مباني وسط القاهرة.. أسرار وتاريخ | المصري اليوم

مباني وسط القاهرة.. أسرار وتاريخ | المصري اليوم

منذ ما يقرب من 5 سنوات

مباني وسط القاهرة.. أسرار وتاريخ | المصري اليوم

المبانى التاريخية وحدها تمثل عالمًا مليئًا بالحكايات التي تتداولها عصور وأجيال مختلفة عبر الزمان، فعندما نقف أمام مبانى وسط القاهرة نستشعر معها عبق التاريخ وحكاياته التي كُتب فيها مئات الكتب، ومازالت إلى الآن عاجزة عن تدوين كل أسرارها وأغوارها من شدة جمالها وجاذبيتها وشهادتها على عصور من أمجاد الفراعنة.\nعُرفت المبانى بالتراث والطُّرز المعمارية التي لها شكل فريد يختلف عن الأبنية والعقارات الموجودة، فقد شيدها فنانون إيطاليون ويونانيون، ومصريون أيضًا، استقر عدد كبير منهم في مصر، وبنوا عقاراتهم المميزة في شوارع متنوعة، منها شامبليون، ميدان التحرير، مصر الجديدة.. وغيرها من مناطق الوطن، ومن هؤلاء المشيدين أبناء الجالية اليونانية الذين استقروا في مصر، فعندما نسترجع بداية تشييد تلك المبانى، نتذكر محمد على، والى مصر، الذي شرع في بناء دولته الحديثة، فقرر الاستعانة بخبراء أجانب في مختلف التخصصات، فكان اليونانيون في المرتبة الأولى، وذلك لأنها أكثر الجاليات الأجنبية انتشارًا في مصر وأكبرها.\nيشار إلى أن الجالية اليونانية تأسست بمصر في مدينة الإسكندرية عام 1843 على أيدى عدد من رجال الاقتصاد اليونانى المقيمين في مصر وقتها، أعقبها تدشين مقار للجالية في عدد من المدن الأخرى، أبرزها القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية وميت غمر وأسيوط. ونتيجة لنظام الامتيازات الأجنبية الذي كان يعفى اليونانيين من دفع الضرائب فقد نزحت الأغلبية منهم إلى القاهرة وجعلوا منها مركزًا تجاريًا لهم.\nمبني مدبولي بميدان طلعت حرب\nوتعتبر مبانى وسط البلد التراثية «كوزموبوليتانية»، وقد كانت سِمة مصرية جسدت التعدد الثقافى والعرقى في ذلك العصر، ولم تكن مبانى شيدها المستعمرون الأجانب لأبناء الاستعمار كما هو الحال في عمارات مدن كثيرة في شمال إفريقيا والهند، وعلى سبيل المثال نجد في قلب منطقة وسط البلد عمارات تم بناؤها وفق الطراز المعمارى السائد في أوروبا وقت البناء، فكان يختلف كل القائمين بتشييد هذه المبانى وساكنيها، فكان المالك يهوديًا، والمهندس فرنسيًا، والسكان خليطًا من المصريين والأرمن والإيطاليين وهكذا.. ومازالت بعض هذه المبانى التي نجت من التأميم ملكًا لما تبقى من ورثة، وبالنظر لمنطقة وسط البلد بالقاهرة فقد تركز بها عدد لا بأس به من أفراد الجالية اليونانية، وبنوا عقاراتهم في مختلف الشوارع، منها شامبليون و«ميدان الإسماعيلية» ميدان التحرير حاليًا، حيث أضافت تصميماتهم الشكل المميز.\nيذكر أن أحد المالكين اليونانيين وهو «سارباكيس» يمتلك نحو ثلاثين عمارة بمنطقة وسط البلد، ولكنه سافر إلى اليونان في السبعينيات، وأوكل إلى المحامى اليونانى «دوس» مهمة بيع عماراته، فباع الكثير منها ولم يتبق منها سوى العمارتين رقم 9 شارع ميريت المصممة على طراز النيو باروك الفرنسى بمساحة 910 أمتار، و11 شارع ميريت المصممة على طراز أرت ديكو بمساحة 870 مترا بميدان التحرير، وتقع هذه العمارة بمنطقة وسط البلد وتحديدًا في 41 شارع قصر النيل، وقد تم بناؤها عام 1900م على يد معماريين فرنسيين في عهد الخديو عباس حلمى الثانى، صمدت العمارة أمام الزلازل التي ضربت مصر على مدى 119 سنة مضت، وسبب صمودها أنها لم تُبنَ على وجود أساسات مسلّحة، بل هي عبارة عن تضافر للأسياخ الحديدية مع بعضها، ويتسم بهو العمارة بالضخامة، فهو يحفل بديكورات من الرخام، وله سقف مرتفع يأخذ شكلًا نصف دائرى، ويمتد حتى سلالم الصعود، وللمبنى سُلّمان للخدمة، وواجهة مميزة على شكل قوس حول ميدان مصطفى كامل، ولها 3 واجهات تطل على ميدان مصطفى كامل وشارعى قصر النيل ومحمد فريد. تتبع العمارة الشركة الأهلية للتأمين التي انضمت لشركتى مصر للتأمين والشرق الأهلية للتأمين، وتولت الشركة أعمال تجديدها وطلاء واجهاتها، كان آخرها منذ خمس سنوات، وللعمارة مدخل واحد، وتقع في سبعة أدوار، وتضم ما بين مكاتب إدارية ومحامين وشقق سكنية، إضافة إلى السطح.\nبحسب الحاج على محمد، حارس العمارة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، والذى يضيف: «تعاقب على السكن بتلك العمارة المميزة العديد من المشاهير، أبرزهم الدكتور حسام موافى رائد طب الباطنة وأستاذ طب الحالات الحرجة بمستشفى قصر العينى».\nبنيت عام ١٩٣٤ تقريبًا، وصممها Garo Balian، حيث شيدها من ٩ طوابق يظهر فيها التناسق والتناغم وكأنها قطعة موسيقية يستمتع المارون أسفلها بالنظر إلى تفاصيلها التي تحمل الفن المعمارى في أسمى معانيه، وقد اشتهرت «يعقوبيان» بعد أن تم إنتاج فيلم سينمائى على اسم المبنى.. ويقال إن مشاهد الفيلم صُورت في مبنى آخر بالرغم من أن اسم الفيلم كان «عمارة يعقوبيان».\nبنيت هذه العمارة عام 1934 على الطراز النيو كلاسيكى، من تصميم المعمارى الإيطالى الشهير ماريو روسى، وكان له العديد من تصميمات المساجد المميزة في مصر، أشهرها: مسجد المرسى أبوالعباس بالإسكندرية ومسجد عمر مكرم بالتحرير.. امتلكها الدكتور «جاستونوايزر»، مؤسس شركة وايزر الشهيرة لمستحضرات التجميل.\nعمارة شركة التأمين الأهلية بوسط البلد\nتأسّست عام 1909، ولعلها أقدم شركة مستحضرات تجميل في مصر، مازالت تعمل حتى الآن، وكان مقر الشركة- ولا يزال- في 79 شارع رمسيس. في الستينيات، انتقلت ملكيتها إلى دكتور شاكر بولس، ثم بعد وفاته إلى ابنته دكتورة سلوى بولس.\nيعد من المسارح الرئيسية في وسط المدينة، وكان مغلقًا لمدة سنوات. وهو المكان الذي كان يُعرض من خلاله برنامج «البرنامج» الذي كان يقدمه د. باسم يوسف.. وأيضًا كان يصور بداخله البرنامج الشهير «أبلة فاهيتا».. والأجمل أن المسرح الموجود بالداخل هو المسرح الذي غنت عليه السيدة «أم كلثوم» أغنية «عرفات».. حيث يحتوى المسرح على ٩٠٠ كرسى، وهذا ما جعله مغلقًا لسنوات، نظرًا لعدد كراسيه الكثيرة ولم يوجد جمهور كافٍ له.\nالمطل على ميدان طلعت حرب، الذي بُنى عام ١٩٣٤ تقريبًا، ويتكون من ٩ طوابق من تصميم: leo Nafilyan\nبُنى ما بين عام ١٩١٣ و١٩٢٨، ويتكون من ٥ طوابق.\nيطل المبنىعلى ميدان مصطفى كامل. أنشئ عام 1897م على طراز عمارة إيطاليا بفنيسيا للمعمارى «أنطونيو لاشياك»، ويتكون من بدروم وطابق أرضى وطابقين متكررين وغرف وسطح على مساحة 910 أمتار.\nمبنى «الشوربجي» أو عمارة «برايان ديفز»\nأحد أشهر وأجمل بنايات منطقة «وسط البلد».. تم تشييده في عام 1911م، ويتكون من 7 طوابق، ويقع المبنى في 16 شارع عبدالخالق ثروت، تصميم المهندس المعمارى «روبرت ويليامز». كان هناك أربعة أشقاء من رجال الأعمال الإنجليز من عائلة تسمى «برايان ديفز»، وكانوا يريدون شراء قطعة أرض لإقامة محال تجارية لهم، واشتروا القطعة التي عليها المبنى حاليًا، وبنوها على الطراز الإنجليزى، وفى الخمسينيات باع الإخوة المبنى لمستثمرين سوريين من عائلة «الشوربجي» وأطلق على المبنى هذا الاسم حتى الآن.\nبُنى عام ١٩٠٨، فهو عبارة عن مبنى فخم يقع في شارع طلعت حرب بالقرب من الميدان، يتميز ببساطة مبانيه وجمال تصميمه ورُقيه مما جعله أبرز الأماكن لاجتماعات رجال السياسة والثقافة، وهو ما زاد من شهرة ومعرفة المكان، حيث اعتاد زيارته الأديب العالمى نجيب محفوظ.

الخبر من المصدر