منظور مغاير لمعناها الأصلي واعتبرها حرية مستباحة يهدد بها حياة الآخرين ويعتدي عليهم وينشر بينهم ثقافة الانحطاط التي كادت أن تهدد بانهيار المجتمع الذي أصبح في حالة يرثي لها جراء تردي الأوضاع الأخلاقية وانهيار منظومة القيم والمثل والمبادئ وقتذاك!

إن غياب الوازع الديني وانحسار مفهوم الإسلام لدي البعض في الصلاة والزكاة والصيام هو أحد أكبر الأخطاء التي تسببت في اختفاء معالم الأخلاق الفاضلة.. فالدين المعاملة والإسلام دين الأخلاق القويمة ودين المعاملة الكريمة ويظهر ذلك جليا في حديث النبي- صلي الله عليه وسلم – "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وفي قوله – صلي الله عليه وسلم:“إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا”.

ولقد كان هذا واقعًا عمليا في حياة المسلمين، فكان رسول الله – صلي الله عليه وسلم – يؤلف أصحابه ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ..

وكان يتفقد أصحابه ويعطي كل من جالسه نصيبه لا يحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه .. من جالسه أو قاربه لحاجة صابره . حتي يكون هو المنصرف عنه .. ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها . أو بميسور من القول .. قد وسع الناس بسطة وخلقة . فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء . وكان دائم البشر . سهل الطبع . لين الجانب.

ولا شك أن الوضع أصبح مؤرقًا وأن الحياة في ظل هذه الأخلاق المتدنية أصبحت حياة فاترة تخلو من حرارة الشوق وتتسبب في تنشئة جيل ضائع لا يعي الأخلاق ولا يستطيع التحلي بها. 

ومما يساهم في ذلك كثرة المواقع الإباحية والقنوات ذات المضمون الفارغ والصحف الصفراء التي تستحل المحرم وتعمي أبصارًا وتصم آذانًا عن أخلاقيات فاضلة وتدنو بالمستوي الفكري لمتلقي يستقي معلوماته وثقافته من آلات يتحكم بها أشخاص هم أبعد ما يكونون عن الأخلاق.. مؤكدًا ان الأخلاق هي التي توضح سلوك شخصية الإنسان في كل زمان ومكان بغض النظر عن عرقه ولونه وديانته ..

أين دور الأسر الرقابي؟ وأين الدور التعليمي؟ وأين ذهبت مراكزنا الثقافية ؟ فهل من عودة راشدة تصحح المفاهيم رحمة بشبابنا المغيب؟ أم أن أغاني المهرجانات الساقطة هي القدوة والمثل؟ لماذا لا نعود بالفن إلى أصالته؟ فهل بيكا وشطا ومحمد رمضان هم الفيصل في تحديد مسار فلذات أكبادنا؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل