ميدان التحرير.. قصة طويلة من معالم القاهرة الخديوية إلى رمز للحرية

ميدان التحرير.. قصة طويلة من معالم القاهرة الخديوية إلى رمز للحرية

منذ ما يقرب من 5 سنوات

ميدان التحرير.. قصة طويلة من معالم القاهرة الخديوية إلى رمز للحرية

كلف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أمس الأحد، الحكومة بالبدء في تطوير ميدان التحرير ضمن خطة الحكومة لتطوير الأماكن التاريخية في مدينة القاهرة؛ لما لذلك الميدان من أهمية لكونه أحد أشهر الميادين في مصر، بل وفي العالم، خاصة لما شهده من أحداث سياسية هامة كان على رأسها انطلاق ثورة 25 يناير.\nوفي السطور التالية ترصد "الشروق" بعض المعلومات عن الميدان الأشهر في مصر..\nنستكشف تاريخ ميدان التحرير من خلال كتاب "شوارع لها تاريخ.. سياحة في عقل الأمة" للكاتب عباس الطرابيلي، المنشور عام 1996.\nيقول الطرابيلي: "بعد تولي الخديو إسماعيل أمر بالتوسع في تعمير المنطقة الممتدة من شاطئ النيل عند ثكنات الجيش وحتى باب اللوق وكلف كبير مهندسي مصر علي باشا مبارك بتحويل تلك المنطقة إلى واجهة حضارية للعاصمة فاختار 617 فداناً للحي الجديد، وكان بعضها لازال أراض خربة تحتوي على كثبان من الأتربة وبرك للمياه، فخططها وأنشأ فيها الشوارع والحارات على خطوط مستقيمة أغلبها متقاطع على زوايا قائمة ودقت شوارعها وحارتها بالحجر الدفشوم"، وذلك سعيا من الخديو لمحاكاة ميدان شارل ديجول بعاصمة النور باريس في فرنسا.\nوهدف الخديو إسماعيل، لبناء عمارات كبيرة وعصرية وفي عام 1874 بلغت المساحة التي شغلت بالمباني 257 فداناً، وهكذا ظهرت شوارع قصر النيل وسليمان باشا وقصر العيني وشارع قصر النيل وشارع الفلكي وشارع عماد الدين.\nوكلف إسماعيل شركة "فيف ليل" الفرنسية، بإنشاء كوبري معدني لتسهيل الوصول للجزيرة الموجودة على الضفة الأخرى للنيل، فكان كوبري إسماعيل الذي تم تسميته فيما بعد بكوبري قصر النيل.\nوكان من المقرر وضع تمثال خاص بالخديو إسماعيل وتم بناء قاعدته في وسط الميدان، لكن تم إلغاء الفكرة لأن التمثال وصل إلى ميناء الإسكندرية قادما من إيطاليا بعد 3 أيام من قيام ثورة 23 يوليو عام 1952، فلم يُكتب للخديو أن ينعم بتمثاله في الحي الذي أنشأه ميدان التحرير، والذي كان مقررا تسميته بـ"حي الإسماعيلية".\nووفق كتاب "تاريخ مصر عبر العصور الجزء 3"، كان يطل على حي الإسماعيلية "ميدان التحرير" معسكر قوات الاحتلال البريطاني في "قشلاقات" ثكنات قصر النيل، الذي بناه محمد علي باشا، وجدده محمد سعيد باشا، وقد هُدم هذا القصر لإصلاح الميدان بعد عام 1882، وبُني مكانه فندق النيل هيلتون ومقر جامعة الدول العربية وحدائق كبيرة للتنزه.\nضمن المناطق التي بناها الخديوي إسماعيل بالقرب من ميدان التحرير، قصر عابدين والذي نُقل فيه الحكم بعد أن ظلت مصر تُحكم من القلعة لسنوات طويلة.\nوشهد ميدان التحرير مواجهات سياسية مختلفة عبر السنين، منها المناوشات بين المحتجين والقوات الأمنية خلال أحداث ثورة 1919، والمظاهرات المناهضة عام 1935 ضد الاحتلال الإنجليزي، كما شهد مظاهرات 18 و19 من يناير عام 1977 خلال فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات.\nوشهد ميدان التحرير أحد أهم الأحداث السياسية التي مرت على مصر في تاريخها الحديث وهو انطلاق ثورة 25 يناير، حيث كان الشرارة الأولى للمظاهرات التي أدت لتنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.\nيضم الميدان مجموعة هامة من المنشآت منها المتحف المصري، والجامعة الأمريكية، ومقر جامعة الدول العربية، ومجمع المصالح الحكومية المعروف بمجمع التحرير، وكنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية، وفندق النيل هيلتون ومقر السفارة السعودية.\n• الميدان في الأعمال الفنية والأدبية\nمنذ قيام ثورة 25 يناير تحولت الكتابة عن ميدان التحرير من كتابة تاريخية إلى أدبية تحمل القصص والحكايات من داخل قلب الميدان فنجد كتب تحمل اسمه مثل "الثورة الآن.. يوميات من ميدان التحرير" و"أيام الحرية في ميدان التحرير" و"مائة خطوة من الثورة.. يوميات من ميدان التحرير".\nكما أصبح الميدان موقعا لتصوير الكثير من الأفلام السينمائية التي تناولت ثورة 25 يناير بصور مختلفة مثل فيلم "بعد الموقعة" وتم إنتاجه عام 2012 للمخرج يسري نصرالله، ويحكي عن موقعة الجمل الواقعة في الميدان، وهي إحدى المعارك الشهيرة في خلال الـ18 يوما التي شملتهم الثورة.\nوالفيلم الوثائقي "الميدان" وتم إنتاجه عام 2013 وتم تصويره في قلب ميدان التحرير، وتدور أحداثه منذ قيام ثورة 25 يناير في 2011 وحتى 30 يونيو عام 2013.\nوفيلم "18 يوما" وهو يحكي تفاصيل المظاهرات داخل ميدان التحرير، و يضم 10 أفلام قصيرة تعاون في العمل أكثر من 20 ممثلا و10 مخرجين و8 كتاب و3 شركات إنتاج، لتوثيق أيام الثورة في الميدان منذ بدء المظاهرات في 25 يناير حتى تنحي حسنى مبارك في 11 فبراير.\nومن الأسماء المساهمة في العمل أحمد حلمي ومنى زكي وهند صبري وناهد السباعي، والكتاب بلال فضل وعباس أبو الحسن وتامر حبيب، ومن مخرجي الفيلم شريف عرفة ويسري نصرالله وكاملة أبو زكري.

الخبر من المصدر