المحتوى الرئيسى

حضور إبليس اجتماع دار الندوة على هيئة رجل من نجد لقتل النبى.. حكاية ملهاش أساس - فالصو

10/20 22:00

رُوِى عن ابن عباس قال: «لما عرفت قريش أن رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام قد كانت له شيعة وأصحاب من غير بلدهم ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم، عرفوا أنهم قد نزلوا دارًا أصابوا منهم منعة فحذروا خروج رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام فاجتمعوا له فى دار الندوة وهى دار قصى بن كلاب، التى كانت قريش لا تقضى أمرًا إلا فيها فيتشاورون فيها ما يصنعون من أمر رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام حين خافوه، فلما اجتمعوا لذلك، فى ذلك اليوم الذى استعدوا له.

وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة، اعترض لهم إبليس فى هيئة رجل شيخ جليل عليه بت- يعنى كساء غليظ من صوف أو وبر- فوقف على باب الدار فلما رأوه واقفًا على بابها، قالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجدٍ، سمع بالذى تعدون له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى أن لا يعدمكم منه رأيًا ونصحًا، قالوا: أجل، فادخل، فدخل معهم، وقد اجتمع فيها أشراف قريش من كل قبيلة: من بنى عبد شمس: عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب، ومن بنى نوفل بن عبد مناف: طعيمة بن عدي، وجبير بن مطعم، والحارث بن عامر بن نوفل، ومن بنى عبد الدار بن قصي: النضر بن الحارث بن كلدة، ومن بنى أسد بن عبد العزى: أبو البخترى بن هشام، وزمعة بن الأسود بن المطلب، وحكيم بن حزام، ومن بنى مخزوم: أبو جهل بن هشام، ومن بنى سهم: نبيه ومنبه ابنا الحجاج، ومن بنى جمح: أمية بن خلف، ومن كان معهم، وغيرهم ممن لا يعد من قريش، فقال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم، فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا فأجمعوا فيه رأيًا، قال: فتشاوروا ثم قال قائل منهم: احبسوه فى الحديد، وأغلقوا عليه بابًا، ثم تربصوا ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهيرًا والنابغة ومن مضى منهم من هذا الموت، حتى يصيبه ما أصابهم.

فقال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي، والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذى أغلقتم دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعوه من أيديكم، ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم، ما هذا لكم برأي، فانظروا فى غيره فتشاوروا عليه.

ثم قال قائل منهم: نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلادنا، فإذا أخرج عنا فوالله ما نبالى أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه، فأصلحنا أمرنا.

قال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حسن حديثه، وحلاوة منطقه، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتى به؟ والله لئن فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حى من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم فى بلادكم بهم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد، دبروا فيه أمرًا غير هذا.

قال أبو جهل بن هشام: والله إن لى فيه لرأيًا ما أراكم وقعتم عليه بعد، قالوا: وما هو يا أبا الحكم؟ قال: أرى أن نأخذ من كل قبيلة شابًا فتى جلدًا نسيبًا وسيطًا فينا، ثم نعطى كل فتى منهم سيفًا صارمًا، ثم يعمدوا عليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه، فإنهم إن فعلوا ذلك تفرق دمه- يعنى الدية، وهى المال الذى يُعطى لولى القتيل- فعقلناه لهم.

قال الشيخ النجدي: القول ما قال الرجل، هذا الرأي، لا أرى غيره، فتفرق القوم على هذا وهم مجمعون له.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل