المحتوى الرئيسى

"فخورة بيه".. سُهاد توثق حياة ابنها المُصاب بـ"داون" عبر إنستجرام

09/12 17:34

حين بلغ نوح شهره الثامن، كان لسُهاد طنطاوي موعد مع طبيب الأطفال. لا تنسى الأم تفاصيل ذلك اليوم جيدا، وجه شقيقتها المتغير، وصمت والدتها، ومحاولات زوجها للتخفيف، وقتها أخبرها الطبيب بإصابة صغيرها نوح بمتلازمة داون، كانت الصدمة قوية، لم تلاحظ سُهاد أي اختلاف على نوح، اختلطت مشاعرها بين الحزن وعدم التصديق والغضب؛ "لأن البيت كله كان عارف ما عدا أنا ووالدتي".

فترة عصيبة مرّت بها الأم التي تعيش في مدينة المنصورة رفقة عائلتها، احتاجت وقتا حتى تستوعب الأمر، كان زوجها وعائلتها خط الدعم الدائم لها ولنوح "كنت بفتكرهم بيساعدوني عشان صعبانين عليهم بس هما بيحبوا نوح فعلا وبيحبوا يكونوا جنبه وبيفتخروا بيه"، لذا وقبل حوالي شهر أنشأت مع أشقائها حسابا عبر موقع إنستجرام "بننشر فيه صورنا مع نوح من أول ما اتولد ولحد دلوقتي.. عشان بس نقول للناس إن أفكارهم عن المتلازمة غلط".

"أنا والدة نوح. أنا عملته عشان عايزة الناس تعرف إن متلازمة داون دي مش مرض، المرض موجود في عقول الناس اللي فاكرة إن متلازمة داون عندهم نقص في حاجة، هم ممكن يكونوا بيتأخروا في حاجات بس هم أذكى من ناس كتير أعرفهم الحقيقة".. كلمات بسيطة لخصت بها سُهاد سبب وجود الحساب، خلال الفترة القليلة الماضية، لم تكن الأم الثلاثينية تفعل شيئا سوى نشر صور نوح الذي تمّ العام ونصف العام لتوّه، في مراحل مختلفة، مع ذكر جُمل مقتضبة، لكن تلك الخطوات البسيطة كان لها بالغ الأثر في نفس سُهاد، حتى أن عدد المتابعين وصل لحوالي 10 آلاف شخص.

حين علمت سُهاد بالخبر من الطبيب "فضلت قافلة على نفسي في البيت فترة أنا ونوح"، كان ذلك قبل 7 أشهر، لكن الحساب عبر الإنستجرام كسر ذلك الحاجز "فيض الحب والتشجيع اللي شوفته من الناس بسطني جدا وحسسني أد إيه أنا مش لوحدي"، في الفترة التي انغلقت فيها الأم على نفسها لم تكف عن مساعدة ابنها، كانت تسافر من المنصورة أسبوعيا ليحصل على المساعدة اللازمة في عدة مجالات طبية وشخصية "بس السفر كان متعب.. فقدرت أوفّر له المتخصصين في المنصورة هنا".

عالم نوح مُبهج؛ هكذا فطنت والدته منذ اللحظة الأولى، نقلت ذلك عبر الصور تارّة والفيديوهات تارّة أخرى، لا تُفضل سُهاد إحداها عن الأخرى، لكنها تذكر غناءه مع الفنان عمرو دياب في فرح أحد أقربائها "ساعتها اتفقنا مع مدير أعماله إن نوح يغني معاه"، تقول الأم ضاحكة.

عبر الإنستجرام، لم تكد الأيام تمر حتى استقبلت الأم العديد من الرسائل، ليست للتشجيع فقط "كذا حد سألني عن ولادهم"، قدّمت سُهاد النصائح بقدر المستطاع "سواء التحاليل اللي مفروض تتعمل أو طريقة التعامل"، كانت أبرزها تلك المتعلقة بطمأنة الأمهات "الحياة مبتقفش عشان داون.. الأطفال أذكياء جدا وعندهم قدرات عظيمة.. إحنا بس مبنشوفش ده"، روت لها بعض السيدات عن رفض الحضانات استقبال أبنائهم، فيما تنتظر سُهاد لُتجرّب الأمر بنفسها خلال الأشهر القادمة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل