صمويل جونسون.. أشهر أدباء بريطانيا لم يكمل تعليمه الجامعي

صمويل جونسون.. أشهر أدباء بريطانيا لم يكمل تعليمه الجامعي

منذ 4 سنوات

صمويل جونسون.. أشهر أدباء بريطانيا لم يكمل تعليمه الجامعي

تحل، الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول، ذكرى ميلاد البريطاني صمويل جونسون، الأديب والشاعر والناقد الذي ترك خلفه إنتاجا فكريا لا يزال يحقق أصداء حتى اليوم.  \nولد جونسون في ليشفيلد بمقاطعة ستافوردشاير البريطانية عام 1709، ودرس في كلية "مبروك أكسفورد" لعام واحد فقط؛ إذ أجبره فقره على عدم استكمال تعليمه، ولم يحالفه الحظ طوال حياته في العثور على عمل مناسب، رغم شغله مهنة التدريس لبعض الوقت.\nلعبت مهنة والده بائع الكتب دورا مهما في تشكيل شخصيته وتوسيع مداركه، رغم عدم إكماله مرحلة التعليم الجامعي نتيجة فقره، وفي عام 1737 بدأ الكتابة بعد انتقاله للعيش في لندن، والبداية كانت من مجلة "السيد" التي أسهم فيها بقوة وترك بصمة مهمة.\nلم يأخذ جونسون الكثير من الوقت لنشر أول قصيدة له؛ ففي عام 1738 خرجت للنور "لندن"، وهي قصيدة هجاء سياسي، وتبعها الكثير من الإنتاج الفني الجيد، إذ جرب قلمه في كل ألوان الأدب، وأبرزها "سير العظماء" التي نشرها عام 1740.\nوبعد سنوات قليلة كان الكاتب البريطاني يحقق واحدا من أهم إنجازاته، بإعداد قاموس اللغة الإنجليزية عام 1755، وحقق له هذا العمل الكثير من الصيت والأهمية ولفت الانتباه، وطبع 5 طبعات في حياته، وسادسه بعد وفاته مباشرة، وخلال سنوات عمله المضني نقلت عنه واحدة من أهم مقولاته المأثورة: "يتم تنفيذ الأعمال الكبيرة ليس عن طريق القوة وحسب، وإنما عن طريق المثابرة".\nنجح جونسون في ضم جميع مفردات ومعاني وكلمات اللغة الإنجليزية في قاموسه، بمجموع كلمات 42773 كلمة، بعد عدة محاولات فاشلة نفذها آخرون لم ينجحوا في إصابة التقدم والإنجاز الذي حققه ابن ليشفيلد على نحو لافت من الجودة والاكتمال.\nواصل جونسون تقديم مساهمات دائمة في الأدب الإنجليزي شاعرا، وكاتب مقالات، وكاتبا في الأخلاقيات، وروائيا، وناقدا أدبيا، وكاتب سِير، ومحررا، ومؤلف قواميس، وتحوي أعماله الأولية، خصوصا "لندن" و"حياة السيد ريتشارد سافادج"، رؤيته للناشئة في السيرة، والأخلاق، والأدب بشكل عام.\nوأسهم في مجلة "جنتلمان" بكتاباته منذ 1738 حتى 1743، وكان يعمل في الأساس مراسلا في المداولات البرلمانية، لكن قصيدته الساخرة "لندن" التي كتبها بأسلوب الكاتب الروماني جوفينال جذبت انتباه الناس إليه، وحُصر أكبر إنتاج له في سنوات عمره الأولى، منها سيرة كتبها عن حياة ريتشارد سافيج عام 1744 و"تفاهة الرغبات الإنسانية" عام 1749، وكانت محاكاة مسيحية للهجاء العاشر لجوفينال.\nلم يكن جونسون محظوظا لكي تشاركه زوجته نجاحه وذيوع صيته بعد نشر قاموسه وكتابه الأهم، إذ توفيت عام 1752 أي قبل 3 سنوات من نشر القاموس، نتيجة إدمانها الكحوليات.\nزواجه لم يكن تجربته العاطفية الوحيدة؛ إذ خاض أخرى لم يكن محظوظا فيها لسفر حبيبته إلى إيطاليا وتركه وحيدا؛ لترسخ بذلك فكرة "شقائه الأبدي" الذي ربما فرض عليه طابعا شخصيا قوامه الغضب وعدم الرضا عن أي شيء، وهذه كانت واحدة من أبرز سمات جونسون، الذي كان دائم الاعتراض على تصرفات وآراء جميع من حوله، كما كان شخصا فضوليا لكنه كان يراها ميزة كبيرة، وعبر عن ذلك ذات مرة قائلا: "الفضول هو أحد الخصائص الدائمة والأكيدة للعقل النشيط".\nبعمر الـ75، وتحديدا 13 ديسمبر/كانون الأول 1784 بلندن، توفي صمويل جونسون ودفن في كنيسة وستمنستر، ورغم نجاح قاموسه وشهرته فإنه ظل فقيرا ماديا، غنيا بسيرته؛ إذ اُعترف بعد سنوات من وفاته بأنه كان من أعظم الشخصيات الأدبية في عصره وذا تأثير دائم على النقد الأدبي البريطاني.

الخبر من المصدر