المحتوى الرئيسى

إرهاب وليس ثورة

09/17 08:12

كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي محقّا تماما في تأكيده أنه لا يمكن لحرب تقليدية تدمير دولة، لكن يمكن للإرهاب فعل ذلك. وكان محقّا أيضاً فيما قاله وهو يقف عند ما تعرضت له دولة عربية مثل سوريا من استهداف، مؤكداً أن ما جرى فيها كان مخططاً له، في سياق مسعى لتدمير الدول الوطنية، واعتباره ذلك استكمالاً لما جرى في العراق.

أهمية هذه التأكيدات ليست آتية فقط من صحتها، وإنما لكونها آتية من رئيس الدولة العربية الأهم، أي مصر، التي هي بدورها مستهدفة من الإرهاب نفسه الذي واجهته سوريا وقبلها العراق؛ حيث يريد مخططو الإرهاب وداعموه وممولوه أن يجعلوا من سيناء خاصرة لطعن الأمن القومي لمصر، عبر التنظيمات الإرهابية الناشطة هناك.

لو أن منظومة الأمن العربي تعاملت مع الملف السوري وفق الرؤية التي بسطها الرئيس السيسي في خطابه قبل يومين في افتتاح فعاليات المؤتمر الوطني للشباب في مصر، لربما كانت أوضاع هذا البلد العربي، أي سوريا، مختلفة عما آلت إليه اليوم من استباحة من القوات الأجنبية، وهيمنة الجماعات الإرهابية على مناطق مختلفة فيه.

للسوريين حق في أن يطالبوا بالديمقراطية والعدالة، لكن الكثير من عناصر هذه الجماعات ليسوا سوريين، ولا علاقة لهم بتلك المطالب، فهم دخلاء على سوريا ولا شأن لهم ولا معرفة بأوضاعها، وبتعبيرات الرئيس السيسي، فإنه «جرى استقدام الإرهابيين من دول مختلفة وتدريبهم».

الشائع، ربما حتى هذه اللحظة، عند تقييم الأوضاع في بلد عربي مثل سوريا، وربما في غيرها من بلدان عربية مبتلاة بآفة الإرهاب، هو الخلط المغرض بين التطلعات المشروعة للشعوب في نظام ديمقراطي عادل يكرّس قيم المواطنة، وبين مخططات استهداف الدولة ككيان وسيادة.

منذ زمن بعيد لم يعد ما يجري في سوريا «ثورة» ضد الاستبداد، أو مجرد مسعى لاستبدال النظام بنظام آخر، وإنما هو تدمير لسوريا، بتكرار السيناريو العراقي أو الليبي على أراضيها، فسقوط النظام في البلدين لم يؤد إلى قيام نظام ديمقراطي، وإنما إلى التجزئة والتقسيم وتغوّل المليشيات المسلحة واستقدام جحافل الإرهابيين من كل سحنة ولون وعرق من مختلف البلدان، وتهجير الملايين من مدنهم وبلداتهم وقراهم، وتدمير الاقتصاد وتحويل حياة الناس إلى جحيم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل