مشاورات مكثفة لإخراج إيطاليا من الأزمة

مشاورات مكثفة لإخراج إيطاليا من الأزمة

منذ 4 سنوات

مشاورات مكثفة لإخراج إيطاليا من الأزمة

الرئيس الإيطالي سرغيو ماتاريلا في ميلانو في 12 يوليو 2019\nيمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام\nروما: بدأت إيطاليا الخميس جولة ثانية من المشاورات لإيجاد حل للأزمة السياسية التي تهز البلاد بعد بعد تفكك الحكومة الشعبوية التي كانت تضم الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني وحركة 5 نجوم.\nويجري الرئيس سيرجيو ماتاريلا  لليوم الثاني على التوالي مشاورات مع كافة الأحزاب.\nوقال سالفيني "لا يمكن ان نلعب لعبة السلطات او مناورات القصر الرئاسي بل السبيل الوحيد هو الانتخابات" متهما الاحزاب الاخرى بالسعي الى تشكيل جبهة "مناهضة لسالفيني وللرابطة".\nمن جهته، أعلن زعيم حركة 5 نجوم لويجي دي مايو الخميس أنه مستعد للتفاوض لتشكيل "غالبية متينة" في البرلمان.\nوقال "في الساعات الأخيرة أطلقنا كل المباحثات اللازمة للتوصل الى غالبية متينة تخدم المواطنين" موضحا أن الحركة لا ترغب في اقتراع جديد فورا "لانه لا يزال امامنا الكثير لنحققه".\nوتابع "لن نترك السفينة تغرق"موضحا ان حركته هي الاكبر في البرلمان. \nواقترح الحزب الديموقراطي، أبرز حزب يساري، على الرئيس تحالفا مع حركة 5 نجوم التي تخلى عنها وزير الداخلية سالفيني في 8 آب/أغسطس بعد 14 شهرا.\nوتحدث زعيم الحزب نيكولا زينغاريتي عن "حكومة تغيير" و"بديل لليمين". ولدى خروجه أوضح أن الشروط الخمسة المطروحة اعتبارا من الأربعاء لوحدة مع حركة 5 نجوم "غير قابلة للتفاوض" تشمل أولا تأكيدا ل"هوية إيطاليا الأوروبية".\nوالشروط الأخرى هي "مركزية البرلمان" ونمو يحترم البيئة وتغيير جذري في إدارة الهجرة وتحول اقتصادي يتجه أكثر إلى إعادة التوزيع والاستثمارات.\nودعا رئيس الحكومة السابق زعيم فورتسا ايطاليا (يمين وسط) سيلفيو برلوسكوني إلى تشكيل "غالبية برلمانية من اليمين الوسط لحماية الإيطاليين من القمع القضائي والضريبي والبيروقراطي" على يد أكثرية يسارية.\nوإذا تعذر الأمر "السبيل الوحيد سيكون الانتخابات". ومع شركائه في الانتخابات التشريعية في ربيع 2018 - الرابطة وحزب فراتيلي ديتاليا بزعامة جورجا ميلوني - قد يحصل على أكثر من 50% من الأصوات بحسب استطلاع للرأي.\nوميلوني التي استقبلها الرئيس أولا طالبت بانتخابات فورية "السبيل الوحيد المحترم لايطاليا" خلافا ل"غالبية برلمانية لن تعكس توافقا شعبيا".\nولم يشر برلوسكوني مباشرة إلى اقتراح رومانو برودي - الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء السابق - تشكيل غالبية يسارية-يمينية مؤيدة لاوروبا على غرار التحالفات الالمانية.\nلكنه حذر من "ائتلاف سيكون ثمرة غالبية جديدة بين احزاب مختلفة. غالبية مرتجلة فقط في البرلمان وليس في البلاد. غالبية لن تحترم معظم الناخبين الايطاليين".\nوبعد مشاورات الخميس يلقي ماتاريلا كلمة في الساعة 18,00 (16,00 ت غ). وكان رئيس الوزراء جوزيبي كونتي استقال الثلاثاء بعد شهر من انهيار التحالف ومحاولة زعيم حزب الرابطة سالفيني ارغام البلاد على اجراء انتخابات مبكرة بعد 14 شهرا فقط من توليه السلطة. \nوأثارت الحكومة الايطالية غضب العديد من القادة الأوروبيين بسبب تبنيها خطا قوميا وموقفا متشددا حيال المهاجرين خاصة من قبل سالفيني، ومحاولة انتهاك قوانين الاتحاد الأوروبي بشأن الموازنة.\nوبين الخيارات الرئيسية تشكيل ائتلاف جديد وحكومة تكنوقراط لفترة قصيرة، أو إجراء انتخابات قبل موعدها المقرر بأكثر من ثلاث سنوات. \nرحبت الأسواق حتى الآن بنهاية حكومة الائتلاف في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، حيث ارتفعت بورصة ميلانو الأربعاء. \nومعدل الديون في البلاد البالغ 132% من إجمالي الناتج المحلي، هو ثاني أعلى معدل في منطقة اليورو بعد اليونان، كما تزيد نسبة بطالة الشباب حاليا عن 30%.\nوتجد الحكومات المتتالية صعوبة مستمرة في خفض مستويات الديون والبطالة. \nوقالت جين فولي المحللة في رابوبنك ان "المشهد السياسي غير المتجانس في ايطاليا وتحديات الموازنة التي يواجهها ذلك البلد تتجاوز كونها أزمة ديون سيادية". \nويتعين على روما تمرير الموازنة خلال الأشهر الخمس المقبلة وإلا ستواجه ارتفاعا تلقائيا في ضريبة القيمة المضافة التي ستكون الأسر ذات الدخل المتدني الأكثر تضررا وقد تؤدي الى ركود اقتصادي. \nوصرح اندريا مونتانينو كبيرة الاقتصاديين في الاتحاد العام للصناعات الإيطالية "وصلت الأزمة إلى مفترق خطير بالنسبة لأوروبا وسط مخاطر حدوث ركود في ألمانيا وتشكيل مفوضية أوروبية جديدة، ويمكن أن يكون سببا رئيسيا في تدهور الثقة في منطقة اليورو". \nوعقب انتخابات العام الماضي، تشكلت الحكومة بعد أشهر من المشاورات الصعبة. وأوضح ماتاريلا أنه يريد انتهاء المشاورات بسرعة لكن الخلافات بين الحزب الديموقراطي وحركة خمس نجوم عميقة، وهو ما يمكن أن يعقد جهود تشكيل ائتلاف.\nوسيحتاج تشكيل تحالف بين الحزبين الحصول على دعم الأحزاب الأصغر لتشكيل حكومة فعّالة. ويتم التداول باسماء اخرى لتولي رئاسة الوزراء مثل مارتا كارتابيا (56 عاما) نائبة رئيس المحكمة الدستورية التي يؤيدها ماتاريلا.

الخبر من المصدر