المحتوى الرئيسى

بعد حصولها على "إس 400".. تحالف تركيا مع أمريكا في مفترق الطرق

07/18 16:47

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء أمس الأول، اتخاذ مجموعة من الإجراءات العقابية ضد تركيا بعد مضيها قدما في الحصول منظومة صواريخ "إس 400" الروسية المتطورة، ما يثير كثير من علامات الاستفاهم حول الإصرار التركي على التقارب مع الروس رغم الرفض الأمريكي والرفض من قبل حلف شمال الأطلنطي (ناتو).

"من المبكر التكهن حول مسار العلاقات التركية الأمريكية بعد صفقة إس 400" هكذا علق الدكتور يوري زينين كبير الباحثين بمعهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية على طبيعة العلاقات بين "واشنطن" و"أنقرة" في ظل الإصرار التركي على الحصول على ممظومة "إس 400" الدفاعية الروسية.

وقال "زينين"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "الصورة ليست واضحة حتى الآن ولا يمكن استنتاج من أحاديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شئ عن عزيمته المضي قدما في اتخاذ عقوبات أمريكية كبيرة ضد تركيا ويبدو من أحاديثه أنه ليس مصرا على العقوبات الشديدة مباشرة على تركيا".

وأضاف "زينين": "لكن في المقابل فإن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ومعها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) لديهم رد فعل أكثر قسوة من ترامب ويريدون مزيد من العقوبات القاسية على أنقرة".

وقال خبير العلاقات الدولية الروسي: "أعتقد أنه في نفس الوقت واشنطن لا تريد فقدان تركيا وتخشى ابتعاد تركيا أكثر عنها وكذلك عن حلف الناتو باتجاه روسيا، هم لا يريدون ذلك، يريدون الضغط ولكن في تبقى الضعوط عند حدود معينة، حتى أنقرة هي الأخرى لن تترك حلف الناتو ولا الولايات المتحدة".

وقال "زينين": "أعتقد أن المباردة التركية لشراء هذه المنظومة يعود إلى فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، حين طلبت تركيا شراء منظومة باتريوت الصاروخية الأمريكية، لكن إدارة أوباما رفضت ذلك وطلب قيمة مالية عالمية، وكانت هناك مفاوضات بين الطرفين وقدمت تركيا مطالبات لخفض سعرها وفي نهاية الأمر فشلت تركيا في إقناع أمريكا بخفض القيمة، فتوجهت أنقرة لروسيا، وبدأت تجري المفاوضات بهذا الخصوص على هذه الصفقة، وأن تقول تركيا أن لديها استقلالية في اتخاذ القرار الخارجي".

وقال خبير العلاقات الدولية الروسي: "من المبكر الحكم بما إذا كانت أنقرة غيرت وجهتها في مسألة التحالف مع واشنطن، ورغم تطور العلاقات التركية مع روسيا في مجالات عدة، فإظن الارتباطات مع أمريكا أقوى بكثير، فالتحالف قوي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بين أنقرة وواشنطن، والجيش التركي مرتبط بعلاقات وثيقة بالولايات المتحدة، وهنا تركيا يمكن أن تجد نوع من الموازنة للاستفادة بين القطبين".

وعن موقف "موسكو"، قال "زينين": "ليس من مبادئ روسيا القيام بالصداقة على حساب دولة أخرى، نحاول أن نبذل جهودا لتوثيق العلاقات مع دول أخرى، والعلاقات ستضعف لكن تركيا دولة مهمة في الشرق الأوسط ويبدو أن من المبكر أن تنستتنج مآلات هذا التطور".

من جهته، قال دكتور بشير عبدالفتاح المتخصص في الشأن التركي إنه عند التعامل مع مسألة إصرار تركيا على الحصول على منظومة "إس 400" الروسية، فإن هذا الأمر لا يعني انتهاء علاقاتة التحالف بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا أن يجب أن نعلم أن هناك فارق بين علالقات التحالف الاستراتيجي وعلاقات التقارب الاستراتيجي الوقتية، وهذا هو الوضع بالنسية للعلاقات بين "أنقرة" و"واشنطن" لا تزال علاقات تحالف استراتيجي وستستمر، خصوصا أن ما يجمع بين تركيا والولايات المتحدة أكبر بكثير مما يجمع بين تركيا وروسيا، خصوصا إذا وضعنا في الاعتبار الخلافات ذات الاعتبار الديني بين "أنقرة" و"موسكو".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل