المحتوى الرئيسى

جونسون متشبث ببريكست على خطى شخصية "هالك" الخارقة

09/15 11:54

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقابلة نشرت الأحد (15 سبتمبر/ أيلول)، عن وجود "تقدم هائل" في الطريق للتوصّل إلى اتّفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي.

الصراع بين البرلمان ورئيس الوزراء البريطاني على أشده. الأخير تلقى ضربات متتالية آخرها رَفض مقترحه لإجراء انتخابات مبكرة. ووسط هذا المشهد المعقد، البرلمان يبدأ عطلة قسرية إلى غاية 14 من الشهر القادم. (10.09.2019)

وقال جونسون في المقابلة التي نشرتها صحيفة "ميل أون صنداي"، إنه "سيكون هناك الكثير من العمل حتّى 17 تشرين الأول/أكتوبر" موعد آخر قمّة للاتّحاد الأوروبي قبل تنفيذ بريكست المقرّر في 31 تشرين الأول/ أكتوبر.

وأضاف "لكنّني ذاهب إلى هذه القمّة وسأحصل على اتفاق، وأنا متفائل جداً"، مؤكدا في الوقت نفسه أنه "في حال لم نتوصل الى اتفاق، فسنخرج في 31 تشرين الأول/ أكتوبر".

وتأتي تصريحات جونسون قبل محادثات مقررة يوم غد الاثنين في لوكسمبورغ مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ومفاوض الاتحاد الأوروبي المكلف بملف بريكست ميشال بارنييه.

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

ويسعى جونسون لإعادة التفاوض على البنود الواردة في الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع التكتل، ورفضها البرلمان، لكن قادة التكتل يصرّون على أنهم لن يقدموا أي تنازلات جديدة.

وتشكل خطة ما يعرف بـ"شبكة الأمان" المسألة الخلافية الكبرى بين الطرفين. وتهدف هذه الخطة إلى إبقاء الحدود مفتوحة بين بريطانيا وإيرلندا، ما من شأنه إبقاء لندن مرتبطة بقواعد الاتحاد الأوروبي التجارية بعد فترة طويلة من إتمام بريكست.

"لن تعجبكم بريطانيا عندما تغضب"

وعبر حواره الصحفي هذا، أرسل بوريس جونسون رسالة جديدة للاتحاد الأوروبي مفادها : "لن تعجبكم بريطانيا عندما تغضب". وعلّل كلامه مستعينا بالشخصية الخيالية الخارقة " هالك" في سلسلة كتب مارفل، للإشارة على "قدرته الشخصية الخارقة على تحطيم القيود". وأوضح رئيس الوزراء البريطاني لصحيفة ميل أون صنداي أنه و"كلما ازداد غضب هالك، كلما أصبح أقوى". وأضاف"ربما يكون بانر مكبل بالقيود، ولكن عندما يتم استفزازه يفجر هذه القيود ليخرج منها".

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

وبروس بانر هو العالم الخيالي الذي يتحول إلى الرجل الخارق الأخضر، هالك، في سلسلة الكتب والأفلام الكوميدية. وقال جونسون" كان هالك يتمكن دائما من الهروب، مهما كانت القيود المفروضة عليه، وهذا هو الحال لهذا البلد، سوف نخرج في 31 تشرين أول/اكتوبر المقبل وسوف نحقق ذلك".

وتعهد جونسون بالالتزام بالخروج في الموعد المحدد حتى وإن لم يتم التوصل لاتفاق. وهو الأمر الذي يواجه معارضة شديدة من قبل البرلمان.

واتضح حجم المعارضة في البرلمان أمس السبت عندما انشق أحد النواب من الحزب المحافظ للانضمام إلى الحزب الليبرالي الديموقراطي المؤيد للاتحاد الأوروبي، في أحدث عملية انشقاق ضد بوريس جونسون. فقد سبق أن تحداه 21 نائبًا محافظًا ودعموا تشريعًا يمنع بريكست بدون اتفاق، فأقالهم من الحزب الحاكم.

المنشق الجديد هو وزير الجامعات السابق سام جيماه الذي انتقد بدوره تهديدات جونسون بالانسحاب من التكتل بدون اتفاق، داعيا إلى إجراء استفتاء جديد على بريكست، بعد التصويت الذي جرى في 2016.

وأصبح الأخير النائب رقم 18 بين النواب الليبراليين الديموقراطيين في مجلس العموم الذي يضم 650 مقعداً. وقال جيماه السبت إن "بوريس جونسون ترك النواب المعتدلين في الحزب المحافظ أمام خيار صعب -- إما الموافقة على بريكست بدون اتفاق أو مغادرة الحياة السياسية".

ووسط هذا المشهد المعقد، خرج عن صمته، رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون والذي نُظم في عهده استفتاء بريكست. وذلك عبر مذكرات من المفترض أن تنشر الخميس القادم، لكن بعضا من مقتطفات أوردتها العديد من وسائل الإعلامية البريطانية. وفيها هاجم كاميرون بوريس جونسون متهما إياه بـ"الشعبوية" وتأييد بريكست فقط لدعم مسيرته السياسية الخاصة.

رئيس الوزراء البريطاني في قمة غضبه بعد أن تلقى 3 ضربات موجعة تحت قبة البرلمان خلال 24 ساعة، أهمها رفض دعوته إجراء انتخابات مبكرة ومنع الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. كل ذلك يثبت أن الحاكم الحقيقي في البلد هو البرلمان. وهذا ما يجب أن تكون عليه الديمقراطية.

الناظر للصورة يظن أنها لوحة درامية. من سخرية الأقدار على رئيس الوزراء بوريس جونسون أن غريمه هنا رئيس البرلمان جون بيركو ينتمي لنفس حزبه المحافظ. بيد أن بيركو يدافع عن البرلمان في وجه رفيقه الحزبي الذي يريد إخراس صوت الشعب الممثل بالبرلمان. "سأدافع عن الحقوق البرلمانية حتى آخر نفس"، يقول جون بيركو.

صورة النائب ياكوب ريس- موغ هذه انتشرت على وسائل التواصل والإعلام التقليدي كالنار في الهشيم. زميلة له في البرلمان غردت بها معلقة: "الصورة تجسيد للغرور والغطرسة وقلة الاحترام لبرلماننا". والكثيرون غيرها أبدى انزعاجهم. غير أن البعض رأى فيها شبه بلوحة شهيرة يظهر فيها الشاعر الألماني غوته.

"أنا رئيسها" يتنهد جونسون ويبدو هذا ما يفكر فيه تجاه إحدى الحاضرات. ويأتي بحركة غير متوقعة في مثل هذا المحفل العريق. ولكن من ينتظر من الفتى الأشقر الالتزام بالتقاليد؟ ولا حتى الجالسة إلى يمينه.

في النقاش حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي بدأ على معظم النواب المحافظين الانزعاج، بيد عضو واح ابتسم بمليء فيه: رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي. ها هو من أزاحها يتلقى الضربات المدمية. السياسي المخضرم الجالس إلى جانبها، كين كلارك، صعب فك طلاسم تعابير وجه: بكاء أم ضحك. على الأقل نحن لا نعرف. ماذا عنكم؟

لا انتخابات مبكرة ولا خروج بدون اتفاق. هكذا رد البرلمان على جونسون. وهذا ما يجب أن يكون برلمانياً. هل يتعلم الفتى الأشقر الدرس. لا أحد يعتقد ذلك في لندن. ماتن مونو/خالد سلامة

وقال إن جونسون الذي تولّى منصبه في تموز/ يوليو، اعتقد أن تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء 2016 سيزيد شعبيته في الحزب المحافظ.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل