تفاصيل الدورة العاشرة من مهرجان لوميير المتخصص في الكلاسيكيات

تفاصيل الدورة العاشرة من مهرجان لوميير المتخصص في الكلاسيكيات

منذ 4 سنوات

تفاصيل الدورة العاشرة من مهرجان لوميير المتخصص في الكلاسيكيات

بالأمس افتتح مهرجان لوميير السينمائي دورته العاشرة. رغم عدم شهرته الكبيرة مقارنة بمهرجانات أوروبية أخرى فإنه يمتاز بحضور جماهيري استثنائي، وفي خلال السطور التالية سنوضح أهم تفاصيل الدورة العاشرة من المهرجان.\nلا يقدم المهرجان مسابقات من أي نوع، ومن النادر حتى أن يعرض أفلامًا من إنتاج العام، فهو مهرجان متخصص في عرض الأفلام النسخ المرممة من الأفلام الكلاسيكية، من مختلف الدول، والتي يرجع تاريخ بعضها إلى بدايات القرن العشرين وبدايات السينما.\nكما هو واضح من اسم المهرجان فهو مرتبط بالأخوين لوميير اللذان اخترعا السينماتوجراف وقدما أول عرض سينمائي جماهيري والذي يؤرّخ له ببداية السينما عام 1896. يتخذ المهرجان من متحف الأخوين لوميير في مدينة ليون الفرنسية مقرًا له لكن عروضه تنطلق في العديد من القاعات داخل المدينة، ليعرض المهرجان أكثر من 80 فيلمًا في أكثر من 30 قاعة.\n2- فرانسيس فورد كوبولا، المكرم العاشر\nيعتمد المهرجان على تكريم شخصية سينمائية واحدة سنويًا ومنحها جائزة لوميير، على أن يُخصص واحد من برامج المهرجان لعرض النسخ المرممة لأهم أفلام المكرم. البداية كانت مع المخرج والممثل الأمريكي الشهير كلينت إيستوود، مرورًا بعدد من المخرجين والممثلين مثل وونج كار واي وكاترين دونوف.\nالمخرج والمنتج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا هو الشخصية المكرمة في الدورة العاشرة، وسُتعرض أبرز أعماله مثل ثلاثية الأب الروحي، وأحدث نسخة مرممة من ”Apocalypse Now“ (القيامة الآن)، كما ستقام مناقشة مع المخرج في حضور الجمهور.\nلا يكتفي المهرجان بمكرمه الرئيسي بل يدعو عددًا من الشخصيات السينمائية المهمة أيضًا ويعرض بعض أعمالها. من الأسماء المهمة في الدورة العاشرة: الممثلة الأمريكية فرانسيس مكدورماند، والمخرج الكوري الجنوبي بونج جون هو الحاصل هذا العام على السعفة الذهبية، والممثل الفرنسي دانيل أوتوي الذي كان بطل فيلم الافتتاح الذي سنتعرض له في السطور التالية.\nبجانب المناقشات وعروض الأفلام لهؤلاء الضيوف، يوجد برنامج لبعض الأفلام الكورية من اختيار المخرج بونج جون هو.\nواحدة من المميزات الخاصة بالمهرجان هي عرض مجموعة من الأفلام لمخرج واحد معًا خلال حفلة واحدة تمتد لعدة ساعات، مع وجود فواصل بها وجبات خفيفة.\nفي الدورة العاشرة سيعرض المهرجان بالطبع ثلاثية الأب الروحي بهذه الطريقة، يبدأ العرض في الساعة الثامنة والنصف ويمتد لتسع ساعات هي مجموع مدة الأفلام الثلاثة معًا، وهي تجربة خاصة جدًا من الصعب تكرارها.\nيحدث الأمر نفسه مع مجموعة مختارة من أفلام المخرجين بونج جون هو وجاسبار نويه.\nامتد حفل الافتتاح لساعتين ونصف الساعة، قبل بداية فيلم الافتتاح، وقدمه رئيس المهرجان تيري فيرمو، الذي قدم أغلب ضيوف الشرف الحاضرين، بينما اعتمد الافتتاح بشكل أكبر على عرض مقاطع فيديو للدورات السابقة ولبعض الأفلام التي ستعرض في الدورة الحالية.\nبينما يمتاز المهرجان بطريقة طريفة للإعلان عن افتتاحه رسيمًا، إذ يدعو رئيس المهرجان أبرز الضيوف الحاضرين إلى المسرح ليقرأوا معًا ورقة مكتوب عليها نص افتتاح المهرجان، قبل أن يقرأ الجمهور نفس النص ليشارك في الإعلان عن افتتاح المهرجان.\n6- أول فيلم سينمائي برؤية جديدة\nواحدة من الفقرات الطريفة في الافتتاح هي عرض الفيلم القصير الذي يُخرجه مكرّم الدورة السابقة، إذ يطلب منه المخرج إعادة تقديم أول فيلم سينما للأخوين لوميير ”خروج العمال من المصنع“ طبقًا لرؤيته، ولكنه سيقدم خروج الناس من متحف لوميير.\nشهدت الدورة السابقة تكريم جين فوندا، وعُرض الفيلم الذي أخرجته والذي امتد لعدة ثوانٍ، بجانب عرض بعضًا من الأفلام المشابهة لمكرمي الدورات السابقة.\nاختار المهرجان فيلم ”La belle époque“ (العصر الجميل) للمخرج نيكولاس بيدو ومن بطولة دانيل أوتوي، أحد ضيوف شرف المهرجان، ليكون فيلم الافتتاح.\nجاء الفيلم الكوميدي الرومانسي مناسبًا لأجواء الافتتاح، فهو عن رسام قصص مصورة لم يعد يعمل ويعاني مع زوجته فيقرر خوض تجربة يعيد من خلالها تجسيد أفضل اللحظات التي جمعته بزوجته وهو شاب قبل الزواج.\nاحتوى الفيلم على بعض الكوميديا الجيدة خاصة في مشاهد الانتقال الزمني بين العصور المختلفة، بينما عابه خفة الخط الخاص بمخرج تجارب محاكاة الزمن هذه وعلاقته بزوجته، وجاء التمثيل كأحد أفضل العناصر.\nجزء من قوة المهرجان تأتي من إدراته، إذ يرأسه تيري فرميو المدير الفني لمهرجان كان، وهو ما يمنح المهرجان ثقلًا بالتأكيد، وقدرة على جلب الكثير من النجوم والمخرجين المهمين.\nتمتاز العديد من القاعات التي يعرض فيها المهرجان أفلامه باحتوائها على عدد كبير من الكراسي، بينما المسرح الرئيسي الذي يستقبل حفلي الافتتاح والختام وعدد من العروض يتسع ل5 آلاف كرسي، والمدهش هو امتلائها دائمًا بالجمهور، حتى إن بعض التذاكر لأفلام في نهاية المهرجان نفدت منذ يومه الثاني، وبناء على المذكور في مطبوعات المهرجان، فإن العام الماضي حضر العروض أكثر من 185 ألف شخص.\nالأجمل هو حضور الجمهور لحفل الافتتاح، وتفاعله الرائع مع كل النجوم الحاضرين ومع فيلم الافتتاح، إن كان هناك ما يُحسد عليه هذا المهرجان فهو الجمهور.

الخبر من المصدر