المحتوى الرئيسى

إدانات عربية للهجوم التركي والسعودية تصفه بـ "العدوان"

10/09 22:05

أدانت السعودية اليوم الأربعاء (التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2019) ما وصفته بـ "العدوان" الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إن الهجوم التركي "تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية".

ما أن أعلن الرئيس التركي أردوغان بدء العملية العسكرية في شمال سوريا حتى تواردت ردود الفعل الغربية المستنكرة والمطالبة بوقفها. وزير الخارجية الألماني ماس أدان الهجوم التركي "بشدة" كما طالب رئيس المفوضية الأوربية بوقفه. (09.10.2019)

أعلنت تركيا أنه "لن يبقى سرّ" في التحقيق حول مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول. كما عثر محققون أتراك على سيارة دبلوماسية سعودية متروكة في موقف بإسطنبول فيما أكدت تركيا أنها لا تريد أن تضر القضية بعلاقاتها مع السعودية (22.10.2018)

وأعرب المصدر، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، عن "قلق المملكة تجاه ذلك العدوان، بوصفه يمثل تهديدًا للأمن والسلم الإقليمي، مشددًا على ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري الشقيق، واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها"، حسب الوكالة السعودية.

 ونبه المصدر السعودي إلى أنه بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا، فإن "خطورة هذا العدوان على شمال شرق سوريا له انعكاساته السلبية على أمن المنطقة واستقرارها"، مشيرة إلى أنه يقوض الجهود الدولية في مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي.

 من جانبها، قالت وزارة الخارجية المصرية إنها دعت إلى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية بشأن الهجوم التركي على سوريا. وأضافت الوزارة في بيان إن "مصر تدين بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية" مضيفة أن العملية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة".

وحذرت وزارة الخارجية المصرية في بيانها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". كما أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة في بيان الهجوم التركي على شمال سوريا.

كذلك ندد الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة بالهجوم التركي على شمال سوريا مشيرا إلى أن المتشددين سيستغلون الوضع لصالحهم.

تمثل الطريقة التي رد بها أردوغان على وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، عندما وصفه بالمثير للشفقة، ردا على نشر الإماراتي تغريدة تتهم فخر الدين باشا بسرقة سكان المدينة النبوية، صورة عن الخلافات الجوهرية بين أنقرة وأبو ظبي. يختلف الجانبان على الإسلام السياسي، وعزل محمد مرسي، والأزمة الخليجية، كما تتهم وسائل إعلام تركية الإمارات بالمساهمة في تدبير الانقلاب الفاشل، وهو ما تنفيه أبو ظبي.

يسود تنافس صامت بين تركيا والسعودية على زعامة العالم الإسلامي، كما يختلفان في ملفيْ الإسلام السياسي والأزمة الخليجية، زيادة على أن السعودية لا يروق لها استمرار علاقات طهران وأنقرة. إلّا أن الطرفين يحرصان على استمرار شراكتهما الاقتصادية، إذ توجد خطط برفع التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار، كما يحرص الطرفان على الإشادة ببعضهما، كما لو أنهما يرغبان بتفادي الوصول إلى توتر سيؤثر سلبا عليهما معا.

أظهر وقوف أردوغان مع قطر إبّان اندلاع أزمة الخليج قوة تحالف الطرفين. أردوغان دافع عن قطر في وجه اتهامات الإرهاب وأرسل إليها مساعدات غذائية في الأيام الأولى للأزمة. الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية متعددة بين الجانبين، خاصة وأن قطر زوّدت تركيا بالغاز بعد تدهور علاقة الأخيرة بروسيا. الجانبان تشاطرا الموقف ذاته في موضوع عزل محمد مرسي وكذا في سوريا، ولهما علاقات قوية مع تيارات الإسلام السياسي.

تختلف وجهات النظر بين تركيا والجزائر بشأن الملف السوري، فالجزائر مازالت تحتفظ بعلاقاتها مع نظام بشار الأسد، إلّا أن الجزائر تحاول بالمقابل الإبقاء على علاقات ديبلوماسية مع غالبية القوى. من هنا تُفهم علاقتها مع تركيا التي تستفيد من استثمارات كبيرة في التراب الجزائري، منها أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، كما تأتي الجزائر على رأس الدول العربية في تزويد تركيا بالغاز المسال.

ظن متتبعون أن قرار المغرب برفع رسوم الاستيراد على سلع الملابس التركية سيؤثر سلبا على علاقة الجانبين المرتبطين باتفاقية للتبادل الحر، إلّا أن ذلك لم يحصل، فالاستثمار التركي لا يزال يتدفق على المغرب. حافظ أردوغان على علاقة مثمرة مع الرباط، خاصة مع اتخاذ هذه الأخيرة إجراءات ضد مدارس فتح الله غولن في ترابها، وهو ما تفاعلت معه أنقرة بمنع ندوة كانت مقرّرة للجماعة المغربية المعارضة، العدل والإحسان.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل