لوبيتيجي ونسيان الكابوس

لوبيتيجي ونسيان الكابوس

منذ 4 سنوات

لوبيتيجي ونسيان الكابوس

4 انتصارات وتعادل، ليس أفضل أداء ممكن، لكن الأمور تحت السيطرة.. حتى أتت صفعة إشبيلية.\nهذا ليس توصيفا لانطلاقة ريال مدريد في الموسم الحالي تحت قيادة زين الدين زيدان، بل في الموسم الماضي وقتما كان المدرب جولين لوبيتيجي.\nالرجل قدّم تضحية قاسية وجُرّد من فرصة قيادة إسبانيا في المونديال، حتى يخلف مدربا فرنسيا ترك إرثا ثقيلا على أيٍ من يكن.\nلوبيتيجي استهل الموسم الماضي مع ريال مدريد بالفوز في 4 مباريات والتعادل في واحدة، مع انتصار عريض على روما في دوري أبطال أوروبا، ونال بعض الإشادات بجماعية افتقدها الميرنجي في زمن كريستيانو رونالدو.. كل ذلك تحوّل إلى بخار يوم أن لفح إشبيلية نيرانه في وجه العاصميين.\n26 سبتمبر 2018 كان اليوم الذي هز عرش لوبيتيجي في ريال مدريد، وخلال 32 يوما من ذاك التاريخ، سيقال المدرب الإسباني من منصبه.\nشوط أول عصيب في ملعب رامون سانشيز بيزخوان، لوبيتيجي صُدِم عندما شاهد تشكيل إشبيلية الذي ضم الثنائي وسام بن يدر وأندري سيلفا منذ البداية، ومن خلفهما لاعبي وسط أغلبهم أصحاب طابع هجومي.\nبعد 39 دقيقة، كان تيبو كورتوا قد أحضر الكرة من شباكه 3 مرات بالفعل، وكانت جماهير ريال مدريد قد اختبرت فصلا مرعبا في تاريخها التشجيعي لفريقها.\nشيء ما حُطم في الجهاز العصبي لـ لوبيتيجي خلال هذا الشوط، ودفعه إلى عدم الفوز في 5 من المباريات الـ6 التالية، وبالتالي فقدان وظيفته.\nبل وصل ريال مدريد إلى 481 دقيقة متتالية في تلك الفترة دون أن يهز شباك خصومه.. إشبيلية انهال على عظام لوبيتيجي وفتك به فتكا في سانشيز بيزخوان، وأفقده اتزانه حتى الساعة الأخيرة من مسيرته مع ريال مدريد.\nلماذا التذكير بتلك الأيام القصيرة التي قضاها لوبيتيجي في ريال مدريد؟ لأنه من الجلي أن الرجل تناسى الكابوس الذي عاشه قبل عام و4 أيام.\nليس لزاما على المدرب أن يدرس تاريخ المواجهات مع الفريق الذي سيلعب أمامه، لكن كيف وقد تذوق لوبيتيجي بنفسه رعب سانشيز بيزخوان! كيف له ألا يفتِك بخصمه مستخدما سلاح كان سببا في إعدامه قبل عام تقريبا.\nكيف له ألا يدرك المعاناة التقليدية التي يعيشها ريال مدريد كلما قدم إلى هذا الملعب! كيف يجرِد إشبيلية من أسبقية معنوية روتينية اكتسبها على حساب ضيفه العاصمي!\nريال مدريد خرج بشباك نظيفة في سانشيز بيزخوان بمسابقة الدوري لأول مرة منذ 2002، ريال مدريد تجنّب الهزيمة لأول مرة بعد 4 خسائر متتالية في آخر زياراته لهذا الملعب، تيبو كورتوا لم تهتز شباكه لأول مرة منذ 3 فبراير 2019، كريم بنزيمة سجّل لأول مرة على ملعب إشبيلية في الدوري الإسباني.\nعدة أرقام سلبية تجنبها ريال مدريد في اليوم الذي قابل فيه مدربه الأسبق، ولوبيتيجي وخلافا لكل مدربي إشبيلية السابقين، لم يفترس ريال مدريد.\nفي آخر 4 مواسم، لعب ريال مدريد على ملعب إشبيلية أمام 4 مدربين مختلفين: أوناي إيمري، خورخي سامباولي، خواكين كاباروس، بابلو ماتشين.. وعلى اختلاف أساليبهم وعناصرهم ومدارسهم، لكنهم اتحدوا على الوسيلة عينها لمواجهة ريال مدريد: الهجوم الشرس منذ الدقيقة الأولى.\nربما هي عُقدة، ربما أن لاعبي ريال مدريد لا يتحملون ضغط سانشيز بيزخوان، ربما تفاجأ مدرب ريال مدريد بأساليب هجومية مبتكرة في كل زيارة لملعب إشبيلية.. لا يمكن الاستقرار على سبب بعينه لهشاشة ريال مدريد في سانشيز بيزخوان مؤخرا، لكن يمكن التأكد أنه كان هشا بالفعل.. حتى واجه لوبيتيجي.\nالمدرب الأسبق لمنتخب إسبانيا، اكتفى بـ لوك دي يونج كمهاجم صريح، ولوكاس أوكامبوس كجناح، وأضاف فرانكو فاسكيز كلاعب رابع في وسط الملعب، ليتنازل عن طريقة 4-3-3 التقليدية التي قاد بها إشبيلية لانطلاقة مبهرة في الدوري هذا الموسم.\nفي الموسم الماضي، ابتدع ماتشين –مدرب إشبيلية حينها- طريقة جديدة لمواجهة ريال مدريد، مستخدما مهاجمين صريحين لأول مرة، بعد أن تناوب على الدفع بهما خلال المباريات التي سبقتها.\nريال مدريد صُدِم وقتها بعدد كثيف من لاعبي الخصم في منطقة جزائه، وبهجمات متتالية منذ الدقيقة الأولى، وعجَز عن التماسك، وظهر أفراده كمحاربين من فجر التاريخ يواجهون تكنولوجيا القرن 21.\nولعل هذا الكابوس الإشبيلي كان أقسى على ذهن لوبيتيجي من أن يحمله في ذاكرته طويلا، وعندما حانت لحظة الاستفادة منه كدرس حياتي، بدا أنه فرّط في تعاليم هذا اليوم الأليم بمسيرته.\nفي العام الماضي، خسر ريال مدريد، وفي هذا العام، خسر إشبيلية، لكن الوحيد الذي خسر على الدوام، هو جولين لوبيتيجي.

الخبر من المصدر