المحتوى الرئيسى

كيف يعتبر «تغميق الوجه» صورة نمطية مبالغة عن ذوي البشرة السوداء في الغرب؟

09/21 12:50

أثارت صورة منشورة لرئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، جدلا عنيفا، حيث ظهر ترودو بزي أحد شخصيات "ألف ليلة وليلة" صابغا وجهه وجسده باللون الأسود، في ممارسة شهيرة للعديد من السياسيين المشهورين للسخرية من سود البشرة؛ ما يطرح تساؤلات عن جذور ذلك الأسلوب ومدى انتشاره عبر وسائل الميديا والفنون المختلفة حول العالم.

وتعرض "أسوشييتد برس" سردا لوقائع شهيرة استخدم خلالها سياسيون وفنانون بيض أسلوب تغميق الوجه بالمكياج؛ لتعزيز صورة نمطية مبالغة عن ذوي البشرة السوداء.

في الفنون المسرحية رغم امتلاك مسرحيات ويليام شيكسبير لقدر من التنوع وإبراز دور الأقليات، إلا أن شخصيات سود البشرة كان يؤديها أشخاص بيض ليرتدوا أقنعة سمراء مبالغة لتجسيد مور في مسرحية أثيلو أو لتمثيل كاليبان في رواية العاصفة.

وفي القرن الـ19، ابتكر الممثل الأمريكي توماس دارثمار، نوعا من الفنون الترفيهية المسرحية القائمة على تأدية أدوار لأشخاص سود البشرة بلهجة تعتقد أنها نمطية للأمريكيين الأفارقة، وليستمر ذلك النوع من العروض على مدار سنين رغم احتجاجات الأمريكيين ذوي البشرة السوداء.

وأصرت هوليوود في القرن الـ20 على تأدية الأشخاص البيض لأدوار سود البشرة أو اللاتينيين، بينما لم تسمح لأصحاب اللون نفسه لتمثيل ذلك، حيث قام الممثل أورسين ويلز بتأدية دور رجل أسود في فيلم "تبني أثيلو"، بينما ارتدى الممثل تشارلز هيستون قناعا أسمرا أثناء تأديته دور ظابط مكسيكي في فيلم "لمسة شيطان".

وفي مجال الدعايا بالولايات المتحدة، تم سحب إعلان لشيبسي عام 2012 بعد احتجاج الهنود الحمر على ظهور آشتون كاشتر مرتدية زيا نمطيا بينما صبغت وجهها بالأسود، لتتحدث بلكنة هندية بطريقة تهكمية.

ولا يقتصر استخدام تغميق الوجه على الولايات المتحدة فحسب، بل انتشر في أوروبا أيضا، حيث تعرض منتج فيلم "مسلمة لأسبوع" للنقد عندما اختار كيتي فريمان بيضاء البشرة لتقوم بتغميق وجهها وارتداء أسنان مقلدة للدخول وسط عائلة مسلمة باكستانية.

كما سحبت شركة الخطوط الجوية الإيطالية "ألاتيليا" إعلانا لها مثير للجدل بعد إظهاره لممثل أبيض يرتدي قناعا أسمرا لتجسيد شخصية الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وفي بيرو، تم تغريم إحدى المحطات التلفزيونية 26 ألف دولار؛ لاستعانتها بممثل أبيض لتأدية الشخصية الكوميدية لماما نيجرو، حيث قام بعمل ميك آب يظهر الشفاة الضخمة والأنف البارز كسخرية من الأفارقة، بينما قام أحد المذيعين في قناة "تيلافيزا" المكسيكية بارتداء أنف صناعي يشبه نظيره لدى السود للسخرية من الممثلة ياليتسا أبريشيو، والحاصلة على جائزة الأوسكار.

وقدمت صحيفة "نيويورك تايمز" مثالا لأبشع تلك الممارسات، حيث عرضت قناة ليبية أغسطس الماضي نوعا من الكاميرا الخفية، حيث تقوم ممثلة بصبغ وجهها بالأسود وسؤال ركاب المصعد أن يرفعوا الغطاء عن ولدها والذي يتضح أنه قرد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل