المحتوى الرئيسى

ذكاء سائق ومهمة انتحارية.. 35 رجل إطفاء يواجهون لهيب 30 طن بنزين بأكتوبر

10/20 20:14

مؤشرات ضبط الوقت تشير إلى الثالثة عصر الأحد، هدوء يسود غرفة عمليات الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، لاسيما عدم ورود أي بلاغات حتى اللحظة، ما يبشر بيوم هادئ قبل أن تتبدل الأحوال في غضون 20 دقيقة بحريق هائل.

داخل مكتبه بمقر الإدارة في منطقة بين السرايات، يفحص اللواء هاني سعيد مدير الحماية المدنية بالجيزة، دفتر النوبتجية ثم يطمئن على سير العمل بنقاط الإطفاء المنتشرة بمختلف قطاعات المحافظة، يقطع ما ينجزه إشارة عبر جهاز اللاسلكي القابع أمامه بنشوب حريق هائل بسيارة تريلا "فنطاس" محملة بكميات كبيرة من البنزين أعلى الطريق الدائري الإقليمي وتحديدا الوصلة بين طريق الواحات وطريق مصر إسكندرية الصحراوي.

وجه اللواء سعيد قطاع إطفاء أكتوبر بسرعة الانتقال إلى محل البلاغ، إذ توجه العميد عمرو حرب رئيس القطاع على رأس قوة ضمت 4 سيارات إطفاء، ولحق به مدير الحماية ونائبه اللواء إيهاب عبد الحميد والمقدم شريف شبانة لتقديم الدعم الاستراتيجي بسيارتين إضافيتين.

طوال الفترة التي استغرقها من مقر الإدارة وصولا إلى محل البلاغ، يتابع مدير الحماية المدنية تطورات الحريق عبر اللاسلكي، موجها رجال الإطفاء بالعمل على محاصرة ألسنة النيران والحد من الخسائر فضلا عن فرض طوق أمني ومنع حركة السيارات في الاتجاهين حرصا على سلامة قائدي السيارات.

لم يحتاج اللواء هاني سعيد إلى شرح من ضباطه حول ماهية الحريق، بدت الصورة واحة قبل وصول بأمتار إذ غطت سحابة سوداء سماء المنطقة إضافة إلى ارتفاع ألسنة اللهب لأمتار.

60 دقيقة من العمل المتواصل والجاد احتاجها رجال الدفاع المدني للسيطرة على الحريق الذي أصاب الشريان الجديد لشبكة المواصلات بالشلل التام.

التقط الجميع الأنفاس، خاصة عدم وقوع خسائر في الأرواح، ليبدأ رجال الإطفاء في تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة "التبريد" لضمان عدم تجدد الحريق ثانية.

بالانتقال إلى ديوان عام ميدرية أمن الجيزة، كان اللواء محمد الشريف مساعد وزير الداخلية لأمن القطاع، يتابع تطورات البلاغ لحظة بلحظة حتى تلقى الخبر السار "تمام إطفاء يا فندم" ليوجه الشكر لرجال الحماية المدنية على الجهود المبذولة وسرعة الوصول إلى محل الحادث.

حسن تصرف السائق أنقذه من الموت متفحما، بينما تحولت السيارة إلى كتلة فحم، واقتادت القوات السائق إلى قسم شرطة ثالث أكتوبر لسماع أقواله أمام الرائد هاني عماد رئيس وحدة المباحث، وأفاد بأنه في أثناء سيره بالطريق المُشار إليه، فوجئ بتصاعد أدخنة من الفنطاس "أنا ركنت العربية على جنب وفصلت مقدمة التريلا عن الفنطاس وطلعت بيها لقدام" مختتما حديثه "العربية بقت كورة لهب".

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل