المحتوى الرئيسى

أردوغان يعلن إقامة مواقع مراقبة ويهدد دمشق برد عسكري

10/18 18:56

غداة اللقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي بنس، والذي أسفر عنه الاتفاق على وقف قصير لإطلاق النار لا يتجاوز الأسبوع، قال أردوغان الجمعة (18 تشرين أول/أكتوبر 2019) إن بلاده تعتزم إقامة مواقع مراقبة في الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، مشيرا إلى أن المنطقة الآمنة قد تشمل أيضا محافظة دير الزور والرقة. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا تهدف إلى إقامة 12 موقع مراقبة في منطقة آمنة مزمعة بشمال سوريا، وإنها سترد إذا ارتكبت الحكومة السورية أي خطأ في المنطقة.

واتفقت أنقرة مع واشنطن أمس الخميس على وقف عمليتها في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية مقابل انسحاب الوحدات من المنطقة الحدودية. وتريد تركيا توطين اللاجئين في المنطقة التي ستخليها الوحدات. وقال أردوغان إن مليوني لاجئي يمكن توطينهم في "المنطقة الآمنة" إذا شملت مدينتي دير الزور والرقة. وتستضيف تركيا 3.6 مليون لاجئ فروا من الحرب المستمرة منذ ما يربو على ثماني سنوات في سوريا.

اتهمت منظمة العفو الدولية القوات التركية وفصائل موالية لها بارتكاب جرائم حرب في سوريا، فيما أشار المرصد السوري إلى منع قافلة الهلال الأحمر الكردي ومنظمة إنسانية أمريكية من الوصول إلى رأس العين لإخلاء المصابين هناك. (18.10.2019)

وافقت تركيا على وقف هجومها في شمال سوريا خمسة أيام وذلك في اتفاق أشادت به واشنطن ووصفه زعماء أتراك بأنه "نصر كامل". وفيما رحب الأكراد بالاتفاق بـ"شروط" وصفته حكومة دمشق "بالغامص". (17.10.2019)

وأضاف أردوغان أن تركيا سترد على الحكومة السورية إذا "ارتكبت أي خطأ". وكانت الحكومة السورية تحركت إلى بعض المناطق التي خرجت منها وحدات حماية الشعب بالفعل.

كما قال الرئيس التركي أردوغان إنه سيبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع القادم الخطوات التي ستتخذ في "المنطقة الآمنة" المزمعة في شمال شرق سوريا، مضيفا أنه يتعين على موسكو أن تقود الجهود في غرب سوريا لتوطيد السلام. وأضاف أردوغان أن محادثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستفتح "صفحة جديدة" في العلاقات بعد أن اتفقت الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي على وقف الهجوم التركي في شمال شرق سوريا من أجل السماح للمقاتلين الأكراد بالانسحاب. وأضاف أن جهود أنقرة وواشنطن المشتركة بشأن سوريا ستكون أكثر سهولة إذا أيدت الدائرة المحيطة بترامب نهجه الإيجابي.

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

في غضون ذلك، توقفت الأعمال العسكرية في مدينة رأس العين في ريف محافظة الحسكة الشمالي الغربي بشكل كامل بين الجيش التركي والجيش الوطني السوري الموالي له من جهة وقوات سورية الديمقراطية(قسد). وقال قائد عسكري في الجيش الوطني السوري طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الانباء الالمانية (د. ب. أ) "توقفت العمليات العسكرية بشكل كامل عند الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي بعد ظهر اليوم الجمعة". واضاف القائد العسكري "توقفنا عن العمليات العسكرية بعد التزام قسد بقرار وقف اطلاق النار".

وكشفت مصادر في قسد لـ(د.ب.أ) "أن قافلة من الهلال الأحمر الكردي تتوجه حالياً الى مدينة رأس العين لإجلاء الجرحى والقتلى". وتبادلت قوات سورية الديمقراطية والجيش الوطني الاتهامات بخرق اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه ليل امس بين نائب الرئيس الامريكي بنس والسلطات التركية.

أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.

أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".

في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.

أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.

أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.

نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".

أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل