هجوم "بقيق" الإيراني

هجوم "بقيق" الإيراني

منذ 4 سنوات

هجوم "بقيق" الإيراني

السعودية هي العدو الأول للمشروع الإيراني في المنطقة، مشروع التوسع وبسط النفوذ والهيمنة، والسعودية أعلنت تصديها لهذا المشروع المعادي سياسياً واقتصادياً وكذلك عسكرياً في اليمن، والهجوم بالطائرات المسيّرة "الدرون" على معملين تابعين لأرامكو في مدينة بقيق السعودية حدث خطير في دلالاته واعتداء صريح.\nإيران وعدت منذ بدء العقوبات الأمريكية الصارمة عليها بأنها إذا لم تصدر نفطها فإنها ستمنع تصدير النفط من الخليج العربي، فسعت أولاً لإغلاق مضيق هرمز والاعتداء على السفن العابرة فيه واختطاف بعضها، ثم هدأت بعض الشيء في المضيق نظراً لشبه الإجماع الدولي على إدانتها وتهديدها لخطوط الملاحة الدولية وتهديدها لأسواق الطاقة.\nثانياً، خففت إيران من اعتداءاتها على مضيق هرمز وركزت أكثر على استهداف النفط السعودي، فكانت حادثة استهداف خط أنابيب النفط الرابط بين شرق السعودية وغربها في محافظة الدوادمي وسط السعودية بطائرات مسيرةٍ، ثم استهدفت منشأة نفطية في حقل الشيبة النفطي، واليوم هاجمت معملين تابعين لأرامكو في مدينة بقيق.\nطريقة الهجوم واحدةٌ، وهي الطائرات المسيرة "الدرونز" التي تطير لمسافات طويلة تبلغ مئات الكيلومترات على علوٍ منخفضٍ لا يسمح للرادارات برصدها والتصدي لها، وهذه مشكلة خطيرة يجب إيجاد الحلول الحقيقية لها، والعالم مليء بالصناعات العسكرية الكفيلة بإيجاد حلول أو خلقها إذا تطلب الأمر.\nإيران هاجمت السعودية بالتنظيمات الإرهابية سنيةً مثل تنظيمي "القاعدة" و"داعش" وشيعياً عبر العديد من الخلايا الإرهابية والمليشيات التي بنتها في بعض الدول العربية وهي خارجة عن سيطرة الدولة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، يعني في الحدود الشمالية والجنوبية للسعودية، ومن هنا فالسعودية لم يكن باستطاعتها السكوت على مثل هذا التهديد الاستراتيجي الواضح، فشرعت من بضع سنوات في مواجهة قوية للنظام الإيراني الغاشم والديكتاتور وناشر الفوضى والإرهاب.\nالخطير في الأمر هو أن تبدأ إيران في تعميم هذا النموذج الجديد في حربها ضد السعودية وتعزيزه وتوسيعه، واستخدام أراضي الدول العربية التي تسيطر فيها مليشياتها لتنفيذ ذلك بوتيرة أسرع وأكثر امتداداً مع كل ما يرافق هذا من خروقات صريحة للقوانين الدولية والاعتداءات العسكرية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.\nاستنكرت دولة الإمارات هذا الاعتداء المشين وأكدت أن أمنها من أمن السعودية، وفعلت الأمر ذاته غالبية دول الخليج العربي والدول العربية وبعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأقوى دولياً للسعودية وأمريكا تقود العالم في محاصرة إيران وإخضاعها لأقسى العقوبات التي لم يمر النظام الإيراني بمثلها من قبل.\nردّ إيران على هذه العقوبات هي التصعيد والتهديد، وأداتها لذلك هو المليشيات الإرهابية التي صرفت عليها لعقود من الزمن، والتنظيمات الإرهابية السُنية، وقد بدأت بعض هذه التنظيمات تستعيد نشاطها في أكثر من مكان في المنطقة والعالم، وبالتأكيد فإيران اليوم محتاجة لتحريك كل أذرعها لمواجهة هذه العقوبات، بمعنى أن إيران لجأت في مواجهة هذه العقوبات إلى أفضل ما تحسنه وهو نشر الفوضى والإرهاب.\nلا أحد في المنطقة أو العالم ينادي بالحرب المباشرة مع إيران، وإيران تصعد باتجاهها لأنها لا تريد الاختناق بالعقوبات الصارمة، والنظام الإيراني يفهم جيداً أن عليه المخاطرة بكل شيء الآن بدلاً من الخضوع الذليل الذي سيكون هو النتيجة الطبيعية لهذه العقوبات.\nيجب أن تفهم إيران أن مثل هذا الاستهداف المباشر للمنشآت النفطية السعودية لا يمكن أن يمرّ من دون عقوبة رادعة، ومن ذلك ما نادى به السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام من توجيهه ضربات عسكرية للمنشآت النفطية الإيراني لردعها وتعريفها بعواقب سياساتها التخريبية في المنطقة أو ما يشابه هذا المقترح من أفكار وخطط.

الخبر من المصدر