المحتوى الرئيسى

ترامب: الولايات المتحدة مستعدة للرد بعد الهجمات على النفط السعودي

09/16 08:59

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الأحد (15 أيلول/ سبتمبر 2019) أنّ الولايات المتحدة "على أهبة الاستعداد" للردّ على الهجوم الذي استهدف البنية التحتيّة النفطيّة السعوديّة وكانت واشنطن قد حمّلت إيران مسؤوليّته.

وغرد ترامب عبر صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "تعرّضت امدادات النفط في المملكة العربية السعودية للاعتداء. هناك سبب للاعتقاد بأننا نعرف الجاني".

وتابع ترامب في تغريدته أن الولايات المتحدة مستعدة للرد: "نحن على أهبة الاستعداد اعتمادا على التحقق، لكننا ننتظر أن نسمع من المملكة العربية السعودية بشأن من يعتقدون أنه سبب هذا الهجوم، وبأي شروط سوف نتحرك!"

وذكر ترامب عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أنّه أجاز استخدام نفط الاحتياطي الأميركي الاستراتيجي بعد أن تسبّبت الهجمات على منشآت أرامكو بخفض إنتاج النفط الخام في السعودية إلى النصف.

 وغرد ترامب "نظراً إلى الهجوم على السعوديّة والذي قد يكون له انعكاس على أسعار النفط، أجزتُ استخدام النفط من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، إذا دعت الحاجة، بكمّية يتمّ تحديدها لاحقاً".

ورغم إعلان الحوثيين المسؤولية عن الهجوم على السعودية، اتهم وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيدو إيران بأنها "وراء الهجوم". وكتب بومبيو على موقع تويتر "طهران تقف وراء ما يقرب من 100 هجوم على المملكة العربية السعودية بينما يتظاهر (الرئيس الإيراني حسن) روحاني و (وزير الخارجية الإيراني محمد جواد) ظريف بالمشاركة في الدبلوماسية". وأضاف: "ليس هناك دليل على أن الهجمات جاءت من اليمن".

من جانبه، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية صحة اتهامات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لإيران بالمسؤولية عن الهجوم على معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية، ووصف الاتهامات بأنها "عمياء وعبثية". ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن المتحدث عباس موسوي القول إن "سياسة الضغوط الأمريكية القصوى تحولت إلى سياسة الكذب القصوى".

وفي تغريدة أخرى، نفى ترامب التقارير التي تفيد بأنه مستعد للقاء القيادة الإيرانية دون شروط مسبقة. وقال "أخبار وهمية تقول إنني على استعداد للقاء مع إيران، بدون شروط ". هذا تصريح غير صحيح (كالعادة!)". وكانت جماعة أنصار الله (الحوثيون)، أعلنت استهداف منشأتي نفط في بقيق وخريص في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، صباح السبت الماضي، بـ10 طائرات مسيرة، وتوعدت بتوسيع نطاق هجماتها داخل العمق السعودي.

وشهد انتاج السعودية، أكبر منتج للنفط الخام في العالم، انخفاضا بـ 5.7 مليون برميل يوميا بعد الهجمات على منشأتي بقيق وخريص، وفقا لشركة أرامكو المملوكة للدولة .

يبلغ إجمالي إنتاج البلاد عادة حوالي 10 ملايين برميل يوميًا، بمتوسط 9.85 مليون برميل يوميًا في آب/ أغسطس الماضي، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وقفزت أسعار الخام العالمية ليلة الأحد لأعلى مستوى لها منذ أربعة أشهر، حيث ارتفع سعر خام برنت، خام القياس العالمي، إلى 70.98 دولار للبرميل في العقود الآجلة - بزيادة قدرها 18 بالمئة عن سعر الإغلاق يوم الجمعة 61.27 دولار- قبل أن تنحسر مسجلة زيادة قدرها حوالي 12 بالمئة. وأعلن الرئيس الأمريكي أيضا أنه أجاز استخدام النفط من "الاحتياطي الاستراتيجي" للولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار في السوق في أعقاب الهجمات على المنشآت النفطية في السعودية.

ومع ذلك، ذكرت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق أنها لا تتوقع أي مشاكل في الإمدادات نتيجة للهجمات. وقالت "نحن على اتصال بالسلطات السعودية وكذلك الدول المنتجة والمستهلكة الرئيسية. وفي الوقت الحالي يتم تزويد الأسواق بمخزونات تجارية وفيرة".

وفي بروكسل ، قال متحدث باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إن الهجوم على المنشآت النفطية "يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الإقليمي" ودعا إلى الحوار. وأضاف، في البيان، :"في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، فإن الهجوم يقوض العمل المتواصل لخفض التصعيد وإجراء حوار". وقال المتحدث :"من المهم كشف الحقائق وتحديد المسؤولية عن هذا الهجوم المؤسف"، وطالب بـ"أقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد".

م.م/ ز.أ.ب (د ب أ)

23 مادة تمت صياغتها عام 1934 ضمن ما يعرف بـ"معاهدة الطائف"، للتخلص من التوتر بين المملكة السعودية وما كان يعرف وقتها بالمملكة المتوكلية اليمنية وترسم الحدود بشكل واضح بين البلدين. المعاهدة كانت نتيجة مفاوضات وجهود وساطة بهدف وضع نهاية للحرب السعودية اليمنية التي اشتعلت في عشرينات القرن الماضي نتيجة الصراع على السيطرة على بعض المدن.

اعتبرت السعودية على مدار التاريخ لاعبا مهما عندما يتعلق الأمر باليمن حتى وإن لم تكن على صلة مباشرة بالأحداث، فبعد قيام ثورة ضد المملكة المتوكلية اليمنية عام 1962 وانقلاب عبد الله السلال على محمد البدر حميد الدين وإعلان قيام الجمهورية في اليمن، فر الأخير إلى السعودية التي تلقى منها الدعم، في حين تلقى أنصار الجمهورية الدعم من الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر. استمرت الحرب لثمان سنوات.

تباين واضح في الخط البياني للعلاقة بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والجارة السعودية، بدأ بحرب الخليج عام 1990 عندما تدهورت العلاقات بشكل واضح بين الرياض وصنعاء بعد أن أبدى صالح تعاطفه مع نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عقب غزوه الكويت.

بعد أعوام قليلة تأزمت العلاقات بين الرياض وصنعاء بشكل كبير من جديد، خلال حرب الانفصال اليمنية أو ما يعرف بحرب صيف 1994، عندما وقفت السعودية بجانب "الحزب الاشتراكي اليمني" في عدن والذي أعلن الانفصال خلال الحرب الأهلية.

ظهر التقلب الشديد في العلاقات بين صالح والسعودية بوضوح بعد اندلاع الثورة في اليمن عام 2011، ومساندة السعودية لصالح، لكن الوضع انقلب للنقيض عندما قدم صالح الدعم للحوثيين، أحد ألد الأعداء للرياض.

رغم التوقعات بأن التوقيع على اتفاقية نهائية لترسيم الحدود بين الجارتين عام 2000، سيضفي المزيد من التناغم على العلاقة بين البلدين، إلا أن الاتفاقية تسببت في غضب داخل اليمن واتهامات لصالح بالتنازل عن إقليم عسير مقابل مبلغ ضخم. وفي عام 2012، خرجت حركة حقوقية يمنية لتطالب باستعادة أراضي يمنية تضمها محافظتا نجران وجيزان السعوديتان، مؤكدة أن صالح قد تنازل عنها للسعودية مقابل مبالغ مالية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل