المحتوى الرئيسى

أكثر من 20 قتيلا في غارات على سوق شعبي بشمال غرب سوريا

07/22 15:42

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بشن طائرات روسية صباح الإثنين (22 يوليو/ تموز 2019) غارات "استهدفت سوقاً لبيع الخضار بالجملة في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي". وتسبّب القصف وفق آخر حصيلة للمرصد، بمقتل 23 شخصاً هم 19 مدنياً و"أربعة مجهولو الهوية حتى الآن". كما أصيب 45 آخرين بجروح، حالات بعضهم حرجة، بينما تستمر عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.

وطال القصف وفق ما أوضح رئيس المجلس المحلي في مدينة معرة النعمان بلال ذكرى لوكالة فرانس برس "أطراف السوق الشعبية في المدينة، وأحدث أضراراً كبيرة في المحال وممتلكات المدنيين". وقال إن القصف حدث عند "الساعة الثامنة صباحاً (05,00 ت غ)، في وقت يخرج فيه الناس لقضاء حاجاتهم وإلى أعمالهم".

أعربت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وعدد من الدول الأخرى الأعضاء بمجلس الأمن عن قلقها العميق بشأن الوضع في إدلب محذرة من خطر وقوع كارثة إنسانية. إنسانياً، علّقت منظمات إغاثية عدة أنشطتها في المحافظة. (11.05.2019)

يتعرض ريف إدلب الجنوبي مع ريف حماة الشمالي لقصف جوي سوري وروسي كثيف. وطالبت العفو الدولية مجلس الأمن بالتدخل لوقف قصف مستشفيات إدلب واعتبرته "جريمة حرب". كما تحدث دبلوماسيون بمجلس الأمن عن "تصعيد مروع" و "كابوس إنساني". (17.05.2019)

وقال عبد الرحمن الياسر، وهو رجل إنقاذ من فريق الدفاع المدني في إدلب يبحث عن جثث ضحايا تحت الأنقاض، لرويترز "جثث العالم في الأرض. الله ينتقم من (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(الرئيس السوري) بشار على جرائمهم".

ومن جانبها نفت وزارة الدفاع الروسية الاثنين شن الغارات على سوق معرة النعمان، وقال بيان للوزارة نقلته وكالة "تاس" الحكومية للأنباء إن "التصريحات المنقولة عن ممثلين لم يكشف عن اسمهم من منظمة الخوذ البيضاء التي تمولها بريطانيا والولايات المتحدة بشأن ضربة مزعومة لطائرات روسية في سوق في معرة النعمان هي تصريحات كاذبة".

وجاءت حصيلة القتلى الإثنين غداة مقتل 18 مدنياً، 17 منهم بقصف سوري على مناطق عدة في إدلب ومحيطها. كما أدت غارات روسية على مدينة خان شيخون إلى مقتل مدني آخر هو أنس الدياب (22 عاماً) المتطوع في منظمة الخوذ البيضاء ومصور فوتوغرافي ومصور فيديو تعاون مع وكالة فرانس برس.

وتتواجد فصائل اسلامية مقاتلة بالإضافة إلى هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في المدينة، من دون أن يكون لها أي مقرات عسكرية فيها وفق المرصد. وتمسك هيئة تحرير الشام بزمام الأمور إدارياً وعسكرياً في محافظة إدلب ومحيطها، حيث تتواجد أيضاً فصائل إسلامية ومقاتلة أقل نفوذاً.

وتتعرّض محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لتصعيد في القصف السوري والروسي منذ نهاية نيسان/ أبريل، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي. ومنذ الفترة قتل أكثر من 650 مدني جراء القصف السوري والروسي، فيما قتل 53 مدنياً في قصف للفصائل المقاتلة والجهادية على مناطق سيطرة قوات النظام القريبة، وفق المرصد السوري.

ص.ش/ح.ز (أ ف ب، د ب أ، رويترز)

تعتبر محافظة إدلب في شمال غربي سوريا آخر المعاقل الرئيسية لفصائل المعارضة، وتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة فهي من جهة محاذية لتركيا الداعمة للمعارضة، ولمحافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد من جهة ثانية. كما أن مدينة إدلب (مركز المحافظة) لا تبعد عن طريق حلب - دمشق الدولي سوى 20 كليومتراً.

قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا كان غالبية سكان إدلب يعتمدون على الزراعة وخصوصاً الزيتون والقطن والقمح. وبسبب اشتهارها بزراعة الزيتون فقد كان يطلق عليها "إدلب الخضراء". كما أنها كانت سوقاً تجارياً واسعاً للمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى كونها أحد مراكز صناعة الصابون في سوريا.

وتعرف محافظة إدلب بكثرة متاحفها ومواقعها الأثرية التي تعود لحقب تاريخية قديمة، ومن أبرزها مدينة إيبلا الأثرية، إحدى أقدم الممالك في سوريا قبل الميلاد. قبل اندلاع النزاع في 2011، كان متحف إدلب يتميز باحتوائه على مجموعة قيمة من الرقم المسمارية، التي تروي عبر نصوص سياسية وأدبية تاريخ مملكة إيبلا. إلا أن المتحف الذي أُعيد افتتاحه هذا الشهر، لم يسلم خلال سنوات الحرب من القصف وأعمال السرقة والنهب.

انضمت محافظة إدلب سريعاً إلى ركب الاحتجاجات على النظام السوري التي اندلعت في آذار/ مارس 2011، والتي تحولت لاحقاً الى نزاع مسلح تعددت أطرافه. وفي آذار/ مارس 2015 سيطر "جيش الفتح"، وهو تحالف يضم فصائل إسلامية وجهادية بينها جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة بسوريا) التي تحولت إلى "هيئة تحرير الشام" على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية.

بعد اقتتال داخلي بين الفصائل المتعددة في 2017، باتت هيئة تحرير الشام تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب مقابل تواجد محدود لفصائل أخرى أبرزها حركة أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي. وفي 18 شباط/ فبراير 2018، أعلنت الحركتان المذكورتان اندماجهما تحت مسمى "جبهة تحرير سوريا" لتخوضا مجدداً معارك مع جهاديي هيئة تحرير الشام.

ومنذ سيطرة فصائل المعارضة عليها، وطوال سنوات، شكلت محافظة إدلب هدفاً للطائرات الحربية السورية والروسية، كما استهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديين جهاديين فيها بشكل دوريّ. ويعيش في إدلب حالياً نحو 2,3 مليون شخص بينهم أكثر من مليون نزحوا من مناطق أخرى، مع أعداد كبيرة من المقاتلين الذين رفضوا إلقاء السلاح ولا سيما من الغوطة الشرقية التي خضعت لحصار طويل وهجمات عنيفة.

منذ 2014 تعرضت إدلب إلى عدة هجمات كيميائية، فبعد تأكيد لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن قوات النظام استخدمت الغازات السامة في كل من بلدة تلمنس (21 نيسان/ ابريل 2014) وبلدتي سرمين وقميناس (آذار/ مارس 2015)، تعرضت مدينة خان شيخون لهجوم كيميائي في 2017، أدوى بحياة عشرات الأشخاص بينهم 30 طفلاً. واتهمت الأمم المتحدة النظام السوري بشن الهجوم، رغم نفي الأخير.

تشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في أيار/ مايو 2017 في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق في إدلب في أيلول/ سبتمبر الماضي. لكنها تعرضت نهاية 2017 لهجوم عسكري تمكنت خلاله قوات النظام بدعم روسي من السيطرة على عشرات البلدات والقرى في الريف الجنوبي الشرقي وعلى قاعدة عسكرية استراتيجية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل