بعد رفض إيطاليا.. إسبانيا ترسل سفينة لإنقاذ مهاجرين

بعد رفض إيطاليا.. إسبانيا ترسل سفينة لإنقاذ مهاجرين

منذ 4 سنوات

بعد رفض إيطاليا.. إسبانيا ترسل سفينة لإنقاذ مهاجرين

أعلنت إسبانيا الثلاثاء (20 آب/أغسطس 2019) أنها سترسل سفينة عسكرية إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية لنقل مهاجرين عالقين منذ 19 يوما على متن سفينة تابعة لمنظمة خيرية بعد رفض إيطاليا استقبالهم. وذكرت الحكومة في بيان أن "سفينة اوداز ستغادر مساء اليوم وستبحر لمدة ثلاثة أيام إلى لامبيدوزا حيث ستتولى مسؤولية المهاجرين الذين انتشلتهم سفينة أوبن آرمز".\nوقد أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في تغريدة أن السفينة العسكرية الإسبانية باتت جاهزة للإبحار اليوم واصفا مهمتها بـ "حالة الطوارئ الإنسانية".\nوفي وقت سابق من الثلاثاء قفز 10 مهاجرين يائسين أنقذتهم السفينة التابعة لمنظمة "بروآكتيفا أوبن آرمز" غير الحكومية، في الماء لمحاولة الوصول سباحة إلى جزيرة لامبيدوزا المجاورة. وحذرت المنظمة المالكة للسفينة من أن الوضع "خارج عن السيطرة" بعد أن رفضت إيطاليا دخول السفينة إلى مرافئها.\nرفضت منظمة "بروآكتيفا أوبن آرمز" غير الحكومية عرض مدريد استقبال سفينتها الإنسانية التي تنقل نحو مئة مهاجر في البحر المتوسط، معتبرةً أن الوصول للمرفأ الذي اقترحته إسبانيا "غير قابل للتحقيق على الإطلاق". (18.08.2019)\nدعت منظمة ألمانية المستشارة ميركل لإطلاق مبادرة لإنقاذ اللاجئين في المتوسط ونقلهم إلى داخل الأراضي الأوروبية، محذرة من خطورة إعادتهم إلى ليبيا، فيما دعت ميركل إلى استئناف عمليات الإنقاذ بجهود حكومية على غرار مهمة "صوفيا" (16.08.2019)\nيشار إلى أن السفينة متوقفة قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا منذ أيام وتسعى إلى الحصول على تصريح للرسو في مينائها، فيما يتزايد الوضع توترا مع الشعور باليأس لدى المهاجرين الذين يتواجد بعض منهم على متن السفينة منذ إنقاذهم قبالة ليبيا قبل 19 يوما. وذكرت المنظمة في تغريدة أن أحد المهاجرين وعددهم 98 مهاجرا، قفز في الماء في محاولة للسباحة إلى جزيرة لامبيدوزا.\nوبعد ساعات قالت المنظمة إن تسعة آخرين ألقوا بأنفسهم في الماء للوصول إلى شاطئ لامبيدوزا"، مؤكدة أن "الوضع خارج السيطرة". وذكرت المتحدثة باسم المنظمة أنه تم انتشال التسعة من الماء وأصبحوا "على متن قارب تابع لخفر السواحل الإيطالي".\nوأعربت فرنسا من جهتها عن استعدادها استقبال 40 شخصاً من الموجودين على متن "أوبن آرمز"، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية الأحد لوكالة فرانس برس. وسمح وزير الداخلية الإيطالي وزعيم اليمين المتطرف ماتيو سالفيني السبت على مضض بإنزال 27 مهاجراً قاصراً لكنه ظل على رفضه إنزال بقية المهاجرين.\nأعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .\nحسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.\nفي آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.\nبقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.\nفي ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.\nمع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.\nمهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".\nلكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو

الخبر من المصدر